يعرضون السلع عبر “انستغرام لايف”... والدفع بـ “البنفت”

أطفال يتقمصون دور التجار ويبيعون ألعابهم المستعملة

| عباس إبراهيم

يولد‭ ‬الأمل‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الألم‭.. ‬وفق‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬أتاح‭ ‬العزل‭ ‬المنزلي‭ ‬فرصة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬مواهب‭ ‬جديدة،‭ ‬واستطاع‭ ‬أصحاب‭ ‬العقول‭ ‬الاقتصادية‭ ‬توليد‭ ‬فرص‭ ‬جديدة‭ ‬للعرض‭ ‬والتسويق‭.‬

التقطت‭ ‬مؤسسة‭ ‬التاجر‭ ‬الصغير،‭ ‬لمالكتها‭ ‬الفنانة‭ ‬هنادي ‬الغانم،‭ ‬فكرة‭ ‬الاستثمار‭ ‬بالناشئة‭ ‬وتعويدهم‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬ألعابهم‭.‬

وقالت‭ ‬الغانم‭ ‬إنه‭ ‬جرى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬البث‭ ‬المباشر‭ ‬بـ‭ ‬“انستغرام”‭ ‬لترويج‭ ‬الألعاب‭ ‬المستعملة‭ ‬للتجار‭ ‬الصغار،‭ ‬والذين‭ ‬يطلون‭ ‬عبر‭ ‬بث‭ ‬مباشر‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬حساب‭ ‬المؤسسة‭ ‬وحسابهم‭ ‬الشخصي،‭ ‬ويجري‭ ‬عرض‭ ‬مجموعة‭ ‬الألعاب‭ ‬وبأسعارها‭ ‬التي‭ ‬يضعونها‭ ‬وفق‭ ‬تقديرهم،‭ ‬ويمكن‭ ‬طلبها‭ ‬عبر‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬البائع‭ (‬التاجر‭ ‬الصغير‭) ‬والمشتري،‭ ‬ولا‭ ‬تجني‭ ‬المؤسسة‭ ‬أيّ‭ ‬رسوم‭ ‬أو‭ ‬أرباح‭ ‬من‭ ‬ذلك؛‭ ‬لأن‭ ‬غايتها‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وهي‭ ‬استكشاف‭ ‬المواهب‭ ‬وتقديم‭ ‬التدريب‭ ‬اللازم‭ ‬لها‭ ‬للانطلاق‭ ‬بعالم‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬مستقبلا‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬أبرز‭ ‬محاور‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالطفولة،‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والنماء‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬وحق‭ ‬المشاركة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭.‬

وبينت‭ ‬أنها‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتها‭ ‬ومشاركتها‭ ‬الإطلالات‭ ‬التسويقية‭ ‬للتجار‭ ‬الصغار،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬حواجز‭ ‬الخوف‭ ‬والرهبة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المتابعين،‭ ‬وهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬هي‭ ‬استكمال‭ ‬لمشروعات‭ ‬سابقة‭ ‬نظمتها‭ ‬المؤسسة؛‭ ‬لتشجيع‭ ‬الصغار‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬وخوض‭ ‬التجارة‭.‬

ولفتت‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬العمر‭ ‬المسموح‭ ‬للمشاركة‭ ‬بهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و16‭ ‬سنة‭. ‬ويمكن‭ ‬التواصل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬“انستغرام”‭ ‬المؤسسة‭ (‬YOUNGTRADERS‭) ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭.‬

فكرة‭ ‬المشروع

وانقدحت‭ ‬فكرة‭ ‬مشروع‭ ‬التاجر‭ ‬الصغير‭ ‬بعد‭ ‬إصرار‭ ‬آدم‭ ‬بن‭ ‬هنادي‭ ‬الغانم‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬ألعابه‭ ‬المستعملة‭. ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بدأ‭ ‬البيع‭ ‬على‭ ‬دائرة‭ ‬الأقارب‭ ‬والأصدقاء‭ ‬ثم‭ ‬انطلق‭ ‬خطوة‭ ‬للأمام‭ ‬بالعام‭ ‬2012‭ ‬بوضع‭ ‬طاولة‭ ‬بلاستيكية‭ ‬أمام‭ ‬البيت‭ ‬بمنطقة‭ ‬البسيتين‭ ‬لبيع‭ ‬المعروضات‭.‬

وتطورت‭ ‬فكرة‭ ‬مبادرة‭ ‬آدم‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬أكبر‭ ‬بالعام‭ ‬2013،‭ ‬حيث‭ ‬انخرط‭ ‬60‭ ‬تاجرا‭ ‬صغيرا‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬ألعابهم‭ ‬المستعملة‭ ‬بسوق‭ ‬جرى‭ ‬تنظيمه‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭.‬

ثم‭ ‬تحول‭ ‬المشروع‭ ‬بشكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬وجرى‭ ‬تنظيم‭ ‬عدة‭ ‬أسواق‭ ‬للتجار‭ ‬الصغار،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬مسابقة‭ ‬سنوية‭ ‬للتاجر‭ ‬الناجح‭.‬