يرأسها استشاري مخ وأعصاب معروف بالمملكة ومخلى سبيله

30 يونيو الحكم على 7 متهمين بعصابة بيع “اللاريكا”

| عباس إبراهيم

كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬حكمها‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬المتهمين‭ ‬السبعة‭ ‬بعصابة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأقراص‭ ‬المؤثرة‭ ‬عقليا‭ ‬“اللاريكا”،‭ ‬والتي‭ ‬يرأسها‭ ‬استشاري‭ ‬مخ‭ ‬وأعصاب‭ ‬معروف‭ ‬بالمملكة‭ ‬ومخلى‭ ‬سبيله،‭ ‬بجلسة‭ ‬17‭ ‬مايو،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬قررت‭ ‬مد‭ ‬أجل‭ ‬النطق‭ ‬بالحكم‭ ‬عليهم‭ ‬حتى‭ ‬جلسة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬المقبل‭.‬

ويتبين‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭ ‬ومنذ‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬قبل‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬خليته‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬صرف‭ ‬لأحد‭ ‬المتهمين‭ ‬وصفة‭ ‬طبية‭ ‬بعدد‭ ‬7‭ ‬علب‭ ‬من‭ ‬أقراص‭ ‬اللاريكا‭ ‬المؤثرة‭ ‬عقليا،‭ ‬وقد‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬التوجه‭ ‬لصيدليات‭ ‬معينة‭ ‬لصرف‭ ‬الدواء‭ ‬باستعمال‭ ‬صور‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬ترسل‭ ‬إليه‭ ‬عبر‭ ‬“الواتس‭ ‬آب”‭ ‬والذين‭ ‬غادر‭ ‬بعضهم‭ ‬المملكة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وأن‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬الصيدليات‭ ‬مملوكة‭ ‬للطبيب‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬عائلته‭.‬

واعترف‭ ‬بعض‭ ‬المتهمين‭ ‬أن‭ ‬دورهم‭ ‬كان‭ ‬استلام‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬60‭ ‬ويتجاوز‭ ‬أحيانا‭ ‬100‭ ‬علبة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصيدليات‭ ‬باستعمال‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية،‭ ‬وأنهم‭ ‬يتوجهون‭ ‬للصيدلية‭ ‬بعد‭ ‬الاتصال‭ ‬بهم‭ ‬وإبلاغهم‭ ‬أن‭ ‬طلبهم‭ ‬جاهز،‭ ‬ويقومون‭ ‬بتسليمها‭ ‬لمن‭ ‬يطلبها‭ ‬منهم‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬وقد‭ ‬تمكن‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭ ‬خلال‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬صرف‭ ‬3000‭ ‬علبة‭ ‬لاريكا‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بتقرير‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬أقراص‭ ‬اللاريكا‭ ‬المصروفة‭ ‬بلغ‭ ‬144‭ ‬ألف‭ ‬قرص؛‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬احتوت‭ ‬العلبة‭ ‬الواحدة‭ ‬على‭ ‬48‭ ‬قرصا‭ ‬فقط‭.‬

فيما‭ ‬ينكر‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬المهنة‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬ارتكابه‭ ‬لأي‭ ‬جرم،‭ ‬مدعيا‭ ‬أن‭ ‬قصده‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬هو‭ ‬مساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬والمرضى‭ ‬فقط،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭.‬

وكان‭ ‬قد‭ ‬صرح‭ ‬وكيل‭ ‬النيابة‭ ‬بمحافظة‭ ‬المحرق‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالله‭ ‬الرمضان‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬أنجزت‭ ‬تحقيقاتها‭ ‬بشأن‭ ‬واقعة‭ ‬قيام‭ ‬شبكة‭ ‬إجرامية‭ ‬يتزعمها‭ ‬أحد‭ ‬الأطباء‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بتزوير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية‭ ‬بغرض‭ ‬استعمالها‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬والعقاقير‭ ‬الطبية،‭ ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬بيعها‭ ‬بأسعار‭ ‬مغالى‭ ‬فيها‭ ‬للمتعاطين‭ ‬لتلك‭ ‬المواد‭.‬

وتعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬فيما‭ ‬أبلغت‭ ‬به‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬عن‭ ‬قيامهم‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الشرطة‭ ‬العسكرية‭ ‬بضبط‭ ‬أحد‭ ‬العسكريين‭ ‬وآخرين‭ ‬مدنيين‭ ‬متلبسين‭ ‬ببيع‭ ‬المؤثرات‭ ‬العقلية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المؤثرات‭ ‬العقلية‭ ‬لديهم‭ ‬ومبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬حصيلة‭ ‬اتجارهم‭ ‬بالمواد‭ ‬المخدرة،‭ ‬وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬التحريات‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬أحد‭ ‬الأطباء‭ ‬بمساعدة‭ ‬آخرين‭ ‬بتزوير‭ ‬وصفات‭ ‬طبية‭ ‬لمواد‭ ‬مخدرة‭ ‬وعقاقير‭ ‬طبية‭ ‬وصرفها،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استلام‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬والعقاقير‭ ‬الطبية‭ ‬محل‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬والإتجار‭ ‬بها‭.‬

وأشار‭ ‬الرمضان‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬باشرت‭ ‬التحقيق‭ ‬فور‭ ‬إبلاغها‭ ‬بالواقعة،‭ ‬حيث‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬استجواب‭ ‬المتهمين‭ ‬وسؤال‭ ‬شهود‭ ‬الواقعة‭ ‬وأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬ندبت‭ ‬للفحص‭ ‬وتفريغ‭ ‬أجهزة‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المستشفيات،‭ ‬أن‭ ‬التزوير‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬وصفات‭ ‬طبية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬مستشفيات‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭ ‬بإثبات‭ ‬حضور‭ ‬الأشخاص‭ ‬المبينة‭ ‬أسماؤهم‭ ‬بالوصفات‭ ‬للمستشفيات‭ ‬المنسوبة‭ ‬لها‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬وخضوعهم‭ ‬للكشف‭ ‬الطبي‭ ‬واستحقاقهم‭ ‬للأدوية‭ ‬المبينة‭ ‬بتلك‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة‭ ‬وعقاقير‭ ‬طبية‭ ‬وذلك‭ ‬خلافاً‭ ‬للحقيقة‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استحصل‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأسماء‭ ‬من‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين‭ ‬قاموا‭ ‬بإمداده‭ ‬بصور‭ ‬بطاقات‭ ‬شخصية‭ ‬لهم‭ ‬لاستخدام‭ ‬بياناتها‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية‭ ‬المزورة،‭ ‬وعقب‭ ‬تزوير‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬قام‭ ‬المتهمون‭ ‬الآخرون‭ ‬بالاتجار‭ ‬فيها‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬صرفها‭ ‬بمعرفة‭ ‬صيدليين‭ ‬ثبت‭ ‬تواطؤهما‭ ‬مع‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭.‬

وعليه‭ ‬قامت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بحبس‭ ‬المتهمين‭ ‬احتياطيا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيق‭ ‬وأمرت‭ ‬بضبط‭ ‬وإحضار‭ ‬المتهمين‭ ‬الهاربين‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬أرسلت‭ ‬المتهمين‭ ‬العسكريين‭ ‬للقضاء‭ ‬العسكري‭ ‬للاختصاص‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬بحقهم،‭ ‬فيما‭ ‬أمرت‭ ‬النيابة‭ ‬بإحالة‭ ‬المتهمين‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬المختصة‭.‬