وقعت بينهما مشادة وهما بحالة سكر

7 سنوات لوافد قتل قريبه طعنا بسكين

| عباس إبراهيم

رفضت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬طعن‭ ‬وافد‭ ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬قريبه‭ ‬بواسطة‭ ‬سكين،‭ ‬وانتهى‭ ‬المطاف‭ ‬بالأخير‭ ‬ميتا‭ ‬بطعنة‭ ‬نافذة‭ ‬بالظهر‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬رئته‭ ‬اليسرى،‭ ‬حال‭ ‬كونهما‭ ‬بحالة‭ ‬سكر‭ ‬واختلفا‭ ‬بشأن‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬لعروض‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬توظيفه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ظل‭ ‬عاطلا‭ ‬ويطلب‭ ‬توظيفه‭ ‬براتب‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يعرض‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬بينهما‭ ‬خلافات‭ ‬عائلية‭ ‬سابقة‭.‬

وأيدت‭ ‬معاقبته‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬والإبعاد‭ ‬النهائي‭ ‬عن‭ ‬البلاد،‭ ‬بعد‭ ‬تخفيفها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق؛‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬تحقق‭ ‬شرط‭ ‬الظرف‭ ‬المشدد‭ ‬الخاص‭ ‬بتناول‭ ‬المسكرات‭ ‬كونهما‭ ‬اعتادا‭ ‬على‭ ‬تناولها‭ ‬معا‭.‬

وكانت‭ ‬أوضحت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬336‭/‬2‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“يعد‭ ‬ظرفا‭ ‬مشددا‭ ‬كذلك‭ ‬وقوع‭ ‬الفعل‭ ‬من‭ ‬الجاني‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬السكر‭ ‬أو‭ ‬التخدير‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الإخلال‭ ‬بأحكام‭ ‬الفقرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬34‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات”،‭ ‬إذ‭ ‬تنص‭ ‬المادة‭ ‬المذكورة‭ ‬فقرة‭ ‬2‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“إذا‭ ‬أوجد‭ ‬المجرم‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬السكر‭ ‬أو‭ ‬التخدير‭ ‬عمدا‭ ‬بغية‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬منه،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬سببا‭ ‬مشددا‭ ‬للعقوبة”‭.‬

لذا‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬قد‭ ‬أوجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬السكر‭ ‬عمدا‭ ‬بغية‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة،‭ ‬وأنه‭ ‬قد‭ ‬ارتكب‭ ‬جريمته‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬حالة‭ ‬السكر‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تناوله‭ ‬مواد‭ ‬مسكرة‭ ‬أو‭ ‬مخدرة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬ثابتا‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬الإحالة‭ ‬أيضا،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لم‭ ‬ترتكن‭ ‬في‭ ‬وصفها‭ ‬القانوني‭ ‬لتوافر‭ ‬ظروف‭ ‬وقوع‭ ‬الفعل‭ ‬من‭ ‬الجاني‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬حالة‭ ‬السكر‭ ‬أو‭ ‬التخدير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤيده‭.‬

وتشير‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سلماباد‭ ‬بتاريخ‭ ‬8‭ ‬يونيو‭ ‬2018،‭ ‬إذ‭ ‬قرر‭ ‬الطاعن‭ ‬أثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أنه‭ ‬والمجني‭ ‬عليه‭ ‬كانا‭ ‬يحتسيان‭ ‬المشروبات‭ ‬الروحية‭ ‬وأنهما‭ ‬بحالة‭ ‬سكر،‭ ‬وظلا‭ ‬يتناقشان‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬عدم‭ ‬حصول‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬وبقائه‭ ‬عاطلا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬كانت‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬عروض‭ ‬توظيف‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬عدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يرفض‭ ‬العمل‭ ‬بتلك‭ ‬الشركات،‭ ‬والسبب‭ ‬يعود‭ ‬إليه،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬راتب‭ ‬أعلى‭ ‬مما‭ ‬يتم‭ ‬عرضه‭ ‬عليه‭.‬

وأفاد‭ ‬أنه‭ ‬حاول‭ ‬نصح‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بالقبول‭ ‬بأية‭ ‬فرصة‭ ‬عمل؛‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوظيفة‭ ‬والراتب‭ ‬الذي‭ ‬يطمح‭ ‬إليه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬يرفض‭ ‬القبول‭ ‬بنصيحته‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نقاشهما‭ ‬هذا‭ ‬تطور‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬مشادة‭ ‬كلامية‭ ‬فيما‭ ‬بينهما،‭ ‬اعتدى‭ ‬عليه‭ ‬خلالها‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬والذي‭ ‬صفعه‭ ‬بواسطة‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سأل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬اعتدائه‭ ‬عليه،‭ ‬لكنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬باعتداء‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بذات‭ ‬الطريقة‭.‬

فلم‭ ‬يتمالك‭ ‬المدان‭ ‬أعصابه‭ ‬وتوجه‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬المطبخ‭ ‬وظل‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬سكين‭ ‬طعام،‭ ‬والتي‭ ‬جلبها‭ ‬إلى‭ ‬الغرفة،‭ ‬وطعن‭ ‬قريبه‭ ‬في‭ ‬ظهره،‭ ‬وعندما‭ ‬شاهده‭ ‬ينزف‭ ‬الدماء‭ ‬بغزارة‭ ‬ولا‭ ‬يحرك‭ ‬ساكنا،‭ ‬هرب‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬مسرعا‭ ‬وحمل‭ ‬معه‭ ‬السكين‭ ‬أداة‭ ‬الجريمة،‭ ‬والتي‭ ‬غسلها‭ ‬وألقاها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬خارج‭ ‬مسكن‭ ‬العمال‭ ‬الذي‭ ‬يقطنان‭ ‬فيه‭.‬

كما‭ ‬أضاف‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬البنايات‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬المعارض‭ ‬بمنطقة‭ ‬المنامة،‭ ‬واستأجر‭ ‬غرفة‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬ينام،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬تلقى‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة،‭ ‬والذين‭ ‬طلبوا‭ ‬منه‭ ‬النزول‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬الغرفة‭ ‬وأنهم‭ ‬بانتظاره‭ ‬أسفل‭ ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬يستأجر‭ ‬الغرفة‭ ‬فيها،‭ ‬فاستجاب‭ ‬لهم‭ ‬وتم‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وسؤالها‭ ‬للشهود،‭ ‬قرر‭ ‬أحدهم‭ ‬أنه‭ ‬يسكن‭ ‬مع‭ ‬الجاني‭ ‬والمجني‭ ‬عليه،‭ ‬وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬الواقعة‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬لها‭ ‬خلفيات‭ ‬سابقة،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تكثر‭ ‬بينهما‭ ‬الخلافات‭ ‬والمشاكل‭ ‬العائلية‭ ‬في‭ ‬بلدهما،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬المشادة‭ ‬الكلامية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬بينهما‭ ‬كانت‭ ‬النهاية‭ ‬لحياة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

وأضاف‭ ‬الشاهد‭ ‬أن‭ ‬مسؤولهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬طلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يسمحوا‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬ينام‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الغرفة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬سمحوا‭ ‬له‭ ‬بالنوم‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الغرفة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬احتسى‭ ‬المشروبات‭ ‬الكحولية‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬إليها،‭ ‬وعقب‭ ‬خلودهم‭ ‬للنوم‭ ‬تفاجأوا‭ ‬بصرخات‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬والذي‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬أشعلوا‭ ‬الأنوار‭ ‬شاهدوه‭ ‬ملقى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ويصرخ‭ ‬بشدة‭ ‬والدماء‭ ‬تنزف‭ ‬من‭ ‬ظهره‭ ‬بغزارة،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬باب‭ ‬الغرفة‭ ‬مفتوحا،‭ ‬فسألوه‭ ‬عمن‭ ‬ارتكب‭ ‬ذلك،‭ ‬فقرر‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬بها‭ ‬بعدما‭ ‬دخل‭ ‬إلى‭ ‬غرفتهم‭ ‬وطعنه‭ ‬في‭ ‬ظهره‭.‬

وثبت‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬أن‭ ‬عينه‭ ‬دم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬كانت‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬86‭.‬4‭ % ‬من‭ ‬الكحول‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الصفة‭ ‬التشريحية‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬إصابة‭ ‬بطعنة‭ ‬لآلة‭ ‬حادة،‭ ‬نفذت‭ ‬إلى‭ ‬التجويف‭ ‬الصدري‭ ‬وأحدثت‭ ‬قطعا‭ ‬في‭ ‬الرئة‭ ‬اليسرى‭ ‬وسببت‭ ‬نزيفا‭ ‬جسيما‭.‬

كما‭ ‬ثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬بتاريخ‭ ‬8‭ ‬يونيو‭ ‬2018،‭ ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بضربه‭ ‬في‭ ‬ظهره‭ ‬بواسطة‭ ‬سكين‭ ‬مسببا‭ ‬له‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بتقرير‭ ‬الصفة‭ ‬التشريحية‭ ‬والتي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬وفاته‭.‬