حاولوا تفجير أنبوب نفط تنفيذا لخطط هاربين لإيران لكنهم فشلوا

2 يونيو لاستدعاء شهود تخطيط 39 متهما لتفجيرات

| عباس إبراهيم

أمرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بإعادة‭ ‬استدعاء‭ ‬شهود‭ ‬إثبات‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬39‭ ‬متهما‭ ‬بالتخطيط‭ ‬لتنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬حيوية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بالعيد،‭ ‬وقررت‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬حتى‭ ‬جلسة‭ ‬2‭ ‬يونيو‭ ‬المقبل،‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهمين‭ ‬المقبوض‭ ‬عليهم،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬19‭ ‬متهما‭ ‬هاربين،‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

وتشير‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحريات‭ ‬ملازم‭ ‬أول‭ ‬بإدارة‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬3‭ ‬متهمين‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬تجنيد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬يعملون‭ ‬لصالحهم‭ ‬بداخل‭ ‬المملكة،‭ ‬والذين‭ ‬كلفوهم‭ ‬بمراقبة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأماكنِ‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬البنوك‭ ‬والمدارس‭ ‬ومكاتب‭ ‬البريد‭ ‬والنوادي‭ ‬الرياضية؛‭ ‬تمهيدا‭ ‬لزرعِ‭ ‬العبوات‭ ‬المتفجرة‭ ‬بالقرب‭ ‬منها‭ ‬وتفجيرها‭ ‬خلال‭ ‬احتفالات‭ ‬العيد‭ ‬الوطني‭.‬

وتوصلت‭ ‬التحريات‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬خططوا‭ ‬وبالفعل‭ ‬حاولوا‭ ‬تفجير‭ ‬أحد‭ ‬أنابيب‭ ‬النفط‭ ‬بمنطقة‭ ‬سترة‭ ‬لكن‭ ‬العملية‭ ‬فشلت‭ ‬وكذلك‭ ‬دورية‭ ‬شرطة‭ ‬متمركز‭ ‬بمدخل‭ ‬منطقة‭ ‬المعامير،‭ ‬وأن‭ ‬المتهمين‭ ‬الهاربين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬عملوا‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار‭ ‬بين‭ ‬المتهمين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬مجموعة‭ ‬منهم‭ ‬بمراقبة‭ ‬الأماكن‭ ‬الحيوية‭ ‬المذكورة‭ ‬بغرض‭ ‬استهدافها‭.‬

كما‭ ‬أسفرت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬آخرين‭ ‬بمهام‭ ‬تصوير‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والترويج‭ ‬لها‭ ‬وبثها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المختلفة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تسلمهم‭ ‬لأموال‭ ‬وبنرات‭ ‬تابعة‭ ‬لتنظيم‭ ‬“تيار‭ ‬الوفاء‭ ‬الإسلامي”‭ ‬الإرهابي‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬ميته،‭ ‬وشرائهم‭ ‬لأدوات‭ ‬تستعمل‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬والتخريب‭.‬

وجاء‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬السادس‭ ‬والسابع‭ ‬قاما‭ ‬بزراعة‭ ‬عبوة‭ ‬متفجرة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬النفط،‭ ‬وحاولا‭ ‬تفجيرها‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬بالهاتف‭ ‬الموصول‭ ‬بها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬محاولتهم‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل‭ ‬وأحبطت‭ ‬العملية،‭ ‬وتمكنت‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬للمحاولة‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬العبوة‭ ‬قبل‭ ‬تفجيرها‭ ‬ووقف‭ ‬وتفكيكها‭.‬

ويتبين‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ (‬هارب‭ ‬ومقيم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ومحكوم‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الإرهابية‭) ‬قد‭ ‬جند‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬بداخل‭ ‬المملكة،‭ ‬منهم‭ ‬المتهم‭ ‬الرابع،‭ ‬والذي‭ ‬كلفه‭ ‬بمراقبة‭ ‬الأماكن‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬مثل‭ ‬البنوك‭ ‬والمدارس‭ ‬والأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬ومكاتب‭ ‬البريد؛‭ ‬بغرض‭ ‬استهدافها،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬تجنيد‭ ‬عناصر‭ ‬أخرى،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬هاربون‭ ‬آخرون‭ ‬يتواصلون‭ ‬مع‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بذات‭ ‬الطريقة‭ ‬ولنفس‭ ‬الأسباب‭ ‬والأهداف‭ ‬بالتنسيق‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬إذ‭ ‬قاموا‭ ‬بتوزيع‭ ‬أدوار‭ ‬العناصر‭ ‬المحلية‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يصنع‭ ‬تلك‭ ‬العبوات‭ ‬المتفجرة‭ ‬وآخرون‭ ‬يصنعون‭ ‬الزجاجات‭ ‬الحارقة‭ ‬“المولوتوفات”‭ ‬وينظمون‭ ‬المسيرات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬وعمليات‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬دوريات‭ ‬الشرطة‭ ‬ومن‭ ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬استهدافها‭ ‬من‭ ‬قبلهم‭.‬

وبالقبض‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬متهما‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬اعترفوا‭ ‬بما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬اتهامات،‭ ‬وضبط‭ ‬بحوزة‭ ‬بعضهم‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭.‬

وثبت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقارير‭ ‬البحث‭ ‬الجنائي‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬هم‭ ‬مصدر‭ ‬الخلايا‭ ‬البشرية‭ ‬المرفوعة‭ ‬من‭ ‬الهواتف‭ ‬والعبوات‭ ‬المتفجرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تصنيعها‭ ‬لتخترق‭ ‬الدروع‭ ‬وتصيب‭ ‬الأفراد‭ ‬بإصابات‭ ‬قاتلة،‭ ‬كما‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬سجل‭ ‬الكشف‭ ‬الجنائي‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬وتم‭ ‬اتهامهم‭ ‬بقضايا‭ ‬مماثلة‭ ‬والحكم‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

وكانت‭ ‬أحالتهم‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬جميعا‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬بجميع‭ ‬دوائر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ارتكبوا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬انضموا‭ ‬إلى‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية،‭ ‬وتولى‭ ‬المتهمون‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬وحتى‭ ‬السادس‭ ‬تجنيدَ‭ ‬العناصر‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأغراض‭ ‬الإرهابية‭.‬

ثانيا‭: ‬تدربوا‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬المفرقعات‭ ‬والهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬لاستخدامها‭.‬

ثالثا‭: ‬حازوا‭ ‬بغير‭ ‬ترخيص‭ ‬المواد‭ ‬المفرقعة‭ ‬وما‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬وآلات‭ ‬لأغراض‭ ‬إرهابية‭.‬

رابعا‭: ‬تسلموا‭ ‬ونقلوا‭ ‬أموالا‭ ‬خصصت‭ ‬لأغراض‭ ‬إرهابية‭.‬

خامسا‭: ‬أشعلوا‭ ‬حريقا‭ ‬في‭ ‬منقولات‭ ‬لتعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وأموالهم‭ ‬للخطر‭.‬

سادسا‭: ‬حازوا‭ ‬وأحرزوا‭ ‬عبوات‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬والانفجار‭ ‬“مولوتوف”‭ ‬بقصد‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وأموالهم‭ ‬للخطر‭.‬