ضحكا عليها واستغلا جواز سفرها في لجوء عربية إلى “لندن”

أرادت التخلص من زوجته الأولى فتسببت بسجنهم 5 سنوات

| عباس إبراهيم

قررت‭ ‬سيدة‭ ‬متزوجة‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬بعد‭ ‬علاقة‭ ‬عاطفية‭ ‬استمرت‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬أن‭ ‬تتخلص‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬بإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬بلادها،‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬والزوج‭ ‬يحملان‭ ‬جنسية‭ ‬عربية،‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬هي‭ ‬وزوجها‭ ‬وأولاده‭ ‬مع‭ ‬أولاد‭ ‬الزوجة‭ ‬الأولى،‭ ‬بحيث‭ ‬يحجز‭ ‬للأولى‭ ‬تذكرة‭ ‬سفر‭ ‬إلى‭ ‬بلادهما؛‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تزر‭ ‬أهلها‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬ويغافلونها‭ ‬حتى‭ ‬تركب‭ ‬الطائرة‭ ‬لوحدها‭ ‬ويسافرون‭ ‬دونها‭ ‬إلى‭ ‬“لندن”،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خطتها‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل‭ ‬حيث‭ ‬سافر‭ ‬الزوج‭ ‬وزوجته‭ ‬الأولى‭ ‬وأولادهما‭ ‬وتركوها‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بعدما‭ ‬ضحكوا‭ ‬عليها‭ ‬وأخذ‭ ‬منها‭ ‬الزوج‭ ‬جواز‭ ‬سفرها‭ ‬الخليجي‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬إدخال‭ ‬زوجته‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بواسطته‭ ‬نظرا‭ ‬للشبه‭ ‬الكبير‭ ‬بينهما‭.‬

وبعد‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الزوجة‭ ‬الخليجية‭ ‬والزوج‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭ ‬هاربة‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬استقرت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البلاد،‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المتهمين‭ ‬الثلاثة‭ ‬بسجن‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬بإبعادهم‭ ‬نائيا‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬المقضي‭ ‬بها،‭ ‬لتزويرهما‭ ‬هوية‭ ‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭ ‬واستعمالهم‭ ‬لجواز‭ ‬سفر‭ ‬الثانية‭ ‬لتسافر‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭.‬

وفي‭ ‬التحقيقات‭ ‬ذكرت‭ ‬الزوجة‭ ‬الخليجية‭ -‬المتهمة‭ ‬الثانية‭- ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬عاطفية‭ ‬استمرت‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬بزوجها‭ -‬المتهم‭ ‬الأول‭- ‬قبل‭ ‬زواجه‭ ‬بالمتهمة‭ ‬الثالثة،‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬أبلغها‭ ‬أنه‭ ‬مجبر‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬خالته‭ ‬بسبب‭ ‬والدته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زواجهما‭ ‬فعلا،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬وزوجها‭ ‬لم‭ ‬تنقطع‭ ‬علاقتهما‭ ‬أبدا‭ ‬حتى‭ ‬تزوجته‭ ‬قبل‭ ‬حوالي‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬اقترح‭ ‬عليها‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬لتغيير‭ ‬جو‭ ‬ولمدة‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد،‭ ‬فوافقت،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬ستتوجه‭ ‬إلى‭ ‬ببلدهما‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬عائلتها‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬وأنهم‭ ‬سيتوجهون‭ ‬جميعا‭ ‬للمطار‭ ‬بسيارة‭ ‬واحدة،‭ ‬وسيدعي‭ ‬لزوجته‭ ‬الأولى‭ ‬أنها‭ ‬زوجة‭ ‬صديقه‭ ‬وستسافر‭ ‬وأنه‭ ‬سيوصلها‭ ‬معهم‭ ‬إلى‭ ‬المطار‭.‬

فصدقت‭ ‬الثانية‭ ‬ادعاء‭ ‬زوجها‭ ‬وبالفعل‭ ‬توجهوا‭ ‬للمطار‭ ‬بيوم‭ ‬الواقعة‭ ‬لتوصيل‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رحلتها،‭ ‬وبعدها‭ ‬يسافران‭ ‬مع‭ ‬أولاده‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬وفي‭ ‬المطار‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تنتظره‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المسافرين‭ ‬حتى‭ ‬ينتهي‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬سفر‭ ‬زوجته،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬جواز‭ ‬سفرها‭ ‬مدعيا‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬سينهي‭ ‬إجراءات‭ ‬سفرهما‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬انتظرت‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬وهي‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬هاتفها‭ ‬النقال‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬زوجها،‭ ‬لكن‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬فقدت‭ ‬الأمل‭ ‬غادرت‭ ‬مبنى‭ ‬المطار‭ ‬وظلت‭ ‬في‭ ‬سيارتها‭ ‬تبكي‭ ‬بعدما‭ ‬اكتشفت‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬ضحى‭ ‬بها‭ ‬وغادر‭ ‬برفقة‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬وبناته‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬مستغلا‭ ‬جواز‭ ‬سفرها‭ ‬لتسفير‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى،‭ ‬مدعية‭ ‬عدم‭ ‬معرفتها‭ ‬سبب‭ ‬ذلك،‭ ‬فقررت‭ ‬الرجوع‭ ‬لبلادها‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬قادت‭ ‬السيارة‭ ‬وتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬وعندما‭ ‬قدمت‭ ‬لموظف‭ ‬الجوازات‭ ‬بطاقة‭ ‬هويتها‭ ‬أخبرها‭ ‬ضابط‭ ‬الجمارك‭ ‬أنها‭ ‬دخلت‭ ‬البحرين‭ ‬بجواز‭ ‬سفرها،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كذبت‭ ‬عليه‭ ‬بالقول‭ ‬أنه‭ ‬ضائع،‭ ‬فتم‭ ‬الاستعلام‭ ‬من‭ ‬المطار،‭ ‬والذي‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموظفين‭ ‬هناك‭ ‬أن‭ ‬جواز‭ ‬سفرها‭ ‬تم‭ ‬استعماله‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬سفر‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬كذب‭ ‬أقوالها‭ ‬ظهر‭ ‬عندما‭ ‬شهد‭ ‬أحد‭ ‬ضباط‭ ‬الجمارك،‭ ‬والذي‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬اعترفت‭ ‬لهم‭ ‬أنها‭ ‬اتفقت‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬على‭ ‬سفره‭ ‬وزوجته‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬لأن‭ ‬زوجته‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬هناك‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيها،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬جواز‭ ‬سفرها‭ ‬لا‭ ‬يمنحها‭ ‬الحق‭ ‬بدخول‭ ‬أراضي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والجواز‭ ‬الخليجي‭ ‬وسيلة‭ ‬سهلة‭ ‬للدخول‭.‬

فأحالتهم‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬ارتكبوا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬المتهمون‭ ‬جميعا‭: ‬اشتركوا‭ ‬بطريق‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬مع‭ ‬موظف‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬بيانات‭ ‬وسيلة‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬تخص‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إظهار‭ ‬بيانات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بيانات‭ ‬صحيحة‭ ‬وذلك‭ ‬بنية‭ ‬استعمالها‭ ‬كبيانات‭ ‬صحيحة‭ ‬بأن‭ ‬اتفق‭ ‬المتهمون‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭ ‬لجواز‭ ‬سفر‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬الخليجي‭ ‬وتقديمه‭ ‬لموظف‭ ‬شؤون‭ ‬الجوازات‭ ‬بمطار‭ ‬البحرين‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬وتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭.‬

ثانيا‭: ‬المتهمان‭ ‬الأول‭ ‬والثالثة‭: ‬استعملا‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬خليجي‭ ‬صحيح‭ ‬خاص‭ ‬بالمتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬وقدمه‭ ‬لموظف‭ ‬الجوازات‭ ‬لتتمكن‭ ‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬السفر،‭ ‬كما‭ ‬خالفا‭ ‬تعليمات‭ ‬قانون‭ ‬الهجرة‭ ‬بأن‭ ‬قدما‭ ‬للموظف‭ ‬المختص‭ ‬بيانات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬تخص‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭.‬

ثالثا‭: ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭: ‬اشتركت‭ ‬مع‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثالثة‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬محرر‭ ‬صحيح‭ ‬بأن‭ ‬اتفقت‭ ‬مع‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬جواز‭ ‬سفرها‭ ‬لمساعدة‭ ‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬وتسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬البحرين‭.‬