تأييد سجن شاب 15 سنة قتل والده بقلالي

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬طعن‭ ‬شاب‭ ‬قتل‭ ‬والده‭ ‬عبر‭ ‬طعنه‭ ‬بسكينتين‭ ‬بمنزلهم‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬قلالي،‭ ‬حال‭ ‬كونه‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬المواد‭ ‬المؤثرة‭ ‬عقليا،‭ ‬إذ‭ ‬قبلت‭ ‬طعنه‭ ‬شكلا‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬رفضته‭ ‬موضوعا،‭ ‬وأيدت‭ ‬معاقبته‭ ‬بالسجن‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬عليه،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬ثبتت‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬تصرفاته‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬تاريخا‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬بأنواعها‭.‬

وكانت‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬الشاب‭ ‬للمحاكمة‭ ‬بعدما‭ ‬أسندت‭ ‬إليه‭ ‬تهمة‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬2017،‭ ‬أولا‭: ‬قتل‭ ‬عمدا‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ (‬والده‭) ‬بأن‭ ‬وجه‭ ‬له‭ ‬طعنتين‭ ‬في‭ ‬جسده،‭ ‬قاصدا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إزهاق‭ ‬روحه،‭ ‬فأحدث‭ ‬به‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياته‭.‬

ثانيا‭: ‬حاز‭ ‬وأحرز‭ ‬بقصد‭ ‬التعاطي‭ ‬مادة‭ ‬“الكودايين”‭ ‬المخدرة‭ ‬وكذلك‭ ‬مؤثرا‭ ‬عقليا‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الأحوال‭ ‬المرخص‭ ‬بها‭ ‬قانونا‭.‬

وتعود‭ ‬التفاصيل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أبلغت‭ ‬به‭ ‬بنت‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الشرطة،‭ ‬والتي‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬شقيقها‭ ‬ووالدها‭ ‬تشاجرا‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وأن‭ ‬المشاجرة‭ ‬انتهت‭ ‬بعدما‭ ‬قام‭ ‬شقيقها‭ ‬بتوجيه‭ ‬طعنة‭ ‬إلى‭ ‬صدر‭ ‬والدها،‭ ‬وأنه‭ ‬بعدما‭ ‬طلبت‭ ‬الإسعاف‭ ‬لوالدها‭ ‬لمداركته‭ ‬بالعلاج‭ ‬اللازم‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وخلال‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬وصولة‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭.‬

وثبت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقرير‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬أن‭ ‬الطعنه‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬الأب‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬نفذت‭ ‬إلى‭ ‬أسفل‭ ‬أحد‭ ‬الأضلاع‭ ‬واستقرت‭ ‬في‭ ‬رئته،‭ ‬ما‭ ‬تسببت‭ ‬بنزيف‭ ‬داخلي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاته‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬الابن‭ ‬الجاني‭ ‬اعترف‭ ‬بما‭ ‬نسب‭ ‬إليه،‭ ‬وقرر‭ ‬أنه‭ ‬وحال‭ ‬كونه‭ ‬بحالة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬مدمن‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬“الستوب”‭ ‬من‭ ‬قرابة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يقصد‭ ‬قتل‭ ‬والده،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتعالج‭ ‬من‭ ‬إدمانه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬النفسي،‭ ‬كما‭ ‬وتصرف‭ ‬له‭ ‬الأدوية‭ ‬اللازمة‭ ‬لمعالجته‭ ‬من‭ ‬الإدمان‭ ‬عليها‭.‬

وقرر‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬ونتيجة‭ ‬إلى‭ ‬كونه‭ ‬متعاطيا‭ ‬لتلك‭ ‬المادة‭ ‬المخدرة‭ ‬المذكورة،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬سماع‭ ‬لوم‭ ‬والده‭ ‬له‭ ‬بعدما‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬غرفته‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تخدير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المادة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ادعى‭ ‬أن‭ ‬والده‭ ‬وجه‭ ‬له‭ ‬ألفاظا‭ ‬لا‭ ‬يقبلها‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سكر‭ ‬بذلك‭ ‬الحين‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬شقيقه‭ ‬كان‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬والده‭ ‬ويستفزه‭ ‬بواسطة‭ ‬ابتساماته‭ ‬وإخراج‭ ‬لسانه‭ ‬عليه،‭ ‬وحينها‭ ‬فقد‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬أفعاله‭ ‬ودفع‭ ‬والده‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شقيقه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬والدهما‭.‬

وأفاد‭ ‬بأنه‭ ‬وعقب‭ ‬ذلك‭ ‬الموقف‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬المطبخ‭ ‬ليجلب‭ ‬علبة‭ ‬فلفل‭ ‬مطحون‭ ‬خاصة‭ ‬بالطبخ،‭ ‬والتي‭ ‬رماها‭ ‬ناحية‭ ‬والده‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تصبه،‭ ‬فرجع‭ ‬مجددا‭ ‬للمطبخ‭ ‬لكنه‭ ‬عاد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬عدد‭ ‬اثنتين‭ ‬من‭ ‬السكاكين‭ ‬الصغيرة‭ ‬الحجم،‭ ‬والمخصصتان‭ ‬لتقطيع‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضروات،‭ ‬وأمسكهما‭ ‬بواسطة‭ ‬يد‭ ‬واحدة‭ ‬بحيث‭ ‬كانت‭ ‬إحداهما‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬الأخرى،‭ ‬فلحق‭ ‬بشقيقه‭ ‬الذي‭ ‬استفزه‭ ‬وهو‭ ‬يلوّح‭ ‬بتلك‭ ‬السكينين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬والده‭ ‬اعترض‭ ‬طريقه‭ ‬وتفاجأ‭ ‬بأنهما‭ ‬انغرستا‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬والده‭ ‬فسحبها‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ضربة‭ ‬ثانية‭ ‬قاصدا‭ ‬شقيقه‭ ‬مجددا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬تعرّض‭ ‬عليها‭ ‬ثانية‭ ‬هو‭ ‬والده‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬ظهره‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬وعبّر‭ ‬الشاب‭ ‬عن‭ ‬ندمه‭ ‬عما‭ ‬اقترفته‭ ‬يداه،‭ ‬وأنه‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬عائلته‭ ‬أن‭ ‬تسامحه‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬وكيل‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بنيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬حمد‭ ‬القلاف،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬صرّح‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2017،‭ ‬بأن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تلقت‭ ‬إخطارا‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬سماهيج‭ ‬بورود‭ ‬بلاغ‭ ‬لغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسة،‭ ‬مفاده‭ ‬قيام‭ ‬شخص‭ ‬“31‭ ‬سنة”‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬والده‭ ‬“59‭ ‬سنة”‭ ‬بواسطة‭ ‬سكين،‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬له‭ ‬طعنتين‭ ‬إحداهما‭ ‬في‭ ‬الصدر‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬الظهر،‭ ‬وأنه‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭.‬

وعليه،‭ ‬بادرت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬فورا‭ ‬بمباشرة‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭ ‬بالانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬ومعاينة‭ ‬جثة‭ ‬المتوفى‭ ‬وندبت‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬للكشف‭ ‬على‭ ‬الجثة‭ ‬لبيان‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة،‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬جرح‭ ‬نافذ‭ ‬في‭ ‬الصدر،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬وانتدبت‭ ‬خبراء‭ ‬الأدلة‭ ‬المادية‭ ‬لرفع‭ ‬الآثار‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬التحقيق‭.‬

واستكملت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التحقيقات‭ ‬بسماع‭ ‬أقوال‭ ‬الشهود‭ ‬واستجواب‭ ‬المتهم‭ ‬والذي‭ ‬اعترف‭ ‬بقيامه‭ ‬بتسديد‭ ‬الطعنات‭ ‬إلى‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وعمل‭ ‬الدلالة‭ ‬التصويرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالواقعة‭ ‬رفقة‭ ‬المتهم،‭ ‬ووجهت‭ ‬له‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تهمة‭ ‬القتل‭ ‬العمد‭.‬