من جديد

التعايش مع كورونا

| د. سمر الأبيوكي

أصبح‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬‮١٩‬،‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬حاليا‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الأوضاع‭ ‬والموازنة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الصحة‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬فحين‭ ‬ننعم‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬بيوتنا‭ ‬الهادئة‭ ‬الآمنة‭ ‬وسط‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬لنا‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬مطلق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬أرقام‭ ‬مخيفة‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬والعنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬والأطفال،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬لم‭ ‬تخلف‭ ‬أرقاما‭ ‬للمرض‭ ‬وحده،‭ ‬إنما‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات،‭ ‬حيث‭ ‬ساهم‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬أقرته‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬على‭ ‬السطح،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬اضطراب‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يلمسه‭ ‬العديدون‭ ‬خصوصا‭ ‬ممن‭ ‬يعملون‭ ‬بمهن‭ ‬ذات‭ ‬دخل‭ ‬يومي‭ ‬بسيط‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عودة‭ ‬للحياة‭ ‬الاعتيادية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬مازلت‭ ‬عند‭ ‬موقفي‭ ‬تجاه‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬والمرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬حيث‭ ‬ذكرت‭ ‬مسبقا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العناية،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬بوعي‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬التزامها‭ ‬بمعايير‭ ‬الصحة‭ ‬والتباعد،‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬هم‭ ‬أطفال‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬شخصياتهم‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬وفضولهم‭ ‬نحو‭ ‬الآخرين‭.‬

ووسط‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬سيرضخ‭ ‬ويتجه‭ ‬نحو‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الفيروس،‭ ‬ورجوع‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬لا‭ ‬سابقتها،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حلحلة،‭ ‬واهتمام‭ ‬مطلق‭ ‬بمعايير‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬والمضي‭ ‬قدما‭ ‬نحو‭ ‬حلول‭ ‬أكيدة،‭ ‬العالم‭ ‬سنراه‭ ‬بحلة‭ ‬مغايرة،‭ ‬نسخة‭ ‬جديدة‭ ‬تحمل‭ ‬آمالا‭ ‬كثيرة‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬نهتم‭ ‬فيه‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصناع‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬طواقم‭ ‬صحية‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الرئيسي‭ ‬وحامي‭ ‬الكوكب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭.‬