عقوبات بالسجن تتراوح من 3 أشهر إلى سنة لمعاونيه

4 سنوات لوافد أدار منازل للقمار بالمحرق وضرب شرطيًّا

| عباس إبراهيم

أقرّت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬عقوبة‭ ‬وافد‭ ‬محكوم‭ ‬بالسجن‭ ‬4‭ ‬سنوات؛‭ ‬لإدارته‭ ‬منزلا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحرق‭ ‬لممارسة‭ ‬القمار‭ ‬فيه‭ ‬واعتداؤه‭ ‬على‭ ‬شرطي‭ ‬حال‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭.‬

إذ‭ ‬قضت‭ ‬بعدم‭ ‬قبول‭ ‬الطعن‭ ‬شكلا‭ ‬لأن‭ ‬وكيله‭ ‬المحامي‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬التوكيل‭ ‬الصادر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬عند‭ ‬التقرير‭ ‬بالطعن‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز،‭ ‬وعندما‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬التوكيل‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬للطعن،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬المحامي‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬بالطعن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صفة‭ ‬حينها،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬عدم‭ ‬قبوله‭ ‬شكلا‭ ‬لهذا‭ ‬الخطأ،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬جواز‭ ‬نظر‭ ‬الطعن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مدة‭ ‬العقوبة‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الطاعن‭.‬

وكانت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬أيدت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬معاقبة‭ ‬5‭ ‬عمال‭ ‬وافدين،‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬33‭ ‬و54‭ ‬عاما،‭ ‬والمدانين‭ ‬بإدارة‭ ‬محل‭ ‬لممارسة‭ ‬القمار‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭ ‬بمنطقة‭ ‬المحرق‭ ‬والمقامرة‭ ‬فيه،‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة،‭ ‬بسجن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ -‬الطاعن‭- ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬تهمة‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الشرطي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حبسه‭ ‬واثنين‭ ‬من‭ ‬معاونيه‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬لإدارتهم‭ ‬جميعا‭ ‬محلا‭ ‬لممارسة‭ ‬القمار،‭ ‬كما‭ ‬عاقبت‭ ‬اثنين‭ ‬آخرين‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬فقط،‭ ‬وأمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المضبوطات‭ ‬وبإبعاد‭ ‬جميع‭ ‬المدانين‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭.‬

وتتمثل‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬حسبما‭ ‬وردت‭ ‬بملف‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬معلومات‭ ‬وردت‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬الضباط‭ ‬عبر‭ ‬مصادر‭ ‬سرية‭ ‬موثوق‭ ‬بها،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬يقوم‭ ‬بإدارة‭ ‬محل‭ ‬للعب‭ ‬القمار‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬الكائنة‭ ‬بمنطقة‭ ‬المحرق‭.‬

وبتكثيف‭ ‬التحريات‭ ‬حول‭ ‬الواقعة،‭ ‬ثبت‭ ‬فعلا‭ ‬وجود‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭ ‬يستغل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال،‭ ‬وتم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عنوانه،‭ ‬وتبين‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬إدارة‭ ‬لعب‭ ‬القمار‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الجالية‭ ‬التي‭ ‬ينتسب‭ ‬إليها‭ ‬هذا‭ ‬المتهم،‭ ‬فتم‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬المراقبة‭ ‬المستمرة‭ ‬للمنزل‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬وفترات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شرطيين،‭ ‬إذ‭ ‬اتضح‭ ‬أنه‭ ‬مكان‭ ‬مفتوح‭ ‬للعامة‭ ‬الدخول‭ ‬إليه‭.‬

وشاهد‭ ‬الشرطيان‭ ‬المراقبان‭ ‬للمكان‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الآسيويين‭ ‬يدخلون‭ ‬للمنزل‭ ‬بدون‭ ‬تمييز‭ ‬بينهم‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬مدة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬يخرجون‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬مختلفة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬المنزل‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬باب‭ ‬خارجي‭ ‬ويمكن‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬الدخول‭ ‬إليه‭.‬

وباستمرار‭ ‬مراقبة‭ ‬المكان‭ ‬تمكن‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬الوقت‭ ‬الفعلي‭ ‬لبدء‭ ‬أعمال‭ ‬القمار،‭ ‬والتي‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬تبدأ‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬10‭:‬00‭ ‬مساء‭ ‬وتنتهي‭ ‬فجرا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الساعة‭ ‬3‭:‬00،‭ ‬كما‭ ‬أسفرت‭ ‬التحريات‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬يحضر‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬الوقت‭ ‬لاستلام‭ ‬حصته‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المحل‭ ‬للعب‭ ‬القمار‭ ‬الممنوعة‭ ‬قانونا‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬ضبط‭ ‬المدانين‭ ‬توجهت‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬المشار‭ ‬إليه،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بابه‭ ‬مفتوحا،‭ ‬وبعد‭ ‬أخذ‭ ‬الأذون‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك،‭ ‬أرسلوا‭ ‬مصدرا‭ ‬سريا‭ ‬ليدخل‭ ‬للمكان‭ ‬ويتأكد‭ ‬بنفسه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬دخل‭ ‬وخرج‭ ‬وأبلغهم‭ ‬بوجود‭ ‬المتهمين‭ ‬من‭ ‬الثاني‭ ‬وحتى‭ ‬الخامس‭ ‬وهم‭ ‬يلعبون‭ ‬القمار،‭ ‬فدخلوا‭ ‬المنزل‭ ‬وكان‭ ‬فيه‭ ‬فعلا‭ ‬المذكورون‭ ‬الأربعة‭ ‬يمارسون‭ ‬القمار،‭ ‬إذ‭ ‬شوهدت‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬وورق‭ ‬اللعب،‭ ‬فتم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬وتحريز‭ ‬ورق‭ ‬اللعب‭ ‬والمبالغ‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭.‬

وبسؤالهم‭ ‬عمن‭ ‬يدير‭ ‬المكان‭ ‬اعترف‭ ‬أحدهم‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬المحل‭ ‬للعب‭ ‬القمار،‭ ‬فتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬الأخير،‭ ‬فاتصل‭ ‬به‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬الحضور‭ ‬للمكان،‭ ‬فأبلغه‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬المكان‭.‬

وبعد‭ ‬حضور‭ ‬الطاعن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأن‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬بانتظاره،‭ ‬خرج‭ ‬له‭ ‬ذلك‭ ‬المتهم،‭ ‬وتمكنت‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬مقاومة‭ ‬شديدة‭ ‬أبداها‭ ‬تجاههم‭ ‬وضرب‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭.‬

وأوضح‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬شرطيا‭ ‬توجه‭ ‬للطاعن‭ ‬وعرض‭ ‬عليه‭ ‬هويته‭ ‬العسكرية،‭ ‬فاستجاب‭ ‬له‭ ‬المذكور‭ ‬وسار‭ ‬معه‭ ‬مسافة‭ ‬بسيطة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬باغته‭ ‬وفر‭ ‬هاربا‭ ‬واختبأ‭ ‬خلف‭ ‬أحد‭ ‬الجدران،‭ ‬فطارده‭ ‬الشرطي،‭ ‬وعندما‭ ‬وصل‭ ‬بجانب‭ ‬الطاعن‭ ‬دفعه‭ ‬الأخير‭ ‬بيده‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بسقوط‭ ‬الشرطي‭ ‬في‭ ‬حفرة‭.‬

وأضافت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الشرطي‭ ‬نهض‭ ‬وواصل‭ ‬مطاردته‭ ‬للمدان‭ ‬وأمسكه‭ ‬من‭ ‬رجله،‭ ‬فتعمد‭ ‬دهس‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى‭ ‬للشرطة‭ ‬وضربه‭ ‬بهاتفه‭ ‬النقال‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬عينه‭ ‬اليمنى،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الذي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬لحين‭ ‬حضور‭ ‬الضابط‭ ‬وشرطي‭ ‬آخر‭ ‬وساعداه‭ ‬في‭ ‬تكبيله‭ ‬بالأصفاد‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬بالقضية‭ ‬اعترف‭ ‬أنه‭ ‬والطاعن‭ ‬يستأجران‭ ‬المنزل‭ ‬المضبوطين‭ ‬فيه‭ ‬يمارسان‭ ‬القمار‭ ‬ويديران‭ ‬المكان‭ ‬كذلك،‭ ‬إذ‭ ‬سمحا‭ ‬للأشخاص‭ ‬بلعب‭ ‬القمار‭ ‬فيه،‭ ‬فيما‭ ‬يحصلان‭ ‬هما‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الزبائن‭.‬