تستغل “كورونا”... و ”المركزي” يسمح بالتحقق الرقمي للهوية

تحذير للبنوك البحرينية من أنشطة مالية إجرامية

| علي الفردان

أصدر‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬توجيهات‭ ‬للبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬المرخص‭ ‬لها،‭ ‬ينبها‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬زيادة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإجرامية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنشاط‭ ‬المالي‭ ‬والمصرفي‭ ‬نتيجة‭ ‬للظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭.‬

وحذر‭ ‬المصرف،‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬المجرمون‭ ‬توفر‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الإغلاق‭ ‬وازياد‭ ‬نشاط‭ ‬التحويلات‭ ‬المالية‭ ‬والعمليات‭ ‬المصرفية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬مثل‭ ‬عمليات‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البنوك‭ ‬على‭ ‬يقظة‭ ‬وحذر‭.‬

وأكد‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مراقبة‭ ‬المعاملات،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الجائحة،‭ ‬فإن‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬المرخص‭ ‬لها‭ ‬قد‭ ‬تلاحظ‭ ‬تغييرا‭ ‬مفاجئا‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬عملائهم،‭ ‬مثل‭ ‬التدفقات‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬للأموال‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هناك‭ ‬تحديا‭ ‬ويصعب‭ ‬على‭ ‬فرق‭ ‬الامتثال‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬الأنشطة‭ ‬جاءت‭ ‬بطريقة‭ ‬مشروعة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ينبغي‭ ‬زيادة‭ ‬نشاط‭ ‬المراقبة‭ ‬ومعاملات‭ ‬العملاء‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬مشبوه،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أنظمة‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التقاط‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعاملات‭.‬

وشدد‭ ‬المصرف‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديث‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬العملاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬المراقبة‭. ‬وفميا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتحقق‭ ‬من‭ ‬العملاء‭ ‬وجها‭ ‬لوجه،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة،‭ ‬فإن‭ ‬المصرف‭ ‬سمح‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم‭ ‬تطبيق‭ ‬النظام‭ ‬الرقمي‭ ‬لأجل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬لموافقة‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬لاحقًا‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬تقييم‭ ‬شامل‭ ‬للمخاطر‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المتطلبات‭ ‬وتضمين‭ ‬عمليات‭ ‬الإعداد‭ ‬الرقمية‭ ‬مع‭ ‬ضوابط‭ ‬فنية‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬العميل‭ ‬ووثائق‭ ‬الهوية،‭ ‬ومن‭ ‬البيانات‭ ‬الحيوية‭ ‬مثل‭ ‬البصمات،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه،‭ ‬وتقنيات‭ ‬مطابقة‭ ‬الوجه‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭. ‬وشدد‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬توجيهاته‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التوعية‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تشجيع‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬عملائها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬حو‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاحتيالية‭ ‬الناشئة‭ ‬والجرائم‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬مثل‭ ‬رسائل‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتصيد‭ ‬الاحتيالي‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬الوسائل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توعية‭ ‬وتنبيه‭ ‬الموظفين‭ ‬بارتفاع‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬لتجنب‭ ‬سوء‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭. ‬وأوضح‭ ‬المصرف‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬“كوفيد‭-‬19”‭ ‬فقد‭ ‬استجابت‭ ‬الحكومات‭ ‬لهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمساعدات‭ ‬والحزم،‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومبادرات‭ ‬المساعدة‭ ‬والإعفاءات‭ ‬الضريبية،‭ ‬وتدابير‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وقيود‭ ‬السفر،‭ ‬إذ‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬ربما‭ ‬توفر‭ ‬وبشكل‭ ‬غير‭ ‬مقصود،‭ ‬فرصًا‭ ‬جديدة‭ ‬للمجرمين‭ ‬والإرهابيين‭ ‬لتوليدها‭ ‬وغسل‭ ‬العائدات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.‬

‭ ‬المخاطر‭ ‬والسياسات‭ ‬المنشورة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬FATF‭ ‬

و‭ ‬الورقة‭ ‬الاستشارية‭ ‬استندت‭ ‬الى‭ ‬المخاطر‭ ‬والسياسات‭ ‬المنشورة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬FATF‭ ‬في‭ ‬مايو2020،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬استجابة‭ ‬منسقة‭ ‬لتأثير‭ ‬أزمة‭ ‬“كورونا”‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال‭ ‬العالمية‭ ‬ومكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭.‬

ومن‭ ‬ضمن‭ ‬المخاطر،‭ ‬تغيير‭ ‬السلوك‭ ‬المالي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬التقارير‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تغييرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬المالي‭ ‬والسلوكيات‭ ‬والأنماط‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الجائحة،‭ ‬اذ‭ ‬انه‭ ‬جراء‭ ‬اغلاق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المكاتب‭ ‬المصرفية‭ ‬والفروع‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬تدابير‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬يقوم‭ ‬العملاء‭ ‬بتنفيذ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬“عن‭ ‬بعد”‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأنشطة‭ ‬المصرفية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تأهيل‭ ‬العملاء‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬الهوية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قلة‭ ‬الدراية‭ ‬باستخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬السكان‭ ‬قد‭ ‬يكونوا‭ ‬من‭ ‬فئات‭ (‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والمجموعات‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭). ‬فتزيد‭ ‬في‭ ‬الجائجة‭ ‬مخاطر‭ ‬الفساد،‭ ‬إذ‭ ‬تقدم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬أموال‭ ‬التحفيز‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأثر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتعلق‭ ‬بالأزمة‭. ‬وتشير‭ ‬التقارير‭ ‬أن‭ ‬المجرمين‭ ‬قد‭ ‬يحاولون‭ ‬الاحتيال‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأموال،‭ ‬وهذا‭ ‬يشمل‭ ‬استغلال‭ ‬تدابير‭ ‬التحفيز‭ ‬واختلاس‭ ‬الأموال‭.‬

كما‭ ‬توجد‭ ‬مخاطر‭ ‬مع‭ ‬التقلبات‭ ‬المالية‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة،‭ ‬إذ‭ ‬يقوم‭ ‬مقدمو‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية‭ ‬بتحويل‭ ‬أو‭ ‬تصفية‭ ‬الأصول‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬لعدم‭ ‬اليقين‭ ‬بنتائج‭ ‬الجائحة‭. ‬يمكن‭ ‬لهذه‭ ‬التحولات‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬أنشطة‭ ‬السوق‭ ‬المالية‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬مثل‭ ‬التداول‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التقلبات‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬الكبيرة‭.‬