لكي لا تكون صالات السينما.. بؤرة للكورونا!

| طارق البحار

في‭ ‬ظل‭ ‬افتتاح‭ ‬السينماءات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬مجددا‭ ‬وإنشاء‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬كسينما‭ ‬السيارات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التسهيلات‭ ‬لمشاهدة‭ ‬الأفلام‭ ‬وعودة‭ ‬رواد‭ ‬السينما‭ ‬إليها،‭ ‬يبقى‭ ‬سؤال‭ ‬واحد‭ ‬عند‭ ‬المشاهدين‭ ‬والمتابعين،‭ ‬وهو‭ ‬ماذا‭ ‬سيعرض‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشاشات‭ ‬الكبيرة‭ ‬وسط‭ ‬شح‭ ‬الأفلام‭ ‬اليوم‭ ‬عالميا؟

سؤال‭ ‬منطقي‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬اليوم،‭ ‬وابتعاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬إنتاج‭ ‬وموزعين‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الجديد،‭ ‬وتأجيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬هوليوود‭ ‬وبوليوود‭ ‬وحتى‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتخذ‭ ‬المناسبات‭ ‬كعيد‭ ‬الفطر‭ ‬لتقديم‭ ‬جديدها،‭ ‬فأهم‭ ‬موسمين‭ ‬للسينما‭ ‬عندنا‭ ‬هما‭ ‬عيدا‭ ‬الفطر‭ ‬والأضحى،‭ ‬وسط‭ ‬المخاطرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬باللجوء‭ ‬لبديل‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬البث‭ ‬المنتشرة‭ ‬اليوم‭ ‬مثل‭ ‬نتفليكس‭ ‬وديزني‭ ‬بلاس‭ ‬و‭ ‬او‭ ‬اس‭ ‬ان،‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬تجني‭ ‬اليوم‭ ‬بسبب‭ ‬توقف‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬السينمائي‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬نتيجة‭ ‬لتفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬الملايين‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الاشتراكات‭ ‬الجددية‭ ‬وأيضا‭ ‬ظهور‭ ‬أسماء‭ ‬جددية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬والتنافس‭!‬

تشهد‭ ‬اليوم‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬انتكاسة‭ ‬غير‭ ‬مسبقة،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬السينمائي‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬بعضها‭ ‬بتحفظ،‭ ‬وتوقفت‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬السينمائي،‭ ‬وتم‭ ‬تعليق‭ ‬تصوير‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬البدأ‭ ‬في‭ ‬تصويرها‭ ‬قبل‭ ‬بدأ‭ ‬تفشي‭ ‬مرض‭ ‬كورونا‭ ‬بهذا‭ ‬الكم،‭ ‬ويواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخرجين‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬أفلامهم‭ ‬مثل‭ ‬فيلم‭ ‬جيمس‭ ‬بوند‭ ‬وفيلم‭ ‬كريستوفر‭ ‬نولان‭ ‬”تينيت“‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬المفترض‭ ‬يطرح‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬‮٢٠٢٠‬،‭ ‬الفيلم‭ ‬جاهز‭ ‬للعرض،‭ ‬لكن‭ ‬بالطبع‭ ‬لن‭ ‬يعرض‭ ‬لأجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى؛‭ ‬لأن‭ ‬السينماءات‭ ‬مغلقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للعرض‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬كنتفليكس‭ ‬وغيرها‭ ‬بسبب‭ ‬كمية‭ ‬الجرافيك‭ ‬ومتطلبات‭ ‬البث‭ ‬في‭ ‬شاشاة‭ ‬خاصة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬عرض‭ ‬أفلام‭ ‬منصات‭ ‬البث‭ ‬المعروفة‭ ‬كنتفليكس‭ ‬وغيرها‭ ‬بسبب‭ ‬كمية‭ ‬المحضور‭ ‬فيها‭ ‬كما‭ ‬نعرف‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬لقطات‭ ‬وكلمات‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬معظمها‭ ‬للسينما‭! ‬ومن‭ ‬الأفلام‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬منتظر‭ ‬عرضها‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬فيلم‭ ‬“العنكبوت”،‮ ‬بطولة النجم‭ ‬أحمد‭ ‬السقا،‭ ‬ومن‭ ‬الأفلام‭ ‬أيضا‭ ‬التي‭ ‬تعطل‭ ‬عرضها‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا،‭ ‬فيلم‭ ‬“البعض‭ ‬لا‭ ‬يذهب‭ ‬للمأذون‭ ‬مرتين”،‭ ‬للنجم‭ ‬كريم‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬وغيرها‭.‬

اليوم‭ ‬شركات‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وبعضها‭ ‬اهتم‭ ‬فقط‭ ‬بالجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وقام‭ ‬بإعادة‭ ‬افتتاحها‭ ‬للناس‭ ‬بعرض‭ ‬أفلام‭ ‬قديمة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تسريع‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬خيارات‭ ‬جديدة‭ ‬كنت‭ ‬شخصيا‭ ‬اطالب‭ ‬بها‭ ‬سابقا‭ ‬كسينما‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬كخيار‭ ‬ثاني‭ ‬ولا‭ ‬أساسي‭ ‬أو‭ ‬مؤقت‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬جميع‭ ‬القوانين‭ ‬الرسمية‭ ‬بالتباعد‭ ‬طبعا،‭ ‬وأيضا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تذكر‭ ‬بأن‭ ‬الصيف‭ ‬على‭ ‬الأبواب،‭ ‬فيجب‭ ‬توفير‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الخاصة‭ ‬كالتكييف‭ ‬المتنقل‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬سيارة‭ ‬مثلا،‭ ‬والشراء‭ ‬أونلاين‭ ‬وغيرها‭.‬

إن‭ ‬افتتاح‭ ‬السينما‭ ‬أمر‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬لسبب‭ ‬أولا‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أفلام‭ ‬أسبوعية‭ ‬كما‭ ‬السابق‭ ‬للعرض‭ ‬جاهزة،‭ ‬وأيضا‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬تجهيز‭ ‬وإعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدور؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬التباعد‭ ‬الآمن‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬شهدنا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬الألمانية،‭ ‬وإلا‭ ‬ستكون‭ ‬”بؤرة“‭ ‬لتفشي‭ ‬الفايروس‭ ‬مجددا‭!‬