“الآثار” لا تتساهل بصرف رخص هدم البيوت بمدينة الأبواب القديمة

أمرُّ على أبواب المحرق من غير حاجة.. لعلي أراكم أو أرى من يراكم

| راشد الغائب | تصوير: رسول الحجيري

في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬ينتظر‭ ‬لعل‭ ‬فؤاده‭ ‬يهجع‭ ‬من‭ ‬رؤيتها‭ ‬أو‭ ‬يسمع‭ ‬خبرًا‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬يلتقي‭ ‬بأقربائها،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أضنى‭ ‬البحث‭ ‬الشاعر‭ ‬الأندلسي‭ ‬أبو‭ ‬مدين‭ ‬التلمساني‭ ‬بتردده‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬منطقة‭ ‬حبيبته،‭ ‬كتب‭ ‬قصيدته‭ ‬الشهيرة،‭ ‬ومن‭ ‬أبياتها‭: ‬“أمر‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬حاجة‭/‬‏‭ ‬لعلي‭ ‬أراكم‭ ‬أو‭ ‬أرى‭ ‬من‭ ‬يراكم”‭. ‬

كذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمن‭ ‬يجول‭ ‬بالمحرق‭ ‬مدينة‭ ‬الأبواب‭ ‬القديمة‭. ‬ولكل‭ ‬باب‭ ‬قصة‭. ‬

هذه‭ ‬الأبواب‭ ‬وعاء‭ ‬ذاكرة‭ ‬ساكني‭ ‬البيوت‭. ‬وتحولت‭ ‬لقطعة‭ ‬من‭ ‬الذكريات،‭ ‬وبقت‭ ‬شهودًا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬طرقها‭ ‬وعبّر‭ ‬منها‭. ‬إنها‭ ‬المشتاقة‭ ‬للهدوء‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬ضوضاء‭ ‬الأطفال‭ ‬مثلما‭ ‬كتب‭ ‬الشاعر‭ ‬أحمد‭ ‬مطر‭ ‬بقصيدة‭ ‬“حديث‭ ‬الأبواب”‭.  ‬

المحرق‭ ‬القديمة‭ ‬مدينة‭ ‬غنية‭ ‬بالبيوت‭ ‬التراثية،‭ ‬ولا‭ ‬تتساهل‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬رخص‭ ‬هدمها،‭ ‬وتصر‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيوت‭ ‬التراثية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬معماريتها‭ ‬وأبوابها‭ ‬الخشبية‭.  ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬ذلك‭ ‬قصة‭ ‬مواطن‭ ‬سيناقش‭ ‬مجلس‭ ‬المحرق‭ ‬البلدي‭ ‬باجتماعه‭ ‬المقبل‭ ‬طلب‭ ‬هدم‭ ‬منزله‭ ‬الآيل‭ ‬للسقوط،‭ ‬والذي‭ ‬تحفظت‭ ‬الهيئة‭ ‬صرف‭ ‬رخصة‭ ‬له،‭ ‬وأوصت‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬شبابيكه‭ ‬الحديدية‭ ‬وبابه‭ ‬الخشبي‭.‬