526 شاركوا باستبيان عن مدى تأثر الجانب الديني خلال رمضان

البحرينيون متمسكون بالعبادة رغم “كورونا”

| إعداد: حبيب النامليتي ـ عطا الشعراوي

استطاعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬بفضل‭ ‬السياسة‭ ‬الإنسانية‭ ‬السامية‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وتوجيهات‭ ‬جلالته‭ ‬الحكيمة‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬وكانت‭ ‬للجهود‭ ‬الضخمة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والمتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬والمعالجة‭ ‬السريعة‭ ‬والخطوات‭ ‬الاستباقية‭ ‬لولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وقيادته‭ ‬الدقيقة‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬وما‭ ‬ينفذه‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬استراتيجيات‭ ‬شاملة‭ ‬وفاعلة،‭ ‬أكبر‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يحيا‭ ‬للمواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬حياة‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬وإن‭ ‬تأثرت‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى،‭ ‬لكنها‭ ‬بقيت‭ ‬ضمن‭ ‬الحدود‭ ‬المعقولة‭ ‬والمقبول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬كيان‭ ‬دول‭ ‬متقدمة‭ ‬وأوقعت‭ ‬المئات‭ ‬بل‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬والموتى‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬النواحي‭ ‬المادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬يمكن‭ ‬قياسها‭ ‬وملاحظتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلوكيات‭ ‬الأفراد‭ ‬وتحركاتهم،‭ ‬فإن‭ ‬النواحي‭ ‬المعنوية‭ ‬والجوانب‭ ‬الروحية‭ ‬يصعب‭ ‬قياسها‭ ‬أو‭ ‬رؤيتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬تدابير‭ ‬وقائية‭ ‬وإجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬ضرورية‭ ‬لحماية‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المجتمع‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬إغلاق‭ ‬المساجد‭ ‬احترازا‭ ‬وحفاظًا‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭.‬

ومن‭ ‬هنا،‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬هذا‭ ‬الاستبيان‭ ‬لأجل‭ ‬قياس‭ ‬تلك‭ ‬الجوانب‭ ‬ومدى‭ ‬تأثرها‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل‭ ‬وما‭ ‬يتسم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إقبال‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المساجد‭ ‬والصلوات‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العبادات‭ ‬والأعمال‭ ‬التي‭ ‬يحرص‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬أن‭ ‬يتقرب‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬ربه‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭. ‬

تم‭ ‬إجراء‭ ‬الاستبيان‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬مايو‭ ‬2020‭ ‬حتى‭ ‬18‭ ‬مايو‭ ‬2020،‭ ‬واشتمل‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬عدة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬بانطباع‭ ‬عام‭ ‬يعكس‭ ‬الحالة‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬والجوانب‭ ‬الإيمانية‭ ‬لدى‭ ‬الناس،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬الجائحة‭ ‬عليها‭.‬

وشارك‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬526‭ ‬مشاركا،‭ ‬من‭ ‬أعمار‭ ‬مختلفة،‭ ‬وكان‭ ‬أكثر‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬المشاركين‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬كون‭ ‬الذكور‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يؤدون‭ ‬غالبًا‭ ‬الصلوات‭ ‬الخمس‭ ‬في‭ ‬المساجد،‭ ‬وقد‭ ‬يؤثر‭ ‬عليهم‭ ‬إغلاقها‭.‬

رسم‭ ‬توضيحي‭ ‬لجنس‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيان

وتم‭ ‬تقسيم‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬شرائح‭ ‬عمرية‭ ‬أساسية‭:‬

الشريحة‭ ‬الأولى‭: ‬من‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة،‭ ‬وهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬التمييز‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬البلوغ‭ ‬غالبًا‭.‬

الشريحة‭ ‬الثانية‭: ‬من‭ ‬16‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬وهو‭ ‬السن‭ ‬المبكر‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬ويتميز‭ ‬بالنشاط‭.‬

الشريحة‭ ‬الثالثة‭: ‬26‭ ‬حتى‭ ‬40‭ ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬الشباب‭.‬

الشريحة‭ ‬الرابعة‭: ‬من‭ ‬41‭ ‬حتى‭ ‬ستين‭ ‬عامًا‭ ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬النضج‭ ‬والكمال‭.‬

الشريحة‭ ‬الخامسة‭: ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الستين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬شريحة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭.‬

محاور‭ ‬ونتائج‭ ‬الاستبيان

أولًا‭: ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الصلاة‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭:‬

تمثل‭ ‬صلاة‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬شعيرة‭ ‬إسلامية‭ ‬يجتمع‭ ‬فيها‭ ‬المسلمون‭ ‬لأداء‭ ‬الصلاة‭ ‬5‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم؛‭ ‬لتحصيل‭ ‬الثواب،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬شرعية‭ ‬ودنيوية،‭ ‬ومع‭ ‬غلق‭ ‬المساجد‭ ‬للإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬كان‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬صلاة‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬المنزل؟‭ ‬وذلك‭ ‬بقصد‭ ‬معرفة‭ ‬مدى‭ ‬التزامهم‭ ‬بالبديل‭ ‬الممكن‭ ‬عند‭ ‬تعذر‭ ‬الأصل‭. ‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬العينة‭ (‬58.7‭ %) ‬أكدت‭ ‬حرصها‭ ‬والتزامها‭ ‬بصلاة‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬إيجابي‭ ‬ومبشر‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الصلاة،‭ ‬وقد‭ ‬يرجع‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بالجماعة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬إلى‭ ‬تكرر‭ ‬الصلوات،‭ ‬وانشغال‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة،‭ ‬واختلاف‭ ‬مواعيدهم‭ ‬وعدم‭ ‬إمكانهم‭ ‬أداء‭ ‬الصلاة‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭ ‬دائمًا،‭ ‬وكذلك‭ ‬يلاحظ‭ ‬بأن‭ ‬النسبة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬الجماعة‭ ‬دائمًا‭ ‬نسبة‭ ‬قليلة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الخُمس‭.‬

علمًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الذين‭ ‬أجري‭ ‬عليهم‭ ‬الاستبيان‭ ‬دون‭ ‬مقارنة‭ ‬ذلك‭ ‬بحال‭ ‬التزامهم‭ ‬بأداء‭ ‬الصلاة‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬الأحوال‭ ‬الاعتيادية‭.‬

ثانيًا‭: ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭:‬

وحتى‭ ‬يتم‭ ‬قياس‭ ‬التأثر‭ ‬والتغيير‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الشريحة،‭ ‬تم‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬وعن‭ ‬أدائها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬متقاربة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يصلون‭ ‬التراويح‭ ‬في‭ ‬العامين‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬9‭ % ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انخفض‭ ‬الالتزام‭ ‬قليلًا‭ ‬بنسبة‭ ‬ضئيلة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬3‭ %‬،‭ ‬ويظهر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الرسمين‭ ‬البيانيين‭.‬

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية

ثالثا‭: ‬تعويد‭ ‬الناشئة‭ ‬على‭ ‬الصلاة‭:‬

في‭ ‬سؤال‭ ‬وجه‭ ‬للمُبحوثين‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬الصغار‭ ‬فيما‭ ‬دون‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬للصلاة‭ ‬معهم،‭ ‬فذكرت‭ ‬نسبة‭ ‬60‭ % ‬أن‭ ‬الصغار‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬الصلاة،‭ ‬ومنهم‭ ‬نسبة‭ ‬40‭ % ‬كانت‭ ‬مشاركتهم‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭.‬

 

رابعًا‭: ‬قراءة‭ ‬القرآن‭:‬

يحرص‭ ‬كثيرون‭ ‬على‭ ‬ختم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬مرة‭ ‬ومرات‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬الذي‭ ‬نزل‭ ‬فيه‭ ‬القرآن،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شهر‭ ‬آخر‭.‬

وعند‭ ‬سؤال‭ ‬المبحوثين‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬تأثر‭ ‬وردهم‭ ‬القرآني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ذهبت‭ ‬الغالبية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وردها‭ ‬تحسن‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ذكرت‭ ‬نسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬وردهم‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ولكل‭ ‬منهم‭ ‬أسبابه،‭ ‬فزيادة‭ ‬الورد‭ ‬غالبًا‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬توفر‭ ‬الوقت‭ ‬والمكث‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وأما‭ ‬تراجعه‭ ‬لاعتيادهم‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬المسجد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬تتأثر‭ ‬نسبة‭ ‬41‭ %.‬

 

خامسًا‭: ‬متابعة‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬وخطب‭ ‬الجمعة‭ ‬المذاعة‭:‬

ذكر‭ ‬نسبة‭ ‬45‭ % ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يتابعون‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬رمضان،‭ ‬وقد‭ ‬لوحظ‭ ‬بأن‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يتابعون‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬نسبتهم‭ ‬78‭ %.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بخطب‭ ‬الجمعة‭ ‬وجدنا‭ ‬بأن‭ ‬نسبة‭ ‬32‭ % ‬منهم‭ ‬تتابع‭ ‬خطب‭ ‬الجمعة‭ ‬إما‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬ينقل‭ ‬عن‭ ‬جامع‭ ‬مركز‭ ‬الفاتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬خطب‭ ‬الحرمين‭.‬

 

سادسًا‭: ‬الأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬البدنية‭ ‬والمالية‭:‬

كان‭ ‬رسولنا‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬أجود‭ ‬الناس‭ ‬وأجود‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬بالخير‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬فهو‭ ‬أجود‭ ‬من‭ ‬الريح‭ ‬المرسلة،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬البدنية‭ ‬يلاحظ‭ ‬بأن‭ ‬نسبة‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬أعمال‭ ‬تطوعية‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬وقد‭ ‬قلت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬20‭ %.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬المالية‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬عند‭ ‬65‭ % ‬ممن‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬الاستبيان،‭ ‬وهذا‭ ‬مؤشر‭ ‬إيجابي،‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬البيان‭:‬

وعند‭ ‬الاستفسار‭ ‬عن‭ ‬قيامهم‭ ‬بالدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإجراءات،‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬55‭ % ‬منهم‭ ‬تبرع‭ ‬عبر‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭.‬

 

سابعًا‭: ‬تأثر‭ ‬صلة‭ ‬الرحم‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭: ‬

اعتاد‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬البر‭ ‬والإحسان،‭ ‬ومنها‭ ‬صلة‭ ‬الرحم،‭ ‬ونظرًا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التجمعات،‭ ‬كان‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الرحم‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬يتواصل‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬عبر‭ ‬الوسائل‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬بأن‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬85‭ % ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬أرحامها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭.‬

 

رؤية‭ ‬تقييمية

ـ‭ ‬إجمالا،‭ ‬فإن‭ ‬نتائج‭ ‬الاستبيان‭ ‬إيجابية‭ ‬وتعكس‭ ‬مدى‭ ‬تمسك‭ ‬المجتمع‭ ‬بدينه‭ ‬وشعائره‭ ‬وقيمه‭ ‬وأخلاقه‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬والأحوال‭.‬

ـ‭ ‬الأسرة‭ ‬بخير‭ ‬والعلاقة‭ ‬الأسرية‭ ‬ستظل‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة،‭ ‬فالاجتماع‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الصلوات‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬لخمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬وقوة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يقويها‭ ‬ويدعمها‭ ‬ويحافظ‭ ‬عليها‭.‬

‭- ‬لرب‭ ‬الأسرة‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬ثوابت‭ ‬الدين‭ ‬وسلوكياته‭ ‬في‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة،‭ ‬وتوفر‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬فرصا‭ ‬جيدا‭ ‬لاستثمار‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭ ‬الأطول‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تجمع‭ ‬الأسرة‭.‬

لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬الدينية‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬إليه‭ ‬الجميع،‭ ‬فالمرسل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتقي‭ ‬الله‭ ‬فيما‭ ‬يقوله‭ ‬وينقله‭ ‬وأن‭ ‬يدقق‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬العلمية‭ ‬والدينية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنتشر‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬والمستقبل‭ ‬منة‭ ‬ناحيته‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يحسن‭ ‬اختيار‭ ‬من‭ ‬يستمع‭ ‬إليه‭ ‬وينقل‭ ‬عنه؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تشيع‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬تتنافى‭ ‬مع‭ ‬صحيح‭ ‬الدين‭.‬

ـ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬دور‭ ‬أقوى‭ ‬في‭ ‬التثقيف‭ ‬والتوعية‭ ‬الدينية‭ ‬لتتفوق‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬قيمة‭ ‬ودقيقة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يروج‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬وآراء‭ ‬غير‭ ‬سليمة‭ ‬وتثير‭ ‬البلبلة،‭ ‬ويمكن‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نزيد‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬وننوع‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تقديمها‭ ‬للمشاهد‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬جاذبة‭ ‬له‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬إشباع‭ ‬نهمه‭ ‬للمعرفة‭ ‬الدينية‭ ‬الصحيحة‭.‬

ـ‭ ‬لخطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬الجميع،‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التعلق‭ ‬بهذه‭ ‬الشعيرة،‭ ‬ومن‭ ‬الخطب‭ ‬التي‭ ‬تبث،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬استمرارها‭.‬

ـ‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬رغم‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬والذي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بالإقبال‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الخيرية‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬وتنوع‭ ‬من‭ ‬برامجها‭ ‬وتبدع‭ ‬في‭ ‬طرقها‭ ‬وأساليبها‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬التطوع‭ ‬والتبرع‭ ‬والإسهام‭.‬