نواف: “بردح رديح”... عبدالرحمن: أفتك من القلق... سيد حسين: أزور “القرايب”

مواطنون متفائلون وآخرون متشوقون لعودة ما قبل “كورونا”

| سعيد محمد

أول‭ ‬لقاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬الشاب‭ ‬“نواف”‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬لحظة‭ ‬جميلة‭! ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬ولا‭ ‬التصوير‭ ‬لكنه‭ ‬قال‭ ‬بروح‭ ‬مرحة‭ ‬حين‭ ‬سألناه‭ :‬”هل‭ ‬أنت‭ ‬متفائل‭ ‬بأن‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬سينتهي‭ ‬قريبًا؟”‭ .. ‬أي‭ ‬والله‭ ‬متفائل‭.. ‬بردح‭ ‬رديح‭.. ‬ومضى‭ ‬وهو‭ ‬يرفع‭ ‬كفاه‭ ‬بالدعاء‭ ‬ثم‭ ‬يلوح‭ ‬لنا‭ ‬نازعًا‭ ‬كمامه‭ ‬ليبتسم‭.. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬السيارات‭ ‬بالسوق‭ ‬المركزي،‭ ‬ولعله‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬نجد‭ ‬فيه‭ ‬خليطًا‭ ‬متنوعًا‭ ‬من‭ ‬الناس‭.. ‬وفيه‭ ‬أيضًا،‭ ‬مشاهد‭ ‬أخرى‭ ‬جميلة‭ ‬عشقناها‭ ‬من‭ ‬الصغر‭.‬

وحقيقة،‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬التقيناهم‭ ‬يطرح‭ ‬أفكارًا‭ ‬“سوداوية”‭ ‬لا‭ ‬نحتاجها‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬ننشر‭ ‬أيًا‭ ‬منها،‭ ‬فلسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬يوجه‭ ‬اللوم‭ ‬والعتاب‭ ‬والتقريع‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وكلمة‭ ‬“ما‭ ‬في‭ ‬فايدة”‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬أجهزة‭ ‬وكوادر‭ ‬تعمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬بصورة‭ ‬تستحق‭ ‬العرفان‭ ‬والشكر‭ ‬التقدير،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬ترقُّب‭ ‬الفرج‭ ‬والأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬حثنا‭ ‬عليها‭ ‬الدين،‭ ‬وليس‭ ‬كلمة‭ ‬“قلنا‭ ‬ما‭ ‬قلنا‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬فايدة”،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬آراء‭ ‬جميلة‭ ‬نعيش‭ ‬معها‭ ‬اللحظة‭ ‬القاسية‭ ‬مع‭ ‬ترقب‭ ‬الفرج‭ ‬بعون‭ ‬الله‭:‬

كل‭ ‬بيت‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬البحرين

وعلى‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬متفائلون،‭ ‬هكذا‭ ‬يحدثنا‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬السيد‭ ‬عيسى‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لأن‭ ‬تنتهي‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فالدولة‭ ‬تبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬كبيرة‭ ‬و”الجماعة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬وفي‭ ‬الطبية‭ ‬وفي‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬وحتى‭ ‬هنيه‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬تشوفهم‭ ‬يتابعون‭ ‬ويحرصون‭ ‬ويشددون‭ ‬بعض‭ ‬أوقات‭ ‬علشان‭ ‬الكل‭ ‬يكون‭ ‬بخير”،‭ ‬ويقول‭ ‬السيد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬البحرين‭ ‬يتمنى‭ ‬السلامة‭ ‬للجميع،‭ ‬ليس‭ ‬لنا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬فهذا‭ ‬الوباء‭ ‬غيَّر‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬كلها،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬نفسي،‭ ‬وأعلم‭ ‬أنك‭ ‬وغيرنا‭ ‬أيضًا‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬أننا‭ ‬ندعو‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صلاة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬لأن‭ ‬يرحمنا‭ ‬برحمته‭ ‬وتزول‭ ‬هذه‭ ‬الغمة‭.‬

ويشاركه‭ ‬الحديث‭ ‬المواطن‭ ‬خليفة‭ ‬بونوظة‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬الشديد‭ ‬لضياع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬الدولة‭ ‬بسبب‭ ‬شريحة‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬تقابلها‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬ويقول‭ :‬”بالفعل‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬كبيرة‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭.. ‬صحيح‭ ‬الآن‭ ‬صدقت‭ ‬بأن‭ ‬أعدادهم‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬المواطنين”،‭ ‬وللأسف،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬ومكاشفة‭ ‬وأنتم‭ ‬كصحافة‭ ‬وطنية‭ ‬صادقة‭ ‬عليكم‭ ‬رسالة‭ ‬فقد‭ ‬“غسلنا‭ ‬يدنا‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬وغيرهم”،‭ ‬ونتمى‭ ‬تكون‭ ‬الصحافة‭ ‬هي‭ ‬الصوت‭ ‬الحقيقي‭ ‬لتعديل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬بلادنا‭ ‬أقوى‭ ‬وأقوى‭.‬

أمور‭ ‬غيبية‭ ‬بيد‭ ‬الله

المواطن‭ ‬علي‭ ‬سلمان‭ ‬قدم‭ ‬لنا‭ ‬سيمفونية‭ ‬إيمانية‭ ‬رائعة،‭ ‬فهو‭ ‬مؤمن‭ ‬تمامًا‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أمورا‭ ‬غيبية‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وبمشيئته‭ ‬تتنزل‭ ‬الرحمات،‭ ‬وستعود‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها،‭ ‬ونحن‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يحرس‭ ‬بلادنا‭ ‬وينعم‭ ‬عليها‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والصحي‭ ‬والغذائي،‭ ‬وللأمانة،‭ ‬فإن‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لبلادنا‭ ‬أنعمت‭ ‬علينا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬ونحن‭ ‬كلنا‭ ‬كمواطنين‭ ‬تابعنا‭ ‬جهود‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وهو‭ ‬يقود‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نوفيهم‭ ‬الشكر‭ ‬وكلنا‭ ‬جنود‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭.‬

ضبط‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة

ويستدرك‭ ‬ليقول‭.. ‬هناك‭ ‬أمر‭ ‬يشغلنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬وأتمنى‭ ‬ضبط‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬“الكونترول”،‭ ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وكيف‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬عندنا‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تعديل‭ ‬وضعهم‭ ‬القانوني‭ ‬لينافسوا‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬وبأعدادهم‭ ‬الكبيرة‭.‬

أما‭ ‬محمد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬فهو‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬بل‭ ‬وزيادة‭ ‬درجاتها‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها،‭ ‬وكلنا‭ ‬بالطبع‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬أوضاعنا‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها‭ ‬وأفضل،‭ ‬إنما‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬وما‭ ‬نتابعه‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬وأرقام‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وحول‭ ‬العالم،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬ستنتهي‭ ‬قريبًا،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الأخوة‭ ‬نأمل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬قريبًا،‭ ‬وينتهي‭ ‬معها‭ ‬القلق‭.‬

طبيعية‭ ‬وغير‭ ‬طبيعية

ولا‭ ‬يخفي‭ ‬حسين‭ ‬يوسف‭ ‬سرًا‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ :‬”الآن‭ ‬عندي‭ ‬الحياة‭ ‬طبيعية‭ ‬والبركة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وناسها‭ ‬والأبطال‭ ‬الذين‭ ‬يحموننا‭ ‬لكن‭ ‬المطلوب‭ ‬أن‭ ‬نطمئن‭ ‬عليهم‭ ‬أيضًا‭ ‬ونساعدهم‭ ‬ونساندهم”،‭ ‬لكن‭ ‬عندي‭ ‬أيضًا‭ ‬حياة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬حين‭ ‬أرى‭ ‬بعض‭ ‬المستهترين‭ ‬بخاصة‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭.. ‬لقد‭ ‬ضجت‭ ‬البلد‭ ‬منهم‭ ‬ومن‭ ‬تصرفاتهم‭ ‬وهم‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬كونهم‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬غير‭ ‬المتعلمة‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نستذكر‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأشغال‭ ‬والقطاعات‭ ‬“تلويص”‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬مهارة‭ ‬غالبية‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭.. ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تهيئة‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الوظائف‭.. ‬ويختم‭ ‬بالقول‭ :‬”أنا‭ ‬شخصيًا‭ ‬لو‭ ‬أحصل‭ ‬وظيفة‭ ‬“بايب‭ ‬فيتر‭..‬سباك”‭ ‬براتب‭ ‬مجز،‭ ‬لعملت‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬بظروف‭ ‬عمل‭ ‬طيبة‭.‬

النسوان‭ ‬والجهال‭ ‬يستانسون

يتنظر‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬بكل‭ ‬تفاؤل‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬طبيعية‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬وأن‭ ‬ترجع‭ ‬الأمور‭ ‬و”يستانس‭ ‬الجهال‭ ‬والأمهات‭ ‬وكل‭ ‬واحد‭ ‬يزور‭ ‬عمته‭ ‬وخالته‭ ‬وعمومه‭ ‬ونسباه”،‭ ‬بل‭ ‬ويشعر‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يقصر‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬والواتس‭ ‬أب‭ ‬لكنه‭ ‬مشتاق‭ ‬للجلوس‭ ‬معهم‭ ‬و”يحب‭ ‬راسهم”‭ ‬ويشكرهم‭ ‬السلامة‭.. ‬والبحرين‭ ‬دائمًا‭ ‬بخير‭.‬