مناقشة سؤال “هل تحصر بعض الوظائف على البحرينيين؟”

“الغرفة”: قصر بعض الوظائف على المواطنين “تمييز”

| سعيد محمد

“الخدمة”‭: ‬توظيف‭ ‬الأجانب‭ ‬“وسيلة‭ ‬لسد‭ ‬العجز” ناس‭: ‬وظائف‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬معينة‭ ‬يستحيل‭ ‬بحرنتها “العمل”‭: ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬عاطل‭.. ‬ونصفهم‭ ‬جامعيون السلوم‭: ‬جامعيون‭ ‬عملوا‭ ‬خارج‭ ‬تخصصهم‭ ‬لكسب‭ ‬الرزق

 

لن‭ ‬تجد‭ ‬بحرينيًا‭ ‬واحدًا‭ ‬يعترض‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬إحلال‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وقطعًا،‭ ‬ستجد‭ ‬نسبة‭ ‬المؤيدين‭ ‬لفكرة‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المعارضين‭ ‬لو‭ ‬قدر‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نخضع‭ ‬السؤال‭ ‬لاستبانة‭.‬

وحسب‭ ‬بيانات‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للعام‭ ‬2019،‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬العاطلين‭ ‬الجامعيين‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬عاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬يحمل‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭.. ‬كيف‭ ‬الحال؟

20‭ ‬وظيفة

تتصدر‭ ‬كل‭ ‬الأفكار‭ ‬المطروحة‭ ‬لتشغيل‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬اهتمام‭ ‬الكثيرين،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المهنيين‭ ‬والنقابيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬والكتاب‭ ‬والسياسيين‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬عامة‭ ‬الناس،‭ ‬والسؤال‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحًا‭: ‬“لماذا‭ ‬يواجه‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭.. ‬أي‭ ‬تعطل‭ ‬الخريجيين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬الدراسية‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات؟”‭.‬

والإجابات‭ ‬ستكون‭ ‬متشعبة‭ ‬قطعًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أكثرها‭ ‬قوة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬دراسة‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬بدقة‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتزايد‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

وقال‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬السلوم‭ ‬بأن‭ ‬اقتراح‭ ‬قانون‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭ ‬استند‭ ‬إلى‭ ‬تعذر‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الشواغر،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تأهيل‭ ‬البحرينيي‭ ‬للوظائف‭ ‬الحكومية‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬والوسائل‭.‬

وأضاف‭: ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬اجتهدوا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مؤهلات‭ ‬دراسية،‭ ‬ولم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظائلف‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬كانوا‭ ‬يطمحون‭ ‬للعمل‭ ‬فيه،‭ ‬ونظرًا‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬فرص‭ ‬وظيفية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي،‭ ‬اتجهوا‭ ‬للعمل‭ ‬خارج‭ ‬تخصصهم‭ ‬لتأهيل‭ ‬مصدر‭ ‬رزقهم‭.‬

وواصل‭: ‬المقترح‭ ‬يدفع‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بإلزام‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬بتوظيفهم‭ ‬وحصر‭ ‬الوظائف‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭ ‬فقط،‭ ‬وتتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭: ‬التمريض،‭ ‬المحاسبة،‭ ‬المهندسين،‭ ‬المدرسين،‭ ‬مساعد‭ ‬طبيب،‭ ‬مساعد‭ ‬محاسب،‭ ‬مساعد‭ ‬ممرض،‭ ‬موظفي‭ ‬التوظيف،‭ ‬مدير‭ ‬التوظيف‭ ‬واختصاصي‭ ‬توظيف،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مدير‭ ‬مشتريات،‭ ‬اختصاصي‭ ‬مشتريات،‭ ‬موظفي‭ ‬مشتريات،‭ ‬مديري‭ ‬المدارس،‭ ‬مدققي‭ ‬الحسابات،‭ ‬مديري‭ ‬الفنادق،‭ ‬رؤساء‭ ‬الاستقبال،‭ ‬شيف‭ ‬مطاعم‭ ‬الفنادق،‭ ‬مضيفي‭ ‬الطيران،‭ ‬موظفي‭ ‬الاستقبال،‭ ‬مستشارين‭ ‬قانونيين،‭ ‬الوظائف‭ ‬الإدارية،‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان،‭ ‬مساعدي‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان،‭ ‬اختصاصيي‭ ‬الصيانة،‭ ‬فنيي‭ ‬الصيانة‭.. ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬القائمة‭ ‬حصرًا‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭.‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬

ماذا‭ ‬تقول‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية؟‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬حسب‭ ‬إحصاءات‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬تبلغ‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬باحث‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬ويبلغ‭ ‬الجامعيون‭ ‬منهم‭ ‬5‭ ‬آلاف،‭ ‬فمن‭ ‬الصعوبة‭ ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬شغل‭ ‬إجمالي‭ ‬المهن‭ ‬المتوفرة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفرها‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭.‬

إن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬يتوافر‭ ‬لديها‭ ‬عدد‭ ‬عاطلين‭ ‬يمكنهم‭ ‬تغطية‭ ‬احتايجات‭ ‬السوق‭ ‬وشغل‭ ‬المهن‭ ‬المتوفرة‭ ‬والتنافس‭ ‬عليها،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مبادئ‭ ‬سوق‭ ‬العلم‭ ‬ألا‭ ‬يزيد‭ ‬عدد‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬الوظائف‭ ‬المعروضة،‭ ‬والتي‭ ‬سيتم‭ ‬حصرها‭ ‬على‭ ‬المواطنين؛‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬التوزان‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬لليد‭ ‬العاملة‭ ‬وضبط‭ ‬مستويات‭ ‬الأجور‭ ‬وعدم‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬المقترح،‭ ‬فقد‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬رغبة‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬بشغلها‭ ‬مثل‭ ‬مضيف‭ ‬الطيران‭ ‬وشيف‭ ‬مطاعم‭ ‬الفنادق‭ ‬وموظفي‭ ‬الاستقبال‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أماكن‭ ‬العمل،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬خلو‭ ‬سجل‭ ‬العاطلين‭ ‬لدى‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬الممرضين‭ ‬الذكور،‭ ‬وانخفاض‭ ‬الممرضات‭ ‬الإناث‭ ‬العاطلات‭ ‬إلى‭ ‬دون‭ ‬15‭ ‬ممرضة‭ ‬عاطلة‭ ‬في‭ ‬قوائم‭ ‬الوزارة‭.‬

كما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬قوائم‭ ‬الوزارة‭ ‬أي‭ ‬عاطلين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الهندسية‭ ‬أو‭ ‬المؤهلين‭ ‬لشغل‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬الواردة‭ ‬بالمقترح‭ ‬مثل‭ ‬مديري‭ ‬الفنادق‭ ‬واختصاصيي‭ ‬وفنيي‭ ‬الصيانة‭.‬

مقومات‭ ‬أساسية‭ ‬

ويتمتع‭ ‬العامل‭ ‬البحريني‭ ‬وفق‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬لجعله‭ ‬مفضلًا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬زيادة‭ ‬مطردة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬القوى‭ ‬العالمة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬105‭ ‬آلاف‭ ‬بحريني‭ ‬حتى‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬69‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬ومنها‭ ‬فرض‭ ‬نسب‭ ‬البحرنة‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬حيث‭ ‬تطبق‭ ‬بشكل‭ ‬متفاوت‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والأنشطة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬وذلك‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬وجذب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬المهن‭ ‬المتوفرة‭ ‬لديها‭.‬

‭ ‬ويتم‭ ‬تطبيقها‭ ‬بشكل‭ ‬آلي‭ ‬“إلكتروني”‭ ‬وتخضع‭ ‬تلك‭ ‬النسبة‭ ‬للتقييم‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬دورية‭ ‬للمراجعة،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬تحديث‭ ‬نسب‭ ‬البحرنة‭ ‬المقررة‭ ‬تبعًا‭ ‬للمتغيرات‭ ‬والمؤشرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بنسب‭ ‬البحرنة‭.‬

هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬الكلفة‭ ‬تميل‭ ‬لصالح‭ ‬البحريني‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬برامج‭ ‬دعم‭ ‬الأجور‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الحوافز‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬وتوفر‭ ‬دعمًا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬70‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬أجر‭ ‬البحريني‭ ‬للسنة‭ ‬الأولى،‭ ‬و50‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬الستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فإن‭ ‬رفع‭ ‬تكلفة‭ ‬العامل‭ ‬الأجنبي‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديد‭ ‬رسوم‭ ‬تصاريح‭ ‬العمل،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬مضاعفة‭ ‬رسوم‭ ‬تصاريح‭ ‬العمل‭ ‬بالنظام‭ ‬الموازي‭ ‬للبحرنة‭ ‬بنسبة‭ ‬150‭ ‬بالمئة،‭ ‬وكذلك‭ ‬نظام‭ ‬تصريح‭ ‬العمل‭ ‬المرن‭ ‬بنسبة‭ ‬67‭ ‬بالمئة‭ ‬ويتم‭ ‬تخصيص‭ ‬عوائد‭ ‬تلك‭ ‬الرسوم‭ ‬لدعم‭ ‬برامج‭ ‬توظيف‭ ‬وتأهيل‭ ‬البحرينيين‭.‬

رد‭ ‬الخدمة

لنذهب‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التوظيف‭ ‬هو‭ ‬توظيف‭ ‬المرشح‭ ‬البحريني‭ ‬المستوفي‭ ‬لشروط‭ ‬شغل‭ ‬الوظيفة‭ ‬وفقًا‭ ‬للمادة‭ ‬رقم‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬48‭ ‬لسنة‭ ‬2010،‭ ‬والتي‭ ‬اشترطت‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬يعين‭ ‬بالوظائف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متمتعًا‭ ‬بالجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مستوفيًا‭ ‬لشروط‭ ‬الوظيفة‭ ‬المطلوب‭ ‬شغلها،‭ ‬واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭ ‬رقم‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬اللائحة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لقانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬51‭ ‬لسنة‭ ‬2010‭ ‬وتعديلاتها،‭ ‬التي‭ ‬أوضحت‭ ‬بعض‭ ‬الأحكام‭ ‬الخاصة‭ ‬بشأن‭ ‬توظيف‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬بعقود،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعذر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المرشح‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يستوفي‭ ‬شروط‭ ‬شغل‭ ‬الوظيفة،‭ ‬يتم‭ ‬توظيف‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجوب‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬المؤهلات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للوظيفة،‭ ‬ووجود‭ ‬الشاغر‭ ‬والاعتماد‭ ‬المالي‭.‬

وجاءت‭ ‬عملية‭ ‬توظيف‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬كوسيلة‭ ‬لسد‭ ‬العجز‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬المرشحين‭ ‬البحرينيين‭ ‬المناسبين‭ ‬لشغل‭ ‬الوظائف،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أساس‭ ‬توظيف‭ ‬غير‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬الخبرات‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬يملكونها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬النادرة‭ ‬التي‭ ‬يندر‭ ‬حاملها‭ ‬من‭ ‬البحرينيين،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬شغل‭ ‬الوظيفة‭ ‬بغير‭ ‬البحريني‭ ‬بطريق‭ ‬التعاقد‭ ‬لمدة‭ ‬أقصاها‭ ‬سنتان‭ ‬قابلة‭ ‬للتجديد‭ ‬بسبب‭ ‬استمرار‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬المرشح‭ ‬البحريني‭ ‬البديل‭.‬

الغرفة‭: ‬تمييز

غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭.. ‬كيف‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الفكرة؟‭ ‬ترى‭ ‬“الغرفة”‭ ‬أن‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬اتفاقية‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬رقم‭ ‬111‭ ‬للعام‭ ‬1958‭ ‬بشأن‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭ ‬والمهنة‭ ‬التي‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بموجب‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬11‭ ‬لسنة‭ ‬2000،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬تمييزًا‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬أي‭ ‬تفريق‭ ‬أو‭ ‬استبعاد‭ ‬أو‭ ‬تفضيل‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬اللون‭ ‬أو‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬الرأي‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬الوطني‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ويكون‭ ‬شأنه‭ ‬إبطال‭ ‬أو‭ ‬إضعاف‭ ‬تطبيق‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬أو‭ ‬المعاملة‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭ ‬والمهنة‭.‬

والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الغرفة‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الاقتراح‭ ‬فيه‭ ‬مساس‭ ‬بالسلطة‭ ‬التنظيمية‭ ‬التقديرية‭ ‬لصاحب‭ ‬العمل،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬مناسبًا‭ ‬لمصلحة‭ ‬العمل‭ ‬والمنشأة‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ملتزم‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيام‭ ‬الحكومة‭ ‬بحزمة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬دعم‭ ‬الأجور،‭  ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬وجود‭ ‬وظائف‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬معينة‭ ‬يستحيل‭ ‬بحرنتها،‭ ‬سواء‭ ‬لعدم‭ ‬وتوافر‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية‭ ‬المؤهلة‭ ‬والمدربة،‭ ‬أو‭ ‬لعزوف‭ ‬البحرينيين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭.‬

 

الوظائف‭ ‬المقترحة‭ ‬لتكون‭ ‬بحرينية‭ ‬100‭ %‬

التمريض،‭ ‬المحاسبة،‭ ‬المهندسون،‭ ‬المدرسون،‭ ‬مساعد‭ ‬طبيب،‭ ‬مساعد‭ ‬محاسب،‭ ‬مساعد‭ ‬ممرض،‭ ‬موظفو‭ ‬التوظيف،‭ ‬مدير‭ ‬التوظيف‭ ‬واختصاصي‭ ‬توظيف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مدير‭ ‬مشتريات،‭ ‬اختصاصي‭ ‬مشتريات،‭ ‬موظفو‭ ‬مشتريات،‭ ‬مديرو‭ ‬المدارس،‭ ‬مدققو‭ ‬الحسابات،‭ ‬مديرو‭ ‬الفنادق،‭ ‬رؤساء‭ ‬الاستقبال،‭ ‬شيف‭ ‬مطاعم‭ ‬الفنادق،‭ ‬مضيفو‭ ‬الطيران،‭ ‬موظفو‭ ‬الاستقبال،‭ ‬مستشاريون‭ ‬قانونيون،‭ ‬الوظائف‭ ‬الإدارية،‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان،‭ ‬مساعدو‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان،‭ ‬اختصاصيو‭ ‬الصيانة،‭ ‬فنيو‭ ‬الصيانة‭.‬