عيد الفطر في البيت... بهجة لا تتوقف بالرغم من كل شيء

| طارق البحار

مع‭ ‬انتهاء‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل،‭ ‬يبدأ‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬الذي‭ ‬يعلن‭ ‬حلوله‭ ‬نهاية‭ ‬الصيام،‭ ‬وكان‭ ‬قبل‭ ‬الوباء‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬وقتا‭ ‬لاجتماع‭ ‬العائلة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬التي‭ ‬تستمر‭ ‬لثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬وأكثر‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬البلاد‭ ‬الإسلامية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

ويبدأ‭ ‬العيد‭ ‬برؤية‭ ‬هلال‭ ‬شوال،‭ ‬وقبل‭ ‬الوباء‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬يبدأون‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬العيد‭ ‬بصلاة‭ ‬العيد‭ ‬مبكرا،‭ ‬ثم‭ ‬يباشرون‭ ‬بزيارة‭ ‬الأقارب‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬ويستمتعون‭ ‬بوليمة‭ ‬كبيرة‭! ‬ويرتدي‭ ‬الناس‭ ‬عادة‭ ‬ملابسهم‭ ‬التقليدية،‭ ‬ويستمتع‭ ‬الأطفال‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬يستلمون‭ ‬العيدية‭ ‬والهدايا‭.‬

وبالطبع‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬الاحتفالات،‭ ‬مثله‭ ‬كمثل‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية،‭ ‬فالشعب‭ ‬البحريني‭ ‬له‭ ‬تقاليده‭ ‬الخاصة‭ ‬للاحتفال‭ ‬به،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬موضوع‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬اختفت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقاليد‭ ‬مثل‭ ‬التجمع‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الجد‭ ‬أو‭ ‬الجدة‭ ‬ونأمل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬أن‭ ‬نرجع‭ ‬هذه‭ ‬الذكريات‭ ‬الجميلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬إرشادات‭ ‬التباعد؛‭ ‬لكي‭ ‬نعود‭ ‬نجتمع‭ ‬معا‭ ‬بالصورة‭ ‬الجميلة‭ ‬للعيد‭.‬

تقليديًا،‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العائلات‭ ‬البحرينية‭ ‬المتجمعة‭ ‬في‭ ‬”بيت‭ ‬العود“‭ ‬للاحتفال‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬أحبائهم،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتبادلون‭ ‬العيدية،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الوجبات‭ ‬الاحتفالية‭ ‬مثل‭ ‬وجبة‭: ‬غوزي،‭ ‬والتي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تحضيرها‭ ‬من‭ ‬طبق‭ ‬الأرز‭ ‬مع‭ ‬لحم‭ ‬الغنم‭ ‬أو‭ ‬البيض‭ ‬أو‭ ‬التوابل،‭ ‬أو‭ ‬طبق‭ ‬أرز‭ ‬آخر‭ ‬مطهو‭ ‬باللحم‭ ‬أو‭ ‬السمك،‭ ‬ولا‭ ‬تكتمل‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭ ‬إلا‭ ‬بإعداد‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمناسبة‭ ‬وأهمها‭ ‬“الهريس،‭ ‬الثريد،‭ ‬البلاليط،‭ ‬العصيد”‭.‬

يكون‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬عادة‭ ‬مسبوقا‭ ‬بالتجهيز‭ ‬له‭ ‬قبل‭ ‬انقضاء‭ ‬رمضان‭ ‬بعدة‭ ‬أيام‭ ‬سواء‭ ‬بتجهيز‭ ‬المنازل‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬العيدية‭ ‬للصغار‭ ‬وشراء‭ ‬الملابس‭ ‬الجديدة،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬لكن‭ ‬البهجة‭ ‬لا‭ ‬تغيب؛‭ ‬لأن‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬الفرحة،‭ ‬ولذلك‭ ‬يسعى‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬بث‭ ‬السعادة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والجيران‭ ‬وجميع‭ ‬المقيمين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المملكة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬قوانين‭ ‬التباعد‭ ‬بالطبع‭.‬

لا‭ ‬يتوجد‭ ‬احتفالية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تكتمل‭ ‬دون‭ ‬بعض‭ ‬الحلوى،‭ ‬ويحب‭ ‬البحرينيون‭ ‬الحلوى‭ ‬البحرينية‭ ‬الغنية‭ ‬عن‭ ‬التعريف‭ (‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬الحلوى‭ ‬الهلامية‭ ‬الحلوة‭ ‬المغطاة‭ ‬بالكاجو‭ ‬المحمص‭ ‬واللوز‭). ‬وأيضا‭ ‬الخنفروش‭ (‬وهو‭ ‬حلوى‭ ‬مقلية‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬الطحين‭ ‬الأبيض‭ ‬والسكر‭ ‬والبيض‭ ‬والهيل‭ ‬والزعفران‭). ‬والرهش‭ (‬وهي‭ ‬حلوى‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬عجينة‭ ‬السمسم‭) ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ويتم‭ ‬تقديم‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الحلويات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات،‭ ‬ونعرف‭ ‬جميعا‭ ‬بأن‭ ‬المحرق‭ ‬هي‭ ‬أشهر‭ ‬مكان‭ ‬لشراء‭ ‬الحلويات‭ ‬البحرينية‭ ‬الشعبية‭ ‬وخصوصا‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬حلويات‭ ‬شويطر‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬عمره‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬عامًا،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬المتاي‭ ‬وغيره،‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة،‭ ‬حيث‭ ‬ألذ‭ ‬الحلويات‭ ‬البحرينية‭ ‬والآسيوية‭.‬