المشاجرة بدأت بسبب فيديو ساخر صوّره القاتل

طعنتان تنهيان حياة شاب على يد صديقه

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بقبول‭ ‬الطعن‭ ‬شكلا‭ ‬لشاب‭ ‬تسبب‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬بوفاة‭ ‬صديقه‭ ‬بعدما‭ ‬اختلفا‭ ‬في‭ ‬مزحة‭ ‬بدأها‭ ‬القاتل‭ ‬بتصوير‭ ‬الضحية‭ ‬فيديو‭ ‬وهو‭ ‬نائم‭ ‬ليسخر‭ ‬منه،‭ ‬فلم‭ ‬يقبل‭ ‬الضحية‭ ‬ذلك‭ ‬والتقط‭ ‬للجاني‭ ‬صورة‭ ‬وكتب‭ ‬عليها‭ ‬عبارات‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقبل‭ ‬به‭ ‬المعتدي،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬التقى‭ ‬بالمجني‭ ‬عليه‭ ‬ووجه‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬طعنتين‭ ‬بصدره‭ ‬أمام‭ ‬مرأى‭ ‬أصدقائهما،‭ ‬وأيدت‭ ‬سجنه‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬فيما‭ ‬رفضت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬قبول‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬كونها‭ ‬رفعت‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬كامل‭ ‬الأهلية‭ ‬وألزمت‭ ‬رافعها‭ (‬عائلة‭ ‬الضحية‭) ‬بمصاريفها‭ ‬ومبلغ‭ ‬10‭ ‬دنانير‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وكانت‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬الشاب‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬17‭ ‬يناير‭ ‬2018،‭ ‬اعتدى‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بواسطة‭ ‬سكين‭ ‬بأن‭ ‬بيّت‭ ‬النية‭ ‬وعقد‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬ضربه‭ ‬وأعدّ‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬سلاحا‭ ‬أبيض‭ (‬مطواة‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬ظفر‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬طعنه‭ ‬طعنتين‭ ‬استقرتا‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬فأحدث‭ ‬به‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بتقرير‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬والتي‭ ‬أودت‭ ‬بحياته‭ ‬ولم‭ ‬يقصد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قتله،‭ ‬لكنه‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬موته‭.‬

وتشير‭ ‬التفاصيل‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬بلاغ‭ ‬لغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسة‭ ‬مفاده‭ ‬وجود‭ ‬جثة‭ ‬شاب‭ ‬ملقاة‭ ‬بجوار‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحورة،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬للطعن‭ ‬في‭ ‬الصدر‭.‬

وبإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬توصلت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬إلى‭ ‬هوية‭ ‬القاتل،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬وبحسب‭ ‬المعلومات‭ ‬الأولية‭ ‬بذلك‭ ‬الحين‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬نشبت‭ ‬مشاجرة‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬المتهم‭ ‬وصديقه‭ (‬المجني‭ ‬عليه‭) ‬بشأن‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬صوّره‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وصورة‭ ‬صورها‭ ‬الجاني‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

واتضح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬السابق‭ ‬للجريمة‭ ‬كان‭ ‬المتهم‭ ‬وصديقه‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬برفقة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصدقائهما‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬إلى‭ ‬البر‭ ‬“الصخير”،‭ ‬وأثناء‭ ‬عودتهم‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬نام‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬قليلا‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطاعن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬صوّره‭ ‬فيديو‭ ‬ساخرا‭ ‬منه‭.‬

ولم‭ ‬يقبل‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بذلك‭ ‬والتقط‭ ‬صورة‭ ‬إلى‭ ‬لصديقه‭ ‬وأرفق‭ ‬عليها‭ ‬عبارة‭ ‬غير‭ ‬لائقة،‭ ‬وقال‭ ‬للجاني‭ ‬إنه‭ ‬سينشر‭ ‬الصورة‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ويرفق‭ ‬بها‭ ‬التعليق‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭.‬

وفي‭ ‬لقاء‭ ‬جمعهما‭ ‬باليوم‭ ‬التالي‭ ‬تحدث‭ ‬الطاعن‭ ‬والمجني‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬ليتفاهما‭ ‬بضرورة‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬أيٍ‭ ‬منهما‭ ‬لما‭ ‬بحوزته‭ ‬من‭ ‬فيديو‭ ‬أو‭ ‬صورة‭ ‬عبر‭ ‬أي‭ ‬منصة‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬الحديث‭ ‬أخرج‭ ‬الجاني‭ ‬سكينا‭ ‬صغيره‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬تفاهمهما‭ ‬بشأن‭ ‬المسألة،‭ ‬وهجم‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وطعنه‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬وبطنه،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وصول‭ ‬إحدى‭ ‬الطعنات‭ ‬في‭ ‬الصدر‭ ‬إلى‭ ‬الغشاء‭ ‬“البريتوني”‭ ‬للقلب‭ ‬وتسبب‭ ‬الجرح‭ ‬النافذ‭ ‬في‭ ‬الصدر‭ ‬في‭ ‬تمزق‭ ‬بالقلب‭ ‬وتوقفه‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬على‭ ‬الجثة‭.‬