مواطنون يشكون من تأخر 6 أشهر لصرف رخص البناء

جيران المواقع الأثرية... الصبر مفتاح الفرج

| ليلى مال الله

النفيعي‭: ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬الآثار‭ ‬يحوّل‭ ‬المحرق‭ ‬لمتحف‭ ‬لا‭ ‬يُمس وزير‭ ‬البلديات‭: ‬عدم‭ ‬موافقة‭ ‬“الآثار”‭ ‬قد‭ ‬يخلق‭ ‬نزاعا‭ ‬قضائيا “الثقافة”‭: ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬خبراء‭ ‬آثار‭ ‬مثل‭ ‬الهيئة 3‭ ‬مجالس‭ ‬بلدية‭ ‬تؤيد‭ ‬اشتراط‭ ‬موافقة‭ ‬“الثقافة”‭ ‬قبل‭ ‬البناء جمعية‭ ‬الآثار‭: ‬لتشكيل‭ ‬لجان‭ ‬أهلية‭ ‬لصيانة‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬ومراقبتها

 

أي‭ ‬مبنى‭ ‬مميز‭ ‬يمضي‭ ‬عليه‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬فإن‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬الآثار‭ ‬يشترط‭ ‬موافقة‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬على‭ ‬صرف‭ ‬رخصة‭ ‬لبنائه‭ ‬أو‭ ‬ترميمه‭ ‬أو‭ ‬هدمه‭.‬

هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬فتح‭ ‬نقاشا‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الاقتراحات‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬النقاش‭ ‬إلغاء‭ ‬اشتراط‭ ‬موافقة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬للتعمير‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والتراثية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بصرف‭ ‬البلديات‭ ‬لهذه‭ ‬الرخص‭.‬

50‭ ‬عاما

عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يقول‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬السبعينات‭ ‬نهضة‭ ‬عمرانية‭ ‬مضطردة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬11‭ ‬لسنة‭ ‬1995‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬الآثار‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تركته‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الستينات‭ ‬من‭ ‬الآثار،‭ ‬وعليه‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تعد‭ ‬مدينة‭ ‬مثل‭ ‬المحرق‭ ‬متحفا‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬المساس‭ ‬به‭.‬

ورأى‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬المقدرة‭ ‬بـ‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬قصيرة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأم‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬عائقا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬مشروعات‭ ‬التطوير‭ ‬العقاري‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭. ‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬ليست‭ ‬جهة‭ ‬اختصاص‭ ‬لأخذ‭ ‬موافقتها‭ ‬لمنح‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء‭ ‬والترميم‭ ‬والهدم؛‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬عمل‭ ‬البلدية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلبات‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬لدى‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬يتجاوز‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬تأخر‭ ‬مصالح‭ ‬المواطنين‭. ‬

نزاع‭ ‬قضائي

من‭ ‬جهتها،‭ ‬اعتبرت‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬الآثار‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬التاريخية،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬ذاكرة‭ ‬ووجدان‭ ‬هذه‭ ‬الأمة،‭ ‬وقد‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬جواز‭ ‬منح‭ ‬رخص‭ ‬البناء‭ ‬والترميم‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والأبنية‭ ‬التاريخية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬بالآثار؛‭ ‬لضمان‭ ‬إقامة‭ ‬المباني‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬النسق‭ ‬الملائم‭ ‬للطابع‭ ‬الأثري،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أعطاها‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬والمراقبة‭ ‬على‭ ‬العقارات‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية؛‭ ‬حماية‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬التلف‭ ‬والهدم‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬ضرر‭ ‬آخر‭.‬

وبينت‭ ‬الوزارة‭ ‬أن‭ ‬منح‭ ‬مجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬والبلديات‭ ‬أصحاب‭ ‬العقارات‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬إجازة‭ ‬بناء‭ ‬أو‭ ‬هدم‭ ‬أو‭ ‬ترميم‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬بشؤون‭ ‬الآثار‭ ‬ابتداء،‭ ‬قد‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬حدوث‭ ‬نزاع‭ ‬قضائي‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬والمرخص‭ ‬له‭ ‬والجهة‭ ‬المختصة‭ ‬بشؤون‭ ‬الآثار‭ ‬عند‭ ‬حصول‭ ‬ضرر‭ ‬لهذه‭ ‬الآثار،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توقيف‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬عن‭ ‬البناء‭ ‬أو‭ ‬الترميم‭ ‬بموجب‭ ‬إجازة‭ ‬البناء‭ ‬الصادرة‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬البلديات‭.‬

نطاق‭ ‬الحماية

فيما‭ ‬أوضحت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬أن‭ ‬المباني‭ ‬المهجورة‭ ‬وحالة‭ ‬الإشغال‭ ‬فيها‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬واختصاص‭ ‬الهيئة،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬دورها‭ ‬وفقا‭ ‬للمسؤوليات‭ ‬والمهام‭ ‬المنوطة‭ ‬بها‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬هو‭ ‬تقييم‭ ‬وتحديد‭ ‬القيمة‭ ‬المعمارية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬للمباني‭ ‬التاريخية‭ ‬بجميع‭  ‬تصنيفاتها‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الإشغال‭.‬

وأشارت‭ ‬الهيئة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اشتغالها‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬وحماية‭ ‬المدن‭ ‬التاريخية‭ ‬وهويتها‭ ‬وملامحها‭ ‬لا‭ ‬ينحاز‭ ‬إلى‭ ‬مبان‭ ‬بعينها،‭ ‬بل‭ ‬يتضمن‭ ‬سياق‭ ‬اشتغال‭ ‬حقيقي‭ ‬يشمل‭ ‬نطاقات‭ ‬حماية‭ ‬معينة‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬متخصصة‭ ‬عديدة‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬الهندسي‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنها‭ ‬قامت‭ ‬بعمل‭ ‬مسح‭ ‬مبدئي‭ ‬للمدن‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تقييم‭ ‬جميع‭ ‬العقارات‭ ‬الواقعة‭ ‬ضمن‭ ‬نطاق‭ ‬الحماية‭ ‬وتحديد‭ ‬القيم‭ ‬المعمارية‭ ‬التي‭ ‬ينفرد‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬معمار‭ ‬بقلب‭ ‬نطاقات‭ ‬الحماية‭ ‬المقترحة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬رصد‭ ‬أهم‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬الصفة‭ ‬الأثرية‭ ‬والتراثية‭ ‬والتاريخية‭ ‬لتلك‭ ‬المباني‭ ‬لا‭ ‬ينحصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬أو‭ ‬العناصر‭ ‬المكونة‭ ‬للمبنى،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬الطراز‭ ‬التصميمي‭ ‬والسياق‭ ‬والنسيج‭ ‬الحضري‭ ‬وتوزيع‭ ‬الفراغات‭ ‬والعلاقات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المكونات‭ ‬المكانية‭ ‬والجغرافية‭ ‬وغيرها‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬للاعتناء‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬المكونات‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬تصنيفات‭ ‬عدة‭ ‬منها‭: ‬المعمار‭ ‬التراثي‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬فترة‭ ‬الأربعينات‭ ‬وما‭ ‬قبلها،‭ ‬يليه‭ ‬المعمار‭ ‬الانتقالي‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬حتى‭ ‬بداية‭ ‬الستينات،‭ ‬وأخيرا‭ ‬التراث‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬يغطي‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الستينات‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬أواخر‭ ‬الثمانينات‭.‬

المسح‭ ‬جارٍ

لفتت‭ ‬الهيئة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعداد‭ ‬الإحصاءات‭ ‬يتطلب‭ ‬جهودا‭ ‬حثيثة‭ ‬تضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬الهيئة‭ ‬فعليا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬تهيئة‭ ‬الفرصة‭ ‬لإعداد‭ ‬الإحصاءات‭ ‬والآليات‭ ‬التنسيقية‭ ‬اللازمة‭ ‬لدارسة‭ ‬مكونات‭ ‬التراث‭ ‬الحضري‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬والجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬للبنات؛‭ ‬لدراسة‭ ‬القيمة‭ ‬التراثية‭ ‬المادية‭ ‬وغير‭ ‬المادية‭ ‬لجميع‭ ‬العقارات‭ ‬الواقعة‭ ‬ضمن‭ ‬نطاق‭ ‬الحماية‭ ‬لمدينة‭ ‬المنامة‭ ‬التاريخية‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬هذا‭ ‬المسح‭ ‬جاريا‭.‬

وبينت‭ ‬الهيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مستندات‭ ‬رسمية‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬حفاظية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المباني‭ ‬التاريخية‭ ‬واستثمارها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تلحق‭ ‬بتلك‭ ‬المباني‭ ‬واشتراطات‭ ‬السلامة‭ ‬والبيئة‭ ‬المعيشية‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بنوع‭ ‬العقار‭ ‬بل‭ ‬بطريقة‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭.‬

وذكرت‭ ‬أنها‭ ‬تباشر‭ ‬حماية‭ ‬الآثار‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤون‭ ‬الآثار‭ ‬خصوصا‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬وحمايتها‭ ‬في‭ ‬متاحفها‭ ‬أو‭ ‬مخازنها‭ ‬وفي‭ ‬المواقع‭ ‬والمناطق‭ ‬الأثرية‭ ‬والتاريخية،‭ ‬وتتولى‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬الكائنة‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬والتنقيب‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬منها‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬واجبات‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الآثار‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تعتمد‭ ‬بوجه‭ ‬أساس‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاحترافية‭ ‬والخبرة‭ ‬العملية‭ ‬والعملية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الآثار‭ ‬والمتاحف،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬للهيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منتسبيها‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬المختصين،‭ ‬لذلك‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقدر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬القيمة‭ ‬التاريخية‭ ‬للأثر‭ ‬عقارا‭ ‬أم‭ ‬منقولا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتوافر‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬وفقا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬المعني‭ ‬والمنظم‭ ‬لعمل‭ ‬المجالس‭.‬

موقف‭ ‬المجالس

‭ ‬من‭ ‬جهتها،‭ ‬اتفقت‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬الشمالية‭ ‬والجنوبية‭ ‬ومجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬هي‭ ‬المختصة‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬والآثار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وتحدد‭ ‬المبادئ‭ ‬لضبط‭ ‬أعمال‭ ‬ومشروعات‭ ‬التخطيط‭ ‬الحضري‭ ‬والعمراني‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والمباني‭ ‬التاريخية؛‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الخصوصية‭ ‬والمفردات‭ ‬المعمارية‭ ‬والتراثية‭.‬

خرائط‭ ‬مسحية

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬عيسى‭ ‬أمين‭ ‬“لكي‭ ‬تستقيم‭ ‬الأمور‭ ‬ولا‭ ‬تتعارض‭ ‬المسؤوليات‭ ‬بين‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬وهيئة‭ ‬الآثار،‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬بعمل‭ ‬خرائط‭ ‬مساحية‭ ‬دقيقة‭ ‬محدد‭ ‬عليها‭ ‬المواقع‭ ‬والمعالم‭ ‬الأثرية‭ ‬والمباني‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬الخرائط‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬الرسمية‭ ‬وتوزع‭ ‬على‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬ومحافظات‭ ‬المملكة”‭.‬

واقترح‭ ‬تشكيل‭ ‬لجان‭ ‬أهلية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬أثرية‭ ‬أو‭ ‬معالم‭ ‬تراثية؛‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الصيانة‭ ‬والمراقبة‭ ‬والإدارة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬والآثار،‭ ‬ويتم‭ ‬اختيار‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬والهيئات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الثقافية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة،‭ ‬ويكون‭ ‬العمل‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬اللجان‭ ‬تطوعيا‭.‬

 

المادة‭ (‬2‭)‬

المادة‭ ‬الثانية‭ ‬بقانون‭ ‬حماية‭ ‬الآثار‭ ‬هي‭ ‬موضع‭ ‬الجدل‭ ‬بشأن‭ ‬بسط‭ ‬صلاحيات‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬قبل‭ ‬صرف‭ ‬رخص‭ ‬للتعمير‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والتراثية‭ ‬والتاريخية‭. ‬وتنص‭ ‬المادة‭ ‬على‭ ‬الآتي‭:‬

يعتبر‭ ‬أثرا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬خلفته‭ ‬الحضارات‭ ‬أو‭ ‬تركته‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬مما‭ ‬يكشف‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬يعثر‭ ‬عليه‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬عقارا‭ ‬أو‭ ‬منقولا‭ ‬يتصل‭ ‬بالفنون‭ ‬أو‭ ‬العلوم‭ ‬أو‭ ‬الآداب‭ ‬أو‭ ‬الأخلاق‭ ‬أو‭ ‬العقائد‭ ‬أو‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬أو‭ ‬الأحداث‭ ‬العامة‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخه‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬سنة‭ ‬ميلادية‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬متى‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬تاريخية‭.‬

وتعتبر‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الوثائق‭ ‬التاريخية‭ ‬والمخطوطات‭ ‬وما‭ ‬وجد‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬أغطية‭ ‬لحفظها‭.‬

كما‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬بقايا‭ ‬السلالات‭ ‬البشرية‭ ‬والحيوانية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬المعاصرة‭ ‬لها‭ ‬التي‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬600‭ ‬سنة‭ ‬ميلادية‭.‬

ويجوز‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬لأسباب‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬تاريخية،‭ ‬أي‭ ‬عقار‭ ‬أو‭ ‬منقول‭ ‬أثرا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬للدولة‭ ‬مصلحة‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬حفظه‭ ‬وصيانته‭ ‬وذلك‭ ‬دون‭ ‬التقيد‭ ‬بالحد‭ ‬الزمني‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭.‬