القوانين الجنائية تصدت للشائعات والتعويض عنها والمحاسبة المهنية

الغافري: وسائل التواصل الاجتماعي الأخطر بنقل الشائعات

| محرر الشؤون المحلية

في‭ ‬ظل‭ ‬الثورة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬المستخدمين‭ ‬لوسائل‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬بتطبيقاتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬كان‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬نصيب‭ ‬وافر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المستخدمين،‭ ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬لتلك‭ ‬المنصات‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭)‬،‭ ‬فإنها‭ ‬قربت‭ ‬البعيد‭ ‬وأوجدت‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي،‭ ‬إذ‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬وأسرار‭ ‬المرضى‭.‬

بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬بدأ‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة‭ (‬عمان‭) ‬حسين‭ ‬الغافري‭ ‬الأمسية‭ ‬الرمضانية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬عبر‭ ‬حساب‭ ‬جمعية‭ ‬المحامين‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ (‬الإنستغرام‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬بعنوان‭ (‬المسؤولية‭ ‬القانونية‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬وأسرار‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭)‬،‭ ‬وأدارها‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الثقافية‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬الذوادي‭.‬

وتحدث‭ ‬فيها‭ ‬موضحا‭ ‬المقصود‭ ‬بالإشاعة‭ ‬والخصائص‭ ‬التي‭ ‬تمتاز‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬النشر‭ ‬والسهولة‭ ‬والغموض‭ ‬والأهمية‭ ‬وصعوبة‭ ‬معرفة‭ ‬مصدرها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬متعددة‭ ‬الأساليب‭ ‬وذات‭ ‬محتوى‭ ‬متغير‭ ‬بتغير‭ ‬الزمن‭.‬

وحدد‭ ‬الغافري‭ ‬أصناف‭ ‬الشائعات‭ ‬المختلفة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬تضم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأنواع،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأصناف‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الدوافع‭ ‬النفسية‭ ‬والتوقيت‭ ‬الزمني‭ ‬وسرعة‭ ‬الانتشار‭ ‬والأخيرة‭ ‬بحسب‭ ‬الموضوع‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬سياسية،‭ ‬اقتصادية،‭ ‬اجتماعية،‭ ‬أمنية‭ ‬وعسكرية،‭ ‬أو‭ ‬علمية‭.‬

ونوه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دوافع‭ ‬تلك‭ ‬الشائعات‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬لبث‭ ‬الخصومة‭ ‬والبغضاء‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬بهدف‭ ‬جس‭ ‬نبض‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الحالي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأخطر‭ ‬الوسائل‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات؛‭ ‬لأنها‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬وتضخيمها‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة،‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬محتواها‭ ‬بالنص‭ ‬المكتوب‭ ‬والمنطوق‭ ‬والرسوم‭ ‬المتحركة‭ ‬والفيديو‭ ‬أحيانا،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تنتقي‭ ‬مادتها‭ ‬وأدواتها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬أثرى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المحتوى‭ ‬عكس‭ ‬الشائعات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬بالكلام‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬توجد‭ ‬عوامل‭ ‬عدة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الشائعات‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬منها‭ ‬كثرة‭ ‬تلك‭ ‬المنصات،‭ ‬وسرعة‭ ‬انتقال‭ ‬المعلومات‭ ‬فيها،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬رقابة‭ ‬فعالة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬يصعب‭ ‬أحيانا‭ ‬معرفة‭ ‬وتتبع‭ ‬مصدر‭ ‬إطلاق‭ ‬الشائعة‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬عمان‭ ‬أو‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تصدت‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قوانينها‭ ‬العقابية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قوانين‭ ‬المطبوعات‭ ‬والنشر،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬ترتب‭ ‬عليها‭ ‬ضرر،‭ ‬فتتحقق‭ ‬بذلك‭ ‬المسؤولية‭ ‬المدنية‭ ‬بحق‭ ‬مصدرها‭ ‬ويمكن‭ ‬مطالبته‭ ‬بالتعويض‭ ‬الجابر‭ ‬للضرر،‭ ‬ولا‭ ‬تنحصر‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجزاء‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يمتد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬اختصاص‭ ‬مصدر‭ ‬الشائعة‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬بمحاسبته‭ ‬مهنيا‭ ‬أو‭ ‬تأديبيا‭.‬