مجمع “ 1016” يغرق بفوضى المخلفات ونقص الخدمات

| إبراهيم النهام | تصوير رسول الحجيري

بدا‭ ‬مجمع‭ ( ‬1016‭ ) ‬بمدينة‭ ‬حمد،‭ ‬بالدوار‭ ‬الثاني‭ ‬تحديدا،‭ ‬بحالة‭ ‬منفصلة‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬المتحضر‭ ‬والمتمدن‭ ‬للبلد،‭ ‬وكأن‭ ‬له‭ ‬قوانينه‭ ‬وأجواؤه‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والإهمال‭ ‬ونقص‭ ‬الخدمات‭.‬

فالمجمع‭ ‬المذكور،‭ ‬والذي‭ ‬تغلب‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬واسعة‭ ‬منه‭ ‬مشاريع‭ ‬بناء‭ ‬شقق‭ ‬التمليك‭ ‬الخاصة،‭ ‬بمختلف‭ ‬الاحجام‭ ‬والخدمات،‭ ‬يربض‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬قاحلة‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬قوة،‭ ‬والصور‭ ‬بذلك‭ ‬تنطق‭.‬

فعلاوة‭ ‬على‭ ‬غياب‭ ‬شبكة‭ ‬إنارة‭ ‬الشوارع،‭ ‬والتي‭ ‬تتسبب‭ ‬بتحويل‭ ‬المنطقة‭ ‬ليلا‭ ‬إلى‭ ‬بقعة‭ ‬مظلمة‭ ‬وموحشة،‭ ‬منفصلة‭ ‬عن‭ ‬العالم،‭ ‬يلاحظ‭ ‬أيضا‭ ‬الغياب‭ ‬التام‭ ‬لشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تنامي‭ ‬صعود‭ ‬المباني‭ ‬السكنية‭ ‬والتجارية‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬اطرافه‭.‬

الى‭ ‬ذلك،‭ ‬رصدت‭ ‬عدسة‭ ‬“البلاد”‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬دون‭ ‬تتبع‭ ‬ومحاسبة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬البلدية‭ ‬المختصة‭ ‬لا‭ ‬للمقاولين،‭ ‬ولا‭ ‬لأصحاب‭ ‬العقارات‭ ‬نفسها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينبئ‭ ‬بتحول‭ ‬المكان‭ ‬تدريجيا‭ ‬إلى‭ ‬بؤرة‭ ‬لاحتضان‭ ‬الفئران‭ ‬والقوارض‭ ‬والحشرات‭ ‬والكلاب‭ ‬الضالة‭ ‬وغيرها‭.‬

اللافت‭ ‬أيضا،‭ ‬بأن‭ ‬اغلب‭ ‬شوارع‭ ‬المكان،‭ ‬غير‭ ‬مبلطة‭ ‬الأرصفة،‭ ‬وغير‭ ‬مكتملة‭ ‬الرصف،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬علامات‭ ‬تحذيرية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬خاطئ‭ ‬بالتأكيد‭.‬

هذه‭ ‬الشوارع‭ ‬بلا‭ ‬“أرصفة”‭ ‬أو‭ ‬خدمات‭ ‬تكميلية،‭ ‬وانما‭ ‬تركت‭ ‬كالحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب،‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحفر‭ ‬بها،‭ ‬لأسباب‭ ‬مجهولة،‭ ‬إضافة‭ ‬لوجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تسريبات‭ ‬المياه‭ ‬بالشوارع،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بمشكلة‭ ‬تجمعات‭ ‬مائية‭ ‬مزعجة،‭ ‬بعضها‭ ‬آسن‭ ‬وعفن،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬متابعة‭ ‬لإصلاحها،‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬الضرر‭ ‬الناتج‭ ‬عنها‭.‬

ومن‭ ‬الغريب‭ ‬حقا،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المناطق‭ ‬الحديثة‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬الرث‭ ‬من‭ ‬الفوضى،‭ ‬والإهمال،‭ ‬ونقص‭ ‬الخدمات‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬وأمن‭ ‬المكان،‭ ‬وتقدم‭ ‬الخدمات‭ ‬المستحقة‭ ‬لمن‭ ‬سيكونون‭ ‬قاطنين‭ ‬هنا‭.‬