فصلته تعسفيًا بعد 6 أشهر على توقيعه العقد

إلزام شركة بدفع 92 ألف دينار لمهندس ميكانيكي

| عباس إبراهيم

قال‭ ‬المحامي‭ ‬محمود‭ ‬ربيع‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أيدت‭ ‬حكما‭ ‬بإلزام‭ ‬شركة‭ ‬صناعية‭ ‬كبرى‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬85‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لمهندس‭ ‬ميكانيكي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬لديها؛‭ ‬تعويضاً‭ ‬عن‭ ‬إنهاء‭ ‬عقده‭ ‬المتبقي‭ ‬منه‭ ‬سنة‭ ‬و6‭ ‬أشهر‭ ‬بدون‭ ‬سبب‭ ‬مشروع،‭ ‬كما‭ ‬أيدت‭ ‬أيضا‭ ‬إلزام‭ ‬الشركة‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬له‭ ‬“البونس”‭ ‬بما‭ ‬يوازي‭ ‬7453‭ ‬دينارا‭.‬

وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تقدم‭ ‬بدعوى‭ ‬عمالية‭ ‬للمطالبة‭ ‬بالحكم‭ ‬بإلزام‭ ‬الشركة‭ ‬الصناعية‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لموكله‭ ‬تعويضا‭ ‬عن‭ ‬إنهاء‭ ‬عقده‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬مشروع،‭ ‬إضافة‭ ‬لمبلغ‭ ‬البونس‭ ‬التي‭ ‬اعتادت‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬صرفه‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬موكله‭ ‬في‭ ‬استرجاع‭ ‬رصيده‭ ‬المالي‭ ‬لدى‭ ‬صندوق‭ ‬الادخار‭ ‬والانتفاع‭ ‬الخاص‭ ‬بالشركة‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة‭.‬

وقال‭ ‬شرحا‭ ‬لدعواه‭ ‬إن‭ ‬المدعي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬مهندسا‭ ‬ميكانيكيا‭ ‬بموجب‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬لسنتين‭ ‬وذلك‭ ‬براتب‭ ‬قدره‭ ‬4666‭ ‬دينارا‭ ‬و192‭ ‬فلسا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬أنهت‭ ‬عقده‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬مدة‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬ودون‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬مبررات‭ ‬قانونية‭ ‬جادة‭ ‬وحقيقية‭ ‬وبدون‭ ‬إخطار‭ ‬أو‭ ‬سبب‭ ‬مشروع‭ ‬مما‭ ‬دعاه‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬وفقا‭ ‬للمادة‭ ‬111‭/‬ج‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ (‬إذا‭ ‬أنهى‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬بدون‭ ‬سبب‭ ‬أو‭ ‬لسبب‭ ‬غير‭ ‬مشروع‭ ‬التزم‭ ‬بتعويض‭ ‬العامل‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬أجر‭ ‬المدة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬العقد،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬تعويض‭ ‬أقل‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يقل‭ ‬التعويض‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬أجر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬المدة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬أيهما‭ ‬أقل‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يحق‭ ‬فيه‭ ‬لموكله‭ ‬المطالبة‭ ‬بأجوره‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬المتبقية‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬عبء‭ ‬إثبات‭ ‬مشروعية‭ ‬فصل‭ ‬العامل‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬صاحب‭ ‬العمل،‭ ‬وأنه‭ ‬ولئن‭ ‬كان‭ ‬تقدير‭ ‬قيام‭ ‬المبرر‭ ‬لفصل‭ ‬العامل‭ ‬مسألة‭ ‬موضوعية‭ ‬يستقل‭ ‬بتقديرها‭ ‬قاضي‭ ‬الموضوع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شرط‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬استخلاصه‭ ‬سائغا‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ثابت‭ ‬بالأوراق‭. ‬وبخصوص‭ ‬المطالبة‭ ‬بـ‭ ‬“البونس”‭ ‬السنوي‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الشركة‭ ‬درجت‭ ‬واعتادت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬موظيفها‭ ‬“بونس”،‭ ‬لذلك‭ ‬يستحق‭ ‬المدعي‭ ‬هذا‭ ‬“البونس”‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المستقر‭ ‬عليه‭ ‬قضاء‭ ‬وفقها‭ ‬أن‭ ‬المكافأة‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬للعامل‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬أجره،‭ ‬تعد‭ ‬بحسب‭ ‬الأصل‭ ‬تبرعا‭ ‬منه‭ ‬فلا‭ ‬يلتزم‭ ‬بدفعها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مقررة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للمنشأة‭ ‬أو‭ ‬جرى‭ ‬عرف‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬منحها‭ ‬لعماله‭ ‬بأن‭ ‬اعتاد‭ ‬اعطاءها‭ ‬لهم‭ ‬جميعا‭ ‬أو‭ ‬لفئة‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مستمر‭ ‬وفقا‭ ‬لقواعد‭ ‬موضوعية‭ ‬عامة‭ ‬وثابتة‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬حسب‭ ‬إرادته‭ ‬ولا‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬عامل‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬قد‭ ‬قضى‭ ‬بالتعويض‭ ‬عن‭ ‬الفصل‭ ‬لما‭ ‬خلص‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العقد‭ ‬قد‭ ‬أُنهي‭ ‬دون‭ ‬مبرر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬للشهود‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ - ‬الشركة‭ - ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تطمئن‭ ‬المحكمة‭ ‬لأقوالهم،‭ ‬كما‭ ‬قضى‭ ‬الحكم‭ ‬بـ‭ ‬“البونس”‭ ‬السنوي‭ ‬أخذا‭ ‬بما‭ ‬خلص‭ ‬إليه‭ ‬الخبير‭ ‬المنتدب‭ ‬من‭ ‬استحقاقه‭ ‬له‭.‬

وأضافت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬قد‭ ‬أجاز‭ ‬إنهاء‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬–‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬طبيعته‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬أم‭ ‬غير‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬بشرط‭ ‬الإخطار‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مبرر‭ ‬مشروع‭ ‬للإنهاء‭ ‬وإلا‭ ‬التزم‭ ‬من‭ ‬أنهى‭ ‬العقد‭ ‬بتعويض‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬الانهاء‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬المواد‭ (‬99‭) ‬وما‭ ‬بعدها‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬وفي‭ ‬الحدود‭ ‬و‭ ‬القيود‭ ‬الواردة‭ ‬فيه،‭ ‬فيكون‭ ‬مؤدى‭ ‬ذلك‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬بيانه‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬إذا‭ ‬أنهى‭ ‬العقد‭ ‬المحدد‭ ‬المدة‭ ‬قبل‭ ‬إنهاء‭ ‬مدته‭ ‬كان‭ ‬ملزماً‭ ‬بإخطار‭ ‬العامل‭ ‬وأن‭ ‬يثبت‭ ‬المبرر‭ ‬المشروع‭ ‬لإنهاء‭ ‬العقد‭ ‬وإلا‭ ‬التزم‭ ‬بتعويض‭ ‬العامل‭ ‬وفقاً‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ (‬111‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المذكور‭ ‬وباعتبار‭ ‬العقد‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬بسنتين‭ ‬وأن‭ ‬المدة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬بعد‭ ‬إنهائه‭ ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬وستة‭ ‬شهور‭ ‬لذلك‭ ‬يتعين‭ ‬إلزام‭ ‬من‭ ‬أنهى‭ ‬العقد‭ ‬–‭ ‬الشركة‭ - ‬بالمبلغ‭ ‬المحكوم‭ ‬به‭.‬