إحاطة المتهم بمجريات الجلسة وتمكينه من إبداء دفاعه

البدء في تطبيق نظام النقل الأثيري للمحاكمة الجنائية عن بُعد

| المنامة - بنا

أعلن‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬فضل‭ ‬البوعينين‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬النقل‭ ‬الأثيري‭ ‬للتحقيق‭ ‬والمحاكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬‭(‬7‭) ‬لسنة‭ ‬2020‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬بين‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء،‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف،‭ ‬وذلك‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التطور‭ ‬المستمر‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬قطاع‭ ‬العدالة‭.‬

ونوه‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بأهمية‭ ‬التعديلات‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬مواكبة‭ ‬للاتجاهات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية،‭ ‬والهادفة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬أكثر‭ ‬يسرًا‭ ‬لإجراءات‭ ‬التحقيق‭ ‬والمحاكمة‭ ‬لجميع‭ ‬أطراف‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية،‭ ‬عبر‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬التقنية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الإخلال‭ ‬بمقتضيات‭ ‬المحاكمة‭ ‬العادلة‭ ‬ودون‭ ‬مساسٍ‭ ‬بحقوق‭ ‬الدفاع‭ ‬أو‭ ‬بالضمانات‭ ‬المقررة‭ ‬قانونا،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬متطلبات‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬الذي‭ ‬أجاز‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬خيار‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬النقل‭ ‬الأثيري‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬ارتأت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬ذلك‭ ‬عند‭ ‬ممارستها‭ ‬اختصاصاتها،‭ ‬وللمحكمة‭ ‬أثناء‭ ‬مباشرة‭ ‬إجراءاتها‭ ‬الاستعانة‭ ‬بوسائل‭ ‬النقل‭ ‬الأثيري‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬لسلطة‭ ‬وتقدير‭ ‬المحكمة‭ ‬وإشرافها‭ ‬الكامل‭.‬

‭ ‬وأردف‭ ‬بأن‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬وما‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬أحكامه‭ ‬من‭ ‬تعديلات‭ ‬مؤخرا‭ ‬قد‭ ‬نظم‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬المُحاكمات‭ ‬الجنائية،‭ ‬حيث‭ ‬أجاز‭ ‬للمحكمة‭ ‬مُباشرة‭ ‬إجراءات‭ ‬المحاكمة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬وفق‭ ‬ضمانات‭ ‬قانونية‭ ‬وإجرائية‭ ‬كاملة‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لحقوق‭ ‬الدفاع‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬الضمانات‭ ‬المقررة‭ ‬قانونا،‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬مرهون‭ ‬بسلطة‭ ‬المحكمة‭ ‬التقديرية‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬إجراء‭ ‬المحاكمة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬ترتئيه‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬ومبررات‭ ‬وتبعا‭ ‬لطبيعة‭ ‬الدعوى‭ ‬والظروف‭ ‬الواقعية‭ ‬والمادية‭ ‬حينئذ،‭ ‬سواءً‭ ‬المحيطة‭ ‬بالشاهد‭ ‬أو‭ ‬المتهم‭ ‬أو‭ ‬الظروف‭ ‬الخارجية‭ ‬الأخرى،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬غير‭ ‬ملزم‭ ‬بالمثول‭ ‬شخصيا‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬متروك‭ ‬للمحكمة‭ ‬وحدها‭ ‬لتقدر‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬إجراء‭ ‬المحاكمة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬في‭ ‬الأحوال‭ ‬التي‭ ‬تقتضي‭ ‬ذلك،‭ ‬كما‭ ‬منح‭ ‬المحكمة‭ ‬سلطة‭ ‬جوازية‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬النقل‭ ‬الأثيري‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬في‭ ‬سماع‭ ‬الشهود‭ ‬عند‭ ‬توافر‭ ‬أسباب‭ ‬محددة‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬حصرا‭.‬

وأكد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬التقنيات‭ ‬السمعية‭ ‬والبصرية‭ ‬للنقل‭ ‬الأثيري‭ ‬المعتمدة‭ ‬تتضمن‭ ‬جميع‭ ‬الضمانات‭ ‬المقررة‭ ‬للمتهم،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬تُمكن‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬الصورة‭ ‬والصوت‭ ‬أثيريا‭ ‬إلى‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬نقل‭ ‬مجريات‭ ‬المحاكمة‭ ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬بقاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬صوتيا‭ ‬ومرئيا‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الموجود‭ ‬فيه‭ ‬المتهم‭ ‬أو‭ ‬الشاهد،‭ ‬والتي‭ ‬تجعل‭ ‬المحكمة‭ ‬والمتهم‭ ‬والشاهد‭ ‬والدفاع‭ ‬وكذلك‭ ‬الحضور‭ ‬بقاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬محيطين‭ ‬تماما‭ ‬بالإجراءات‭ ‬والأدلة‭ ‬المقدمة‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يبدى‭ ‬من‭ ‬أقوال‭ ‬ودفاع‭ ‬وما‭ ‬تقرره‭ ‬المحكمة‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬وتصدره‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬وأحكام،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬بريء‭ ‬حتى‭ ‬تثبت‭ ‬إدانته‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬تؤمن‭ ‬له‭ ‬فيها‭ ‬الضمانات‭ ‬الضرورية‭ ‬لممارسة‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقنيات‭ ‬التواصل‭ ‬البصري‭ ‬والسمعي‭ ‬توفر‭ ‬الضوابط‭ ‬والضمانات‭ ‬القانونية‭ ‬والإجرائية‭ ‬الواجب‭ ‬تحققها‭ ‬في‭ ‬الإجراءات‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬علنية‭ ‬المحاكمة،‭ ‬والشفهية،‭ ‬والتدوين،‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمحام،‭ ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬الخصوم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬المتهم‭ ‬ودفاعه‭ ‬في‭ ‬تفنيد‭ ‬أدلة‭ ‬الاتهام‭ ‬ومناقشة‭ ‬الشهود،‭ ‬وتمكين‭ ‬المتهم‭ ‬ومحاميه‭ ‬من‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬المقدمة‭ ‬ضده،‭ ‬ومن‭ ‬سماع‭ ‬الشهود‭ ‬وسؤالهم،‭ ‬وإبداء‭ ‬طلباته‭ ‬ودفوعه،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬سماع‭ ‬الشاهد‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬فسيكون‭ ‬للمتهم‭ ‬سماع‭ ‬شهادته‭ ‬وتوجيه‭ ‬الأسئلة‭ ‬إليه،‭ ‬وذلك‭ ‬جميعه‭ ‬تحت‭ ‬بصر‭ ‬ورقابة‭ ‬المحكمة،‭ ‬كما‭ ‬يتاح‭ ‬للجمهور‭ ‬الحاضرين‭ ‬بقاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬الاطلاع‭ ‬ومتابعة‭ ‬مجريات‭ ‬المحاكمة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وعبر‭ ‬وسائل‭ ‬التقنية‭ ‬البصرية‭ ‬والسمعية‭ ‬المزودة‭ ‬بها‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة‭.‬

وحول‭ ‬الضمانات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمكان‭ ‬المخصص‭ ‬للنقل‭ ‬الأثيري‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬قال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬لقاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬وجزءٌ‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬منها،‭ ‬وذلك‭ ‬بموجب‭ ‬القانون،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬المحكمة‭ ‬وسلطتها،‭ ‬وستكون‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬إجراءات‭ ‬المحاكمة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬تحت‭ ‬بصر‭ ‬المحكمة‭ ‬بما‭ ‬يتحقق‭ ‬معه‭ ‬كافة‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬للمتهم‭ ‬أو‭ ‬الشاهد‭ ‬بأن‭ ‬يدليا‭ ‬بأقوالهما‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬تامة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حضور‭ ‬محام‭ ‬المتهم‭ ‬سواء‭ ‬مرافقا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة،‭ ‬كما‭ ‬سيكون‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬كضمانة‭ ‬أساسية‭ ‬للمحاكمة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬حسبما‭ ‬أوجب‭ ‬القانون،‭ ‬إذ‭ ‬سيتولى‭ ‬ضبط‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لكفالة‭ ‬حُسن‭ ‬سير‭ ‬المحاكمة‭ ‬وانتظامها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭.‬        

وذكر‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬التقني‭ ‬ووسائله‭ ‬البصرية‭ ‬والسمعية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬وامتدادها‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬المتهم‭ ‬تُمكن‭ ‬القاضي‭ ‬من‭ ‬مشاهدة‭ ‬المتهم‭ ‬وسماعه‭ ‬بكل‭ ‬وضوح،‭ ‬ومواجهته‭ ‬بكافة‭ ‬أنواع‭ ‬الأدلة،‭ ‬كما‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬الإحاطة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬فيه‭ ‬المتهم،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬يتمكن‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬التقنيات‭ ‬والأجهزة‭ ‬من‭ ‬مشاهدة‭ ‬القاضي‭ ‬وسماعه‭ ‬ومشاهدة‭ ‬وسماع‭ ‬الموجودين‭ ‬بقاعة‭ ‬المحكمة،‭ ‬وسيكون‭ ‬المتهم‭ ‬بهذه‭ ‬مُطلعا‭ ‬على‭ ‬مجريات‭ ‬المحاكمة‭ ‬وقادرا‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬طلباته‭ ‬وإبداء‭ ‬دفاعه‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬دراسة‭ ‬مستفيضة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬المتراكمة‭ ‬والنماذج‭ ‬التي‭ ‬طبقت‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬المتطورة‭ ‬مثل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأيرلندا،‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭.‬