تعليق المراكز الاجتماعية بسبب “كورونا” يعطل الزيارات

جناحي: حاضنات يمنعن الآباء من رؤية أطفالهم حتى “عن بُعد”

| إبراهيم النهام

قالت‭ ‬محامية‭ ‬قضايا‭ ‬الشرع‭ ‬فوزية‭ ‬جناحي‭ ‬إن‭ ‬هنالك‭ ‬تعطيلا‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬الأطفال‭ (‬بحالات‭ ‬الطلاق‭)‬،‭ ‬بسبب‭ ‬التعليق‭ ‬الحاصل‭ ‬بالمراكز‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬احترازاً‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬موضحة‭ ‬بأن‭ ‬بعض‭ ‬الحاضنين‭ ‬يتعمدون‭ ‬الكيد‭ ‬بشركائهم‭ ‬السابقين‭ ‬عبر‭ ‬منع‭ ‬رؤيتهم‭ ‬لأطفالهم،‭ ‬أو‭ ‬تأخيرها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭.‬

وأوضحت‭ ‬جناحي‭ ‬في‭ ‬تصريحها‭ ‬للـ‭(‬البلاد‭) ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتزايدة‭ ‬ومرصودة،‭ ‬يمنع‭ ‬بها‭ ‬الحاضن‭ (‬أب‭ ‬أو‭ ‬أم‭) ‬من‭ ‬تسليم‭ ‬الأطفال‭ ‬للآخر،‭ ‬وبأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيستمر‭ ‬حتى‭ ‬يعاد‭ ‬فتح‭ ‬المراكز‭ ‬مجدداً،‭ ‬ومنهم‭  -‬والحديث‭ ‬لجناحي‭- ‬من‭ ‬أقفل‭ ‬تلفوناته‭ ‬أو‭ ‬نفذ‭ ‬خاصية‭ (‬البلوك‭) ‬لشريكه‭ ‬السابق‭.‬

وتابعت‭: ‬“تعثر‭ ‬رؤية‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬الأب‭ ‬لأطفاله‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬أمر‭ ‬سيئ‭ ‬وبه‭ ‬ضرر‭ ‬فادح،‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة،‭ ‬سواء‭ ‬الجدة‭ ‬أو‭ ‬الجد،‭ ‬أو‭ ‬غيرهم،‭ ‬والأطفال‭ ‬أول‭ ‬المتضررين‭ ‬هنا،‭ ‬خصوصاً‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬النفسي”‭.‬

وأكملت‭ ‬جناحي‭: ‬“أدعو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬الأطفال‭ ‬ذويهم‭ (‬عن‭ ‬بعد‭) ‬عبر‭ ‬التطبيقات‭ ‬الذكية‭ ‬المُختلفة،‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬الحاضنين‭ ‬يرفضون‭ ‬أي‭ ‬حلول‭ ‬تطرح‭ ‬عن‭ ‬عمد،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يزداد‭ ‬صعوبة‭ ‬مع‭ (‬بُعد‭) ‬موعد‭ ‬جلسات‭ ‬الرؤية‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬وتأخرها،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تُصنف‭ ‬بالمستعجلة”‭.‬

وأردفت‭: ‬“مكتب‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬والذي‭ ‬يعاني‭ ‬أخيراً‭ ‬من‭ ‬ضغط‭ ‬شديد،‭ ‬وتأخر‭ ‬في‭ ‬المواعيد،‭ ‬مدعو‭ ‬أيضاً‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬بتنظيم‭ ‬موضوع‭ (‬الرؤية‭) ‬أو‭ ‬الزيارة،‭ ‬قبل‭ ‬ذهاب‭ ‬القضية‭ ‬للمحكمة”‭.‬

واستدركت‭ ‬قائلة‭ ‬“مرَّ‭ ‬علي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬لحاضنات،‭ ‬لا‭ ‬يجلسن‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬ويفضلن‭ ‬بقاء‭ ‬الأولاد‭ ‬لوحدهم‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الخادمة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يخرجوا‭ ‬مع‭ ‬الأب‭ ‬كيداً‭ ‬به،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬معرفتهم‭ ‬بأن‭ ‬القضايا‭ ‬الشبيهة‭ ‬تتأخر‭ ‬بالمحاكم،‭ ‬وبأن‭ ‬لا‭ ‬ضرر‭ ‬قانوني‭ ‬مباشر‭ ‬عليهم”‭.‬

في‭ ‬الأثناء،‭ ‬دعت‭ ‬جناحي‭ ‬لسن‭ ‬قانون‭ ‬سريع،‭ ‬توضع‭ ‬خلاله‭ ‬آليات‭ ‬واضحة‭ ‬ومرنة،‭ ‬تسمح‭ ‬للطرف‭ ‬غير‭ ‬الحاضن‭ ‬بضمان‭ ‬رؤية‭ ‬أطفاله‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬ومنتظم،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المتغيرات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعصف‭ ‬بالبلد‭ ‬أو‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬بذلك‭ ‬ضماناً‭ ‬لحقوق‭ ‬الأطراف‭ ‬كلهم،‭ ‬أولهم‭ ‬الأطفال‭. ‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬حلحلة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬والذي‭ ‬يدمر‭ ‬نفسيات‭ ‬الأطفال‭ ‬قبل‭ ‬غيرهم،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬الحاضنين‭ ‬اللذين‭ ‬يتعمدون‭ ‬وضع‭ ‬العثرات‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الأب‭ ‬لأولاده،‭ ‬أو‭ ‬العكس‭.‬