طهران تستخدم العصابات الإجرامية لتنفيذ عملياتها السرية في الخارج

واشنطن: النظام الإيراني متورط في 360 عملية إرهابية

| دبي - العربية.نت

سلطت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تورط‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬360‭ ‬عملية‭ ‬إرهابية‭ ‬دولية،‭ ‬تتضمن‭ ‬عمليات‭ ‬اغتيال‭ ‬وتفجيرات‭ ‬وهجمات‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬دولة‭.‬

ووثقت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها،‭ ‬الجمعة،‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬ضمن‭ ‬“حملة‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمية”‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وتضمنت‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬360‭ ‬اغتيالا‭ ‬مستهدفا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬وكذلك‭ ‬التفجيرات‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬قتلت‭ ‬وجرحت‭ ‬المئات‭.‬

ووفقا‭ ‬لورقة‭ ‬الحقائق‭ ‬المنشورة،‭ ‬تعتقد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬الاغتيال‭ ‬هذه‭ ‬قد‭ ‬نفذتها‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬قوة‭ ‬القدس‭ ‬التابعة‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬ووزارة‭ ‬المخابرات،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬عبر‭ ‬أطراف‭ ‬ثالثة‭ ‬ووكلاء‭ ‬مثل‭ ‬ميليشيات‭ ‬“حزب‭ ‬الله”‭ ‬اللبناني‭.‬

وأكدت‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تستخدم‭ ‬الغطاء‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وتقوم‭ ‬باستخدام‭ ‬العصابات‭ ‬الإجرامية‭ ‬وعصابات‭ ‬المخدرات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عملياتها‭ ‬السرية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬المعارضين‭ ‬السياسيين‭ ‬وزعماء‭ ‬ونشطاء‭ ‬الأقليات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬ومسؤولي‭ ‬الحكومة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وكذلك‭ ‬نشطاء‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والصحافيين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهداف‭ ‬النظام‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أشهر‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬اغتيال‭ ‬زعيم‭ ‬المعارضة‭ ‬الكردية‭ ‬الإيرانية‭ ‬صادق‭ ‬شرفكندي‭ ‬وثلاثة‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬“ميكونوس”‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1992‭ ‬وتفجير‭ ‬مبنى‭ ‬“آميا”‭ ‬اليهودي‭ ‬في‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس،‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬هي‭ ‬الحالات‭ ‬التاريخية‭ ‬الأكثر‭ ‬شهرة‭ ‬العمليات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

وصنفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وزير‭ ‬استخبارات‭ ‬إيران‭ ‬السابق،‭ ‬علي‭ ‬فلاحيان،‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مايو‭ ‬الجاري،‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬العقوبات،‭ ‬لتورطه‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭ ‬منها‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارضين‭ ‬السياسيين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬فيها‭ ‬المحاكم‭ ‬السويسرية‭ ‬والألمانية‭ ‬أوامر‭ ‬باعتقاله‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬متهم‭ ‬بالوقوف‭ ‬وراء‭ ‬هجوم‭ ‬مركز‭ ‬“‭ ‬آميا”‭ ‬وكذلك‭ ‬متورط‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬مواطنة‭ ‬أميركية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬اغتيال‭ ‬أخرى‭ ‬ضد‭ ‬معارضين‭. ‬وأصدرت‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬مذكرات‭ ‬توقيف‭ ‬بحق‭ ‬دبلوماسيين‭ ‬إيرانيين‭ ‬بقتل‭ ‬المعارضين،‭ ‬منهم‭ ‬محسن‭ ‬رباني،‭ ‬العقل‭ ‬المدبر‭ ‬المزعوم‭ ‬لتفجير‭ ‬“‭ ‬آميا”‭ ‬في‭ ‬الأرجنتين،‭ ‬وكان‭ ‬الملحق‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس،‭ ‬وكذلك‭ ‬أحمد‭ ‬رضا‭ ‬أصغري،‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الذي‭ ‬استخدم‭ ‬منصب‭ ‬سكرتير‭ ‬ثالث‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬كغطاء‭.‬

ومنذ‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أسد‭ ‬الله‭ ‬أسدي،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬كدبلوماسي‭ ‬إيراني‭ ‬في‭ ‬النمسا،‭ ‬معتقلاً‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬المحاكمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬متفجرات‭ ‬لاستهداف‭ ‬مسيرة‭ ‬للمعارضة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تقتل‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭.‬

ووفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية،‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬4‭ ‬مقررين‭ ‬خاصين‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬التهديدات‭ ‬بالقتل‭ ‬ضد‭ ‬صحافيين‭ ‬يعملون‭ ‬خارج‭ ‬إيران‭ ‬خاصة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬الناطقة‭ ‬الفارسية‭.‬

ويعد‭ ‬اغتيال‭ ‬مسعود‭ ‬مولوي‭ ‬في‭ ‬إسطنبول‭ ‬في‭ ‬نوفمبر2019‭ ‬أحدث‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬حيث‭ ‬قُتل‭ ‬المدون‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬لموقع‭ ‬“الصندوق‭ ‬الأسود”‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬ادعاءات‭ ‬حول‭ ‬الفساد‭ ‬داخل‭ ‬النخبة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬ابن‭ ‬خامنئي،‭ ‬مجتبى‭. ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلته‭ ‬رويترز‭ ‬عن‭ ‬مسؤولين‭ ‬أتراك‭ ‬بارزين‭ ‬نقلتهم‭ ‬رويترز‭ ‬في‭ ‬مارس،‭ ‬حرض‭ ‬ضابطي‭ ‬استخبارات‭ ‬متمركزين‭ ‬في‭ ‬القنصلية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬القتل‭.‬