سوالف

التكفيريون... رجال عصابات ومرتزقة والربح الرخيص

| أسامة الماجد

لقد‭ ‬وجه‭ ‬مسلسل‭ ‬“الاختيار”‭ ‬للنجم‭ ‬أمير‭ ‬كرارة،‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬للإرهابيين‭ ‬والتكفيريين‭ ‬وأصحاب‭ ‬الفتاوى‭ ‬المنحرفة‭ ‬المؤيدة‭ ‬للقتل‭ ‬والتخريب،‭ ‬والذين‭ ‬يستعرضون‭ ‬عضلات‭ ‬حراكهم‭ ‬الإرهابي‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬عبر‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬والأفعال‭ ‬الجبانة،‭ ‬وقد‭ ‬عانت‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬التكفيريين‭ ‬وزعمائهم‭ ‬من‭ ‬أرباب‭ ‬الفكر‭ ‬المنحرف‭ ‬ومواقفهم‭ ‬الكاذبة‭ ‬وتحريفهم‭ ‬دين‭ ‬الله‭ ‬عبر‭ ‬البيانات‭ ‬والفتاوى‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬مدنيين‭ ‬وعسكريين،‭ ‬والأموال‭ ‬والممتلكات،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬وقفت‭ ‬لهم‭ ‬بالمرصاد‭ ‬وضربت‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬وكشفت‭ ‬مخططاتهم‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬أنفسهم‭ ‬أداة‭ ‬لتشويه‭ ‬الإسلام‭ ‬والعبث‭ ‬بأمن‭ ‬البلاد‭ ‬وانتهاك‭ ‬حرمات‭ ‬الآمنين‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬دعاوى‭ ‬باطلة‭ ‬وأفكار‭ ‬منحرفة‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حكمة‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬آيات‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬حين‭ ‬دعت‭ ‬الطوائف‭ ‬المختلفة‭ ‬إلى‭ ‬الالتقاء‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬معين،‭ ‬وحين‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬أن‭ ‬يتعايشوا‭ ‬سلميا‭ ‬مع‭ ‬الطوائف‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬بالأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬حيث‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬التقاء‭ ‬الطوائف‭ ‬جميعها‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الإسلام‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬التوحيد‭ ‬والتوحيد‭ ‬ليس‭ ‬غيره،‭ ‬ويعني‭ ‬توحيد‭ ‬العبادة،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬“قل‭ ‬يا‭ ‬أهل‭ ‬الكتاب‭ ‬تعالوا‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬بيننا‭ ‬وبينكم‭ ‬ألا‭ ‬نعبد‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬نشرك‭ ‬به‭ ‬شيئا‭ ‬ولا‭ ‬يتخذ‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضا‭ ‬أربابا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬فإن‭ ‬تولوا‭ ‬فقولوا‭ ‬اشهدوا‭ ‬بأنا‭ ‬مسلمون”،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬التعايش‭ ‬اجتماعيا‭... ‬لكن‭ ‬أولئك‭ ‬التكفيريون‭ ‬لا‭ ‬يعترفون‭ ‬أصلا‭ ‬بحدود‭ ‬الله‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يخالفهم‭ ‬الرأي‭ ‬يطلقون‭ ‬عليهم‭ ‬“الطواغيت”‭ ‬ولديهم‭ ‬أفكار‭ ‬شاذة‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬الإسلام‭ ‬والأحكام‭ ‬الشرعية‭ ‬والتلاعب‭ ‬بالعقيدة‭. ‬

لو‭ ‬قلت‭ ‬لأحد‭ ‬أولئك‭ ‬الأغبياء‭ ‬إن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬حافل‭ ‬بآيات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬تحريم‭ ‬القتل‭ ‬بغير‭ ‬الحق‭ ‬ومنع‭ ‬الاعتداء،‭ ‬والإسلام‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬حرمة‭ ‬قتل‭ ‬النفس‭ ‬ووضع‭ ‬الأحكام‭ ‬والقواعد‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬عليها،‭ ‬لنظر‭ ‬إليك‭ ‬بجهل‭ ‬وردد‭ ‬كلمتهم‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬يقولونها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬“إنها‭ ‬الفتنة‭ ‬الكبرى”،‭ ‬فالتكفيريون‭ ‬أغبياء‭ ‬ورجال‭ ‬عصابات‭ ‬ومعروفون‭ ‬بالإفلاس‭ ‬العقائدي،‭ ‬والإسلام‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬أمثالهم،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يقولونه‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬الدينية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬بعث‭ ‬القوة‭ ‬وبث‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬الأمة‭ ‬مجرد‭ ‬أكاذيب‭ ‬وخزعبلات،‭ ‬فهم‭ ‬مجرد‭ ‬مرتزقة‭ ‬وأصحاب‭ ‬دعاوى‭ ‬مزيفة‭ ‬والربح‭ ‬الرخيص‭.‬