البحرين تجدد تأييدها لدعوة الأمم المتحدة لوقف عالمي لإطلاق النار

| المنامة - وزارة الخارجية

جددت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تأييدها‭ ‬للدعوة‭ ‬المخلصة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬لوقف‭ ‬عالمي‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتسخير‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬كوفيد‭-‬19‭. ‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬المندوب‭ ‬الدائم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬السفير‭ ‬جمال‭ ‬الرويعي،‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬المناقشة‭ ‬المفتوحة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬حول‭ ‬“حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة”‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭.‬

وقال‭ ‬المندوب‭ ‬الدائم‭ ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أولت‭ ‬اهتماماً‭ ‬بالغاً‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬كونها‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬والبروتوكولين‭ ‬الإضافيين‭ ‬لها‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬انضمت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬البروتوكولين‭ ‬الاختياريين‭ ‬الملحقين‭ ‬باتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬المتعلقين‭ ‬ببيع‭ ‬الأطفال‭ ‬واستغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬البغاء‭ ‬وفي‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2004م،‭ ‬كما‭ ‬أقرت‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬44‭) ‬لسنة‭ ‬2018م‭ ‬بشأن‭ ‬الجرائم‭ ‬الدولية‭.‬

كما‭ ‬نوه‭ ‬بمبادرة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يوماً‭ ‬دولياً‭ ‬للضمير،‭ ‬والتي‭ ‬تذكّر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بضرورة‭ ‬قيامه‭ ‬بمسئولياته‭ ‬الأخلاقية‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لما‭ ‬يعانيه‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬نزاعات‭ ‬وحروب‭ ‬وصراعات‭ ‬نتجت‭ ‬عنها‭ ‬أوضاع‭ ‬مأساوية‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬ترزح‭ ‬تحت‭ ‬معاناة‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬والمرض‭ ‬والأوبئة‭ ‬والتشرد‭.‬

وأشار‭ ‬المندوب‭ ‬الدائم‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬الذي‭ ‬يبرز‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬المدنيون،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬يجبرون‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬والتشريد‭ ‬مع‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬حدة‭ ‬معاناة‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬مباشراً‭ ‬لهم‭ ‬بسبب‭ ‬تدمير‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬وانتشار‭ ‬المخيمات‭ ‬المزدحمة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬بيئة‭ ‬مواتية‭ ‬لتفشي‭ ‬الفيروس،‭ ‬وصعوبة‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بسبب‭ ‬العراقيل‭ ‬المختلفة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة‭.‬

وأوضح‭ ‬السفير‭ ‬أن‭ ‬حيازة‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدول‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬تفاقم‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬النزاعات‭ ‬وتطيل‭ ‬من‭ ‬أمدها،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬أعداد‭ ‬غفيرة‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭. ‬وأدان،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬الإرهاب‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعه‭ ‬وصوره‭ ‬وأشكاله‭ ‬وخاصة‭ ‬ذلك‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تزود‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بكافة‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم،‭ ‬علاوةً‭ ‬على‭ ‬الغطاءين‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭.‬

كما‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬قد‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬منصة‭ ‬تستغلها‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬لبث‭ ‬فكرها‭ ‬المسموم،‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬العنف،‭ ‬والتجنيد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬شن‭ ‬الهجمات‭ ‬الالكترونية‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬النظامية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬للتصدي‭ ‬لخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الأمنية،‭ ‬منوهاً‭ ‬باستراتيجية‭ ‬وخطة‭ ‬عمل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬الفئات‭ ‬المستضعفة‭ ‬منهم،‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬أولوية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭.‬