الغريب يدعو لمنع صلاة الجماعة الثانية واستمرار غلق المصليات بالمجمعات والوزارات

لإزالة المصاحف من المساجد ومحاسبة الإمام والمؤذن عن المخالفات

| محرر الشؤون المحلية

مع‭ ‬بدء‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬لعودة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬استئناف‭ ‬فتح‭ ‬الجوامع‭ ‬والمساجد،‭ ‬اقترح‭ ‬طبيب‭ ‬وكاتب‭ ‬متخصص‭ ‬بالشؤون‭ ‬الصحية‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬المحظورات‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬اقتراحات‭ ‬أحمد‭ ‬محمد‭ ‬الغريب‭: ‬منع‭ ‬صلاة‭ ‬الجماعة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬المساجد،‭ ‬ومنع‭ ‬فتح‭ ‬المصليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالفنادق‭ ‬والمجمعات‭ ‬والوزارات‭ ‬وأماكن‭ ‬العمل‭ ‬والتي‭ ‬يصعب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬تطبيقها‭ ‬للضوابط‭ ‬الصحية،‭ ‬وإزالة‭ ‬المصاحف‭ ‬والكتب‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المسجد،‭ ‬وتشكيل‭ ‬فرق‭ ‬تفتيش‭ ‬على‭ ‬المساجد؛‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬تطبيقها‭ ‬للضوابط‭ ‬الصحية،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬الإمام‭ ‬والمؤذن‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬اتباع‭ ‬الضوابط‭ ‬المطلوبة‭. ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬مقال‭ ‬الغريب‭ ‬الواردة‭ ‬لبريد‭ ‬الصحيفة‭:‬

الضوابط‭ ‬المقترحة

اتفقت‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ - ‬بل‭ ‬سائر‭ ‬الملل‭- ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬سمحة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليها‭ ‬اثنان،‭ ‬ومنها‭ ‬حفظ‭ ‬الضروريات‭ ‬الخمس،‭ ‬وهي‭ ‬النفس‭ ‬والدين‭ ‬والعقل‭ ‬والمال‭ ‬والعرض‭. ‬

وصار‭ ‬كل‭ ‬أمر‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬الشريعة‭ ‬تابع‭ ‬لهذا‭ ‬المبدأ،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬الصيام‭ ‬مثلا‭ ‬يعرض‭ ‬النفس‭ ‬للخطر‭ ‬حرُم‭ ‬شرعا،‭ ‬وقِس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬وفي‭ ‬الشريعة‭ ‬السمحاء‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬اتفق‭ ‬الفقهاء‭ ‬على‭ ‬سقوط‭ ‬تكليف‭ ‬صلاة‭ ‬الجماعة‭ ‬عن‭ ‬المجذوم‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬العدوى،‭ ‬كما‭ ‬أخبر‭ ‬النبي‭ ‬الكريم‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭: ‬“فرّ‭ ‬من‭ ‬المجذوم‭ ‬فرارك‭ ‬من‭ ‬الأسد”‭. ‬وبما‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬فلنا‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ننبه‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الضوابط‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها؛‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬وصحة‭ ‬الإنسان‭. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الضوابط‭:‬

‭- ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬المساجد‭ ‬بعد‭ ‬الأذان‭ ‬مباشرة،‭ ‬ويتم‭ ‬إغلاقها‭ ‬بعد‭ ‬الصلاة‭ ‬مباشرة‭.‬

‭- ‬منع‭ ‬صلاة‭ ‬الجماعة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬المساجد‭.‬

‭- ‬منع‭ ‬فتح‭ ‬المصليات‭ ‬النسائية‭ ‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‭.‬

‭- ‬منع‭ ‬أصحاب‭ ‬الأطفال‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأمراض‭ ‬وضعف‭ ‬المناعة‭ ‬إلى‭ ‬المساجد‭.‬

‭- ‬منع‭ ‬فتح‭ ‬المصليات‭ ‬في‭ ‬المصليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالفنادق‭ ‬والمجمعات‭ ‬والوزارات‭ ‬وأماكن‭ ‬العمل،‭ ‬والتي‭ ‬يصعب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬تطبيقها‭ ‬للضوابط‭ ‬الصحية‭.‬

‭- ‬إزالة‭ ‬جميع‭ ‬المصاحف‭ ‬والكتب‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المسجد،‭ ‬ومن‭ ‬أراد‭ ‬قراءة‭ ‬القرآن‭ ‬فبإمكانه‭ ‬استخدام‭ ‬المصحف‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬هاتفه‭ ‬المحمول‭ ‬أو‭ ‬إحضار‭ ‬مصحفه‭ ‬الخاص‭.‬

‭- ‬إغلاق‭ ‬جميع‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬وأماكن‭ ‬الوضوء‭ ‬في‭ ‬المساجد،‭ ‬ومن‭ ‬أراد‭ ‬الوضوء‭ ‬فعليه‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬منزله‭.‬

‭- ‬إغلاق‭ ‬جميع‭ ‬برادات‭ ‬المياه‭ ‬وثلاجات‭ ‬الأطعمة‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المساجد‭.‬

‭- ‬منع‭ ‬احضار‭ ‬وتوزيع‭ ‬وتناول‭ ‬الأطعمة‭ ‬والمشروبات‭ ‬داخل‭ ‬المساجد‭.‬

‭- ‬إلزام‭ ‬جميع‭ ‬المصلين‭ ‬بإحضار‭ ‬سجادة‭ ‬صلاة‭ ‬خاصة‭ ‬معه‭.‬

‭- ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬صلاة‭ ‬النوافل‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬تطبيقا‭ ‬للسنة‭ ‬النبوية‭.‬

‭- ‬توفير‭ ‬المعقمات‭ ‬والمناديل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المساجد‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭.‬

‭- ‬توفير‭ ‬فرق‭ ‬تطوعية‭ ‬مؤهلة‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬الضوابط‭ ‬الصحية‭ ‬داخل‭ ‬المساجد،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تدريب‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬وتسليمها‭ ‬شهادات‭ ‬اعتماد‭ ‬بذلك‭.‬

‭- ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تشكيل‭ ‬فرق‭ ‬تفتيش‭ ‬على‭ ‬المساجد؛‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬تطبيقها‭ ‬للضوابط‭ ‬الصحية،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬الإمام‭ ‬والمؤذن‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬اتباع‭ ‬الضوابط‭ ‬المطلوبة‭.‬

‭- ‬توفير‭ ‬مقياس‭ ‬لدرجة‭ ‬الحرارة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬حرارة‭ ‬جسم‭ ‬المصلين‭ ‬عند‭ ‬الدخول‭.‬

‭- ‬الالتزام‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬بمقدار‭ ‬مسافة‭ ‬متر‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بين‭ ‬المصلين،‭ ‬مع‭ ‬ترك‭ ‬صف‭ ‬خال‭ ‬بين‭ ‬الصفوف،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬ملصقات‭ ‬أو‭ ‬علامات‭ ‬لترتيب‭ ‬أماكن‭ ‬المصلين‭. ‬

‭- ‬إصدار‭ ‬الفتاوى‭ ‬المجيزة‭ ‬للصلاة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬ذلك‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التزاحم‭ ‬في‭ ‬المساجد‭.‬

‭- ‬إصدار‭ ‬الفتاوى‭ ‬المجيزة‭ ‬لعدم‭ ‬حضور‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬في‭ ‬الجوامع‭ ‬منعا‭ ‬للتزاحم‭.‬

‭- ‬فتح‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المساجد‭ ‬لصلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬لتخفيف‭ ‬التزاحم‭ ‬في‭ ‬الجوامع‭.‬

‭- ‬إلصاق‭ ‬النشرات‭ ‬الصحية‭ ‬التوعوية‭ ‬داخل‭ ‬جميع‭ ‬المساجد‭ ‬وتوفيرها‭ ‬بمختلف‭ ‬اللغات‭.‬

‭- ‬تعقيم‭ ‬الأبواب‭ ‬والأسطح‭ ‬وأماكن‭ ‬التلامس‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬صلاة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المطهرات‭ ‬المعتمدة‭.‬

‭- ‬فتح‭ ‬المساجد‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬المختلفة‭ ‬أو‭ ‬لصلوات‭ ‬معينة‭ ‬فقط؛‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬تقييم‭ ‬التجربة‭ ‬وتلافي‭ ‬الأخطاء‭ ‬الواردة‭ ‬وتصحيحها‭.‬

لقد‭ ‬وصف‭ ‬الله‭ ‬وهو‭ ‬أحكم‭ ‬الخالقين‭ ‬الإنسان‭ ‬بقوله‭: ((‬خُلق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬عجل‭)) ‬وفي‭ ‬آية‭ ‬أخرى‭: ((‬وكان‭ ‬الإنسان‭ ‬عجولاً‭))‬،‭ ‬وجاءت‭ ‬القاعدة‭ ‬الفقهية‭ ‬المعروفة‭: ‬“من‭ ‬تعجل‭ ‬الشيء‭ ‬قبل‭ ‬أوانه،‭ ‬عوقب‭ ‬بحرمانه”،‭ ‬وأتمنى‭ ‬ألا‭ ‬نكون‭ ‬متعجلين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬المصيري؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نُحرم‭ ‬من‭ ‬تحصيل‭ ‬النتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬عليه‭.‬

لذا‭ ‬فإني‭ ‬أتمنى‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬المساجد‭ ‬والمصليات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تأمين‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الضرورية‭ ‬للالتزام‭ ‬بالقواعد‭ ‬الصحية‭ ‬المطلوبة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭.‬

وكلنا‭ ‬ثقة‭ ‬واطمئنان‭ ‬في‭ ‬حرص‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬ورغبتهم‭ ‬التامة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬مجاريها‭. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭ ‬ومكروه‭.‬