المحكمة تنتظر تقرير مستشفى الطب النفسي للتحقق من قواه العقلية

يعترف بحرق سيارة صديقه القديم دون سبب

| عباس إبراهيم

تنظر‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬حرق‭ ‬ثلاثيني‭ ‬سيارة‭ ‬صديقه‭ ‬القديم،‭ ‬مدعيا‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬يختلق‭ ‬إليه‭ ‬المشاكل،‭ ‬وعند‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يدري‭ ‬سبب‭ ‬تفكيره‭ ‬هذا،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬إحالته‭ ‬لمستشفى‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬لإعداد‭ ‬تقرير‭ ‬بشأن‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬تصرفاته‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬والذي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬بانتظار‭ ‬استكماله‭ ‬حتى‭ ‬جلسة‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬إذ‭ ‬قررت‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬للقرار‭ ‬السابق‭ ‬ذكره‭ ‬حتى‭ ‬الجلسة‭ ‬المقرر‭ ‬انعقادها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬المقبل‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬بلاغا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ورد،‭ ‬مفاده‭ ‬إشعال‭ ‬حريق‭ ‬عمدا‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بمنطقة‭ ‬السقية‭ ‬في‭ ‬السلمانية،‭ ‬وقد‭ ‬توصلت‭ ‬التحريات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المصادر‭ ‬السرية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬الواقعة،‭ ‬وأنه‭ ‬خطط‭ ‬قبل‭ ‬مدة‭ ‬لجريمته،‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬تواجد‭ ‬السيارة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مسكن‭ ‬صاحبها،‭ ‬وأضرم‭ ‬النيران‭ ‬فيها،‭ ‬بأن‭ ‬سكب‭ ‬عليها‭ ‬مادة‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال؛‭ ‬بقصد‭ ‬إحداث‭ ‬أكبر‭ ‬ضرر‭ ‬فيها،‭ ‬مما‭ ‬أخل‭ ‬بسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬

وعلى‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬فريق‭ ‬بحث‭ ‬وتحرٍّ،‭ ‬وتم‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬يحمل‭ ‬نفس‭ ‬المواصفات‭ ‬تبين‭ ‬لاحقا‭ ‬أنه‭ ‬المتهم،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬استدعاؤه‭ ‬لإدارة‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية،‭ ‬واعترف‭ ‬بما‭ ‬ارتكب‭ ‬من‭ ‬جرم‭.‬

وقرر‭ ‬في‭ ‬أقواله‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬بالشخص‭ ‬صاحب‭ ‬السيارة‭ ‬وأنه‭ ‬صديق‭ ‬سابق‭ ‬له،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬خرج‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬2‭:‬00‭ ‬من‭ ‬منزله‭ ‬بمنطقة‭ ‬توبلي‭ ‬وتوجه‭ ‬لمنطقة‭ ‬السقية؛‭ ‬ليخطط‭ ‬لحرق‭ ‬سيارة‭ ‬صديقه‭ ‬السابق‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يحس‭ ‬أنه‭ ‬يختلق‭ ‬إليه‭ ‬المشاكل‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬صداقتهما‭ ‬انقطعت‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬بينهما‭ ‬خلافات،‭ ‬وبذات‭ ‬الوقت‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬لا‭ ‬يخلق‭ ‬له‭ ‬المشاكل‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬لماذا‭ ‬تولّد‭ ‬لديه‭ ‬هذا‭ ‬الإحساس‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬شاهد‭ ‬سيارة‭ ‬صديقه‭ ‬متوقفة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المباني،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬دائما‭ ‬يشاهدها‭ ‬بتلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبعد‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬توجه‭ ‬لمحطة‭ ‬الوقود‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬مسكنه‭ ‬وعبأ‭ ‬قنينة‭ ‬مياه‭ ‬بالبنزين‭ ‬بقيمة‭ ‬500‭ ‬فلس،‭ ‬وتوجه‭ ‬لمنطقة‭ ‬السقية‭ ‬وركن‭ ‬سيارته‭ ‬في‭ ‬براحة‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬سيارة‭ ‬صديقه‭ ‬السابق‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬مترا،‭ ‬وسكب‭ ‬عبوة‭ ‬البترول‭ ‬عليها‭ ‬بالكامل‭ ‬وأشعل‭ ‬النار‭ ‬بالولاعة‭ ‬وابتعد‭ ‬عنها‭ ‬مسرعا‭ ‬ولاذ‭ ‬بالفرار‭ ‬من‭ ‬الموقع،‭ ‬وبعد‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الواقعة‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬استدعاؤه‭ ‬وتوقيفه‭.‬

أما‭ ‬صاحب‭ ‬السيارة‭ ‬فقد‭ ‬تعرّف‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصوير‭ ‬كاميرا‭ ‬الفيديو،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬صديق‭ ‬قديم‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬بينهما‭ ‬خلافات،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يشاهده‭ ‬وهو‭ ‬يراقبه‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬شهر،‭ ‬وأن‭ ‬قيمة‭ ‬سيارته‭ ‬تبلغ‭ ‬4000‭ ‬دينار‭ ‬تقريبا‭.‬

وطلبت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬مخاطبة‭ ‬مستشفى‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬لبيان‭ ‬حالته‭ ‬النفسية‭ ‬ومدى‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬أفعاله‭ ‬وقت‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬نفسية‭ ‬وعصبية‭ ‬وعقلية‭ ‬تفقده‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬أفعاله‭.‬

حيث‭ ‬ورد‭ ‬تقرير‭ ‬مبدئي‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬ذهانية‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة،‭ ‬وأنه‭ ‬فاقد‭ ‬للبصيرة،‭ ‬وعليه‭ ‬قررت‭ ‬اللجنة‭ ‬ضرورة‭ ‬إيداعه‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬لاستكمال‭ ‬التقييم‭ ‬لكي‭ ‬يتسنى‭ ‬للجنة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬نهائي‭ ‬بشأنه‭.‬

وكانت‭ ‬أحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬أشعل‭ ‬عمدا‭ ‬حريقا‭ ‬في‭ ‬السيارة‭ ‬المبينة‭ ‬الوصف‭ ‬والنوع‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكة‭ ‬لإحدى‭ ‬الشركات‭ ‬المالية‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وأموالهم‭ ‬للخطر‭.‬