البحرين الوحيدة التي تنتج رطب الخنيزي

طلبات كثيرة لتأجير النخيل... والسعر 30 دينارا

| علوي الموسوي | تصوير رسول الحجيري

في‭ ‬أعماق‭ ‬الأعماق‭ ‬وفي‭ ‬بحور‭ ‬الذاكرة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يعتصم‭ ‬المحبون‭ ‬بكل‭ ‬فئاتهم‭ ‬بالنخلة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬رمزًا‭ ‬للحياة‭ ‬والأمل‭ ‬والكبرياء‭ ‬والرفعة‭ ‬والسمو،‭ ‬ولذلك‭ ‬تحظر‭ ‬النخلة‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬رمزية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قصص‭ ‬المجتمع‭ ‬الفردية‭ ‬والأسرية‭ ‬والوطنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬فهي‭ ‬الأم‭ ‬والحبيبة‭ ‬والصديقة‭ ‬والطبيبة‭ ‬وعنوان‭ ‬الكرامة‭ ‬والصمود‭.‬

وكثيرون‭ ‬من‭ ‬كتبوا‭ ‬وتغزلوا‭ ‬في‭ ‬النخلة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أشرف‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬عن‭ ‬النخلة‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬“وهزي‭ ‬إليك‭ ‬بجذع‭ ‬النخلة‭ ‬تساقط‭ ‬عليك‭ ‬رطبًا‭ ‬جنيا”،‭ ‬وجاءت‭ ‬في‭ ‬الأمثال‭ ‬العربية‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬قيل‭ ‬فيها‭ ‬“كن‭ ‬كالنخل‭ ‬عن‭ ‬الأحقاد‭ ‬مرتفعًا،‭ ‬يرمى‭ ‬بالحجر‭ ‬فيلقي‭ ‬أطيب‭ ‬الثمر”،‭ ‬وجاءت‭ ‬بالأمثال‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المثل‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬أن‭ ‬“النخلة‭ ‬تموت‭ ‬واقفة”‭.‬

الأسعار

وقفتنا‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬النخلاوي‭ ‬سيد‭ ‬فاخر‭ ‬السيد‭ ‬وهو‭ ‬مزارع‭ ‬ونخلاوي‭ ‬يهتم‭ ‬بالزراعة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والنخلة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬أن‭ ‬للنخلة‭ ‬ومنتجاتها‭ ‬وضعا‭ ‬خاصا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬حيث‭ ‬تثمر‭ ‬النخلة‭ ‬سنويًا‭ ‬بفترة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬الصيف‭ ‬ويسمى‭ ‬ثمرها‭ ‬رطب،‭ ‬ويخزن‭ ‬بطريقة‭ ‬ونضوج‭ ‬معين‭ ‬وتسمى‭ ‬تمر‭ ‬وعادة‭ ‬التمر‭ ‬يؤكل‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭.‬

لفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬يهتمون‭ ‬بالنخلة‭ ‬وزراعتها‭ ‬وثمارها،‭ ‬حيث‭ ‬يقومون‭ ‬سنويًا‭ ‬بتأجير‭ ‬نخلة‭ ‬أو‭ ‬نخل‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مجموعات‭ ‬ويهتمون‭ ‬بها‭ ‬لحين‭ ‬يجيء‭ ‬وقت‭ ‬محصولها‭ ‬وعادة‭ ‬التأجير‭ ‬يكون‭ ‬فترته‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬التأجير‭ ‬للنخلة‭ ‬الواحدة‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬دنانير‭ ‬حتى‭ ‬30‭ ‬دينارا،‭ ‬ويختلف‭ ‬السعر‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬نوعية‭ ‬منتج‭ ‬النخلة‭ ‬فسعر‭ ‬الإخلاص‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬سعر‭ ‬الخنيزي‭ ‬مثلا،‭ ‬وسعر‭ ‬تأجير‭ ‬النخلة‭ ‬بشكل‭ ‬مفرد‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬تأجيرها‭ ‬بشكل‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬لم‭ ‬تنقرض‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حيث‭ ‬مازال‭ ‬العديدون‭ ‬يستأجرون‭ ‬النخل‭ ‬سنويًا‭ ‬ويستفيدون‭ ‬من‭ ‬ثمرها،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الإخلاص‭ ‬والخنيزي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخنيزي‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬يتم‭ ‬تخزين‭ ‬ثمرها‭ ‬وفرده‭ ‬ويعمل‭ ‬تمرا‭ ‬وتمتاز‭ ‬البحرين‭ ‬بإنتاج‭ ‬ثمر‭ ‬الخنيزي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬تعد‭ ‬الوحيدة‭ ‬ممن‭ ‬تنتج‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التمر‭.‬

وقال‭: ‬“إن‭ ‬تجهيز‭ ‬النخلة‭ ‬سنويًا‭ ‬ليس‭ ‬بغالٍ،‭ ‬حيث‭ ‬تحتاج‭ ‬النخلة‭ ‬إلى‭ ‬تجذيب‭ ‬وتلقيح‭ ‬وترتيب‭ ‬وطبعًا‭ ‬سقيها‭ ‬بماء،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬سعره‭ ‬عن‭ ‬12‭ ‬دينارا‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتنتج‭ ‬النخلة‭ ‬إنتاج‭ ‬غزير‭ ‬وكبير‭ ‬ووفير‭ ‬ومبارك،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المستأجرين‭ ‬لا‭ ‬يقومون‭ ‬ببيع‭ ‬الثمار،‭ ‬بل‭ ‬بالاحتفاظ‭ ‬به‭ ‬وتجهيزه‭ ‬ليتمكنوا‭ ‬من‭ ‬أكله‭ ‬طوال‭ ‬العام”‭.‬