غداء العيد... غوزي بحريني وبلاليط لذيذ وقهوة عربية

| محرر مسافات

مازالت‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬متمسكة‭ ‬بعاداتها‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬طبخ‭ ‬المأكولات‭ ‬الشعبية‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬العيد‭ ‬السعيد‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها،‭ ‬لكن‭ ‬أصبحت‭ ‬الأكلات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعيد‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬كل‭ ‬المساحات‭ ‬عند‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬أيضا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭, ‬

من‭ ‬أبرز‭ ‬الأطباق‭ ‬البحرينية‭ ‬هي‭ ‬طبق‭ ‬الأرز‭ ‬واللحم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬“غداء‭ ‬العيد”،‭ ‬وكان‭ ‬قديما‭ ‬يتم‭ ‬إعداده‭ ‬ليلة‭ ‬العيد‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬جاهزا‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬ويأكل‭ ‬منه‭ ‬الجميع‭ ‬عقب‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬مباشرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬طعمه‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬العيد،‭ ‬فيسمى‭ ‬طبق‭ ‬الأرز‭ ‬باللحم‭ ‬“مكلف”‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬يكثر‭ ‬فيه‭ ‬وضع‭ ‬الهيل‭ ‬والزعفران‭ ‬والمكسرات‭ ‬والليمون‭ ‬الأسود‭ ‬والزبيب‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر،‭ ‬وكان‭ ‬أحيانا‭ ‬يستبدل‭ ‬فيه‭ ‬اللحم‭ ‬بالسمك،‭ ‬وفي‭ ‬ثاني‭ ‬أيام‭ ‬العيد‭ ‬تقدم‭ ‬أطباق‭ ‬السمك‭ ‬الربيان‭ ‬المملح‭.  ‬وكان‭ ‬قديما‭ ‬“غداء‭ ‬العيد”‭ ‬يطبخ‭ ‬على‭ ‬الفحم‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬وتقوم‭ ‬الأسر‭ ‬والعائلات‭ ‬الميسورة‭ ‬بطبخ‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬منه،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬توزيعه‭ ‬على‭ ‬الجيران‭ ‬والأقارب‭ ‬والفقراء‭ ‬وعلى‭ ‬باقي‭ ‬سكان‭ ‬الفريج،‭ ‬ما‭ ‬يضفي‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬والتكافل‭ ‬المجتمعي‭ ‬بين‭ ‬أهالي‭ ‬الفريج‭ ‬ويدخل‭ ‬البهجة‭ ‬والسرور‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

وتقوم‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬طبخ‭ ‬الغوزي‭ ‬“وجبة‭ ‬العيد‭ ‬المفضلة”‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تجهيز‭ ‬جميع‭ ‬متطلبات‭ ‬الطبخ‭ ‬والذبائح‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬وجرت‭ ‬العادة‭ ‬أن‭ ‬العائلات‭ ‬تتجمع‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الجد‭ ‬أو‭ ‬الجدة‭ ‬أو‭ ‬الأخ‭ ‬الأكبر‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬الغداء‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬عادة‭ ‬الساعة‭ ‬10‭ ‬صباحا‭.‬

ويعتبر‭ ‬“الغوزي”‭ ‬ملك‭ ‬الوجبات‭ ‬على‭ ‬المائدة‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬العيد،‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬تكوينه‭ ‬اللحم‭ ‬أو‭ ‬الدجاج‭ ‬والأرز‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المكونات‭ ‬التي‭ ‬تضيف‭ ‬للوجبة‭ ‬طعماً‭ ‬وشكلاً‭ ‬متميزين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الوجبات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يدخل‭ ‬الأرز‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭ ‬مثل‭ ‬“العيش‭ ‬واللحم”‭ ‬أو‭ ‬الدجاج،‭ ‬وكذلك‭ ‬“الهريسة”‭ ‬و‭ ‬“المضروبة”‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأطباق‭ ‬أيضا‭ ‬هو‭ ‬طبق‭ ‬“الجدوع”‭ ‬أو‭ ‬“القدوع”‭ ‬أو‭ ‬“الفالة”،‭ ‬وهو‭ ‬صينية‭ ‬ممتلئة‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬المكسرات‭ ‬المحمصة‭ ‬والحلويات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الشوكولاتة‭ ‬تحل‭ ‬محل‭ ‬الحلويات‭ ‬المحلية،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬طبق‭ ‬“العقيلي”‭ ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الكعك‭ ‬بالزعفران‭ ‬وماء‭ ‬الورد‭.  ‬المائدة‭ ‬الخليجية‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬تصنف‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الحلويات‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬“الخبيص”‭ ‬و‭ ‬“العصيدة”‭ ‬و”البلاليط”‭ ‬و‭ ‬“الرنجينة”،‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭ ‬الأنواع‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬الرطب‭ ‬وتقدم‭ ‬وفق‭ ‬أشكال‭ ‬وأحجام‭ ‬متميزة،‭ ‬وأيضا‭ ‬“دلة‭ ‬القهوة‭ ‬العربية”‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تقديمها،‭ ‬وقد‭ ‬تصاحب‭ ‬الأكلات‭ ‬التي‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬السكر؛‭ ‬لكي‭ ‬يتم‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬المذاق،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬“التمر”‭ ‬المصاحب‭ ‬للقهوة‭.‬