جنبًا إلى جنب في محنتنا... أكفنا مرفوعة للسماء نلتمس الرحمة

فعاليات مجتمعية ودينية: المباركة الملكية لـ “14 مايو” جزء أصيل من تاريخ البحرين

| المنامة - بنا

أجمع‭ ‬نواب‭ ‬وشوريون‭ ‬وحقوقيون‭ ‬ورجال‭ ‬دين‭ ‬من‭ ‬مذاهب‭ ‬ومعتقدات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬البحرين‭ (‬بنا‭)‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمبادرة‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬العالمية‭ ‬يعكس‭ ‬تاريخها‭ ‬وسجلها‭ ‬الحافل‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التضامن‭ ‬الإنساني‭ ‬والتكافل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أديانهم‭ ‬وأعراقهم،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬الدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬والصوم‭ ‬وفعل‭ ‬الخيرات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬عن‭ ‬الجميع‭.‬

تهدئة‭ ‬للخوف‭ ‬

وقال‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬جواد‭ ‬بوحسيّن‭ ‬إن‭ ‬الحث‭ ‬والتشجيع‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬العالمية‭ ‬للدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬والعبادة‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬كريمة،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬نحتذي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬التزود‭ ‬من‭ ‬العبادة‭ ‬والتقرب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف،‭ ‬وهذه‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬أفضل‭ ‬الليالي‭ ‬والأيام‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬ليالي‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر،‭ ‬ليالٍ‭ ‬قد‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬سور‭ ‬الذكر‭ ‬على‭ ‬أكرم‭ ‬هادٍ‭ ‬في‭ ‬ليالي‭ ‬القدر‭ ‬الشريفة‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭.‬

وأضاف‭ ‬بوحسيّن‭ ‬“‭ ‬في‭ ‬الدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬والتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬طمأنينة‭ ‬وتهدئة‭ ‬للخوف‭ ‬والقلق،‭ ‬كالخوف‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المستعصية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬علاج‭ ‬لها،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الكوارث،‭ ‬فالدعوة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬فيها‭ ‬تشجيع‭ ‬للمسلمين‭ ‬وحث‭ ‬لتأدية‭ ‬الواجبات‭ ‬والمستحبات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتزود‭ ‬بالدعاء‭ ‬والصلاة،‭ ‬فمن‭ ‬خلالهما‭ ‬يلمس‭ ‬المسلم‭ ‬المدد‭ ‬الإلهي،‭ ‬حيث‭ ‬العلاج‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يخشى‭ ‬منه‭ ‬الإنسان،‭ ‬فالدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬طريق‭ ‬للتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬لمعالجة‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬والحوادث‭ ‬والكوارث‭ ‬والأمراض‭ ‬والأوبئة‭.‬

واستطرد‭ ‬بالقول‭ ‬“نحن‭ ‬مع‭ ‬الدعوة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية؛‭ ‬لأننا‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬تجلت‭ ‬فيها‭ ‬المثل‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والقيم‭ ‬ومظاهر‭ ‬الصمود‭ ‬والتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وهذه‭ ‬الدعوة‭ ‬الكريمة‭ ‬تربي‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬حب‭ ‬التقرب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى،‭ ‬وتقوي‭ ‬أواصر‭ ‬المحبة‭ ‬حتى‭ ‬ينطلق‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬عبادتهم‭ ‬انطلاقة‭ ‬الحبيب‭ ‬إلى‭ ‬حبيبه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إليه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ينطلق‭ ‬الجميع‭ ‬للدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬مايو،‭ ‬لتكون‭ ‬الأكف‭ ‬مرفوعة‭ ‬للسماء‭ ‬والأصوات‭ ‬والدعوات‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬تلتمس‭ ‬الرحمة‭ ‬والخلاص‭ ‬والنجاة‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬تدعوه‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬جميعها‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬عنها‭ ‬الوباء”‭.‬

مبادرة‭ ‬عظيمة‭ ‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وعضو‭ ‬لجنة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬بمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬نانسي‭ ‬خضور‭: ‬“تعوّدنا‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬اهتمامه‭ ‬الكبير‭ ‬بمواطنيه‭ ‬وبالعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وفي‭ ‬أخذه‭ ‬المبادرة‭ ‬بتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬للدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬عنا‭ ‬وعن‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬البلاء‭ ‬عن‭ ‬البشرية‭ ‬كافة،‭ ‬مبادرة‭ ‬عظيمة‭ ‬تحسب‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬حسناته”‭. ‬وأشادت‭ ‬خضوري‭ ‬عاليًا‭ ‬بالجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬سائلة‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬الجميع‭ ‬ويديم‭ ‬عليهم‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية،‭ ‬وأن‭ ‬يكفيهم‭ ‬شر‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬وشر‭ ‬ما‭ ‬خفي‭ ‬منه‭ ‬وغيره،‭ ‬وأن‭ ‬تمر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭.‬

حاضنة‭ ‬للأديان

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬إبراهيم‭ ‬خالد‭ ‬النفيعي‭ ‬إن‭ ‬التوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬الكريم‭ ‬بتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2020‭ ‬للدعاء‭ ‬والصلاة،‭ ‬تجاوبًا‭ ‬مع‭ ‬مبادرة‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬وبابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬لرفع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬يمثل‭ ‬استذكارًا‭ ‬للمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬بأسره‭ ‬سماحة‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬المضيئة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬ودورها‭ ‬النشط‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحقوق‭ ‬الدينية،‭ ‬وفي‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآخر‭.‬

وأشار‭ ‬النفيعي‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬وترسيخ‭ ‬مفاهيم‭ ‬كبرى‭ ‬أوجدها‭ ‬الحكم‭ ‬الخليفي‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيس‭ ‬الدولة،‭ ‬والتي‭ ‬وضعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتكون‭ ‬حاضنة‭ ‬متنوعة‭ ‬وجاذبة‭ ‬لجميع‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬والمعتقدات‭ ‬الدينية،‭ ‬وواحة‭ ‬للتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الكربة‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بجموع‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض،‭ ‬تستلزم‭ ‬الدعاء‭ ‬المستمر‭ ‬والابتهال،‭ ‬وتذكر‭ ‬الواجبات‭ ‬المقدّسة‭ ‬تجاه‭ ‬رب‭ ‬العزة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتبلور‭ ‬في‭ ‬جوهر‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬وأعرافها‭ ‬وأركانها،‭ ‬والتي‭ ‬ينظر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وعبر‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مايو،‭ ‬لتكون‭ ‬مسببات‭ ‬رئيسة‭ ‬للدعاء‭ ‬وطلب‭ ‬الرحمة‭ ‬والمغفرة‭ ‬والنجدة‭.‬

ترسيخ‭ ‬التعايش

بدورها،‭ ‬قالت‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ماريا‭ ‬خوري،‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الداعية‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬ونشر‭ ‬قيم‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتواصل‭ ‬المسالم‭ ‬المتسامح،‭ ‬وتسعى‭ ‬المملكة‭ ‬دوما‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬لترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والجنسيات‭ ‬ونشر‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭.‬

وأوضحت‭ ‬خوري‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بمستغرب‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬يرحب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الراعي‭ ‬الأول‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ويدعم‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬لرفع‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬عن‭ ‬البشرية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬والصوم‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬معتقده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية،‭ ‬مضيفة‭ ‬“كلنا‭ ‬ثقة‭ ‬بقوة‭ ‬الرب‭ ‬لأنه‭ ‬الإله‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬الشفاء‭ ‬لكل‭ ‬جرح،‭ ‬والعزاء‭ ‬لكل‭ ‬حزن،‭ ‬والدواء‭ ‬لكل‭ ‬مريض،‭ ‬والوئام‭ ‬لكل‭ ‬خصام”‭.‬

وبينت‭ ‬خوري‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬تعتبره‭ ‬البحرين‭ ‬نداء‭ ‬إنسانيا‭ ‬يتوجه‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬التضرع‭ ‬والصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬الصادق‭ ‬إلى‭ ‬الرب‭ ‬الخالق‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬البشرية‭ ‬وأن‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والصحة‭ ‬والعافية،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تشارك‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يدعمه‭ ‬ويرحب‭ ‬به‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بالصلاة‭ ‬بكل‭ ‬تواضع‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬الخالق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تشفى‭ ‬النفوس‭ ‬والأجساد‭ ‬المريضة،‭ ‬ونضع‭ ‬أمامه‭ ‬الأحزان‭ ‬والآلام‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تتضاعف‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭.‬

توحيد‭ ‬الصلاة

على‭ ‬صعيد‭ ‬متصل،‭ ‬أشادت‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬سمية‭ ‬المير،‭ ‬عاليًا‭ ‬الترحيب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بمبادرة‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للأخوة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والتي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬حرص‭ ‬ملكي‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬إشراك‭ ‬المملكة‭ ‬بجميع‭ ‬أشكال‭ ‬التضامن‭ ‬الإنساني‭ ‬مع‭ ‬جموع‭ ‬البشر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف؛‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬تميز‭ ‬البحرين‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬الديني‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والأعراق‭.‬

وأوضحت‭ ‬المير‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬وبمباركة‭ ‬ملكية‭ ‬يعكس‭ ‬القيم‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬دأبت‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬ترسيخها‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الأجيال،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬أحوج‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬دعاء‭ ‬وصلاة‭ ‬آلاف‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬من‭ ‬مساجد‭ ‬وكنائس‭ ‬ومعابد‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وفعل‭ ‬الخيرات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬حتى‭ ‬يزيل‭ ‬خالق‭ ‬الكون‭ ‬عنا‭ ‬هذا‭ ‬البلاء‭.‬

دعاء‭ ‬عابر‭ ‬للقارات

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬قال‭ ‬خطيب‭ ‬جامع‭ ‬الخير‭ ‬وعضو‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬الشيخ‭ ‬صلاح‭ ‬الجودر،‭ ‬إن‭ ‬الدعاء‭ ‬العابر‭ ‬للقارات‭ ‬هي‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬باركها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬والتي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬فضيلة‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬وقداسة‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬للمسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ‬واليهود‭ ‬والهندوس‭ ‬والبوذيين‭ ‬والبهائيين‭ ‬والبهرة‭ ‬والسيخ‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المعتقدات‭ ‬والمذاهب‭ ‬والثقافات،‭ ‬وتم‭ ‬تحديدها‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬الحالي‭ ‬والذي‭ ‬يصادف‭ ‬ليالي‭ ‬العشر‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬وليلة‭ ‬القدر،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬تستهدف‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الدعاء‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أجمعين‭ ‬إلى‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬بأن‭ ‬يلطف‭ ‬بهم‭ ‬ويخفف‭ ‬عليهم‭ ‬ويرفع‭ ‬البلاء‭ ‬والوباء‭ ‬عنهم‭.‬

وبين‭ ‬الجودر‭ ‬أن‭ ‬دعوة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬هي‭ ‬لعموم‭ ‬الناس‭ ‬باختلاف‭ ‬عقائدهم‭ ‬وثقافتهم‭ ‬وألوانهم،‭ ‬وهي‭ ‬لتأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬ورفع‭ ‬أكف‭ ‬الضراعة‭ ‬للمولى‭ ‬لينقذ‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭. ‬كما‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬الدعاء‭ ‬الاستثنائي‭ ‬مع‭ ‬فضيلة‭ ‬الصلاة‭ ‬والصيام‭ ‬وفعل‭ ‬الخيرات‭ ‬لتكون‭ ‬الاستجابة‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬أرجى،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬المسلمين‭ ‬كمسؤولية‭ ‬بقية‭ ‬أتباع‭ ‬الأديان،‭ ‬برفع‭ ‬الأكف‭ ‬إلى‭ ‬المولى‭ ‬والتبتّل‭ ‬إليه،‭ ‬وطلب‭ ‬رفع‭ ‬الوباء‭.‬

وتابع‭ ‬الجودر‭ ‬بالقول‭ ‬“نتمنى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المسلمين‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الليالي‭ ‬المباركة‭ ‬برفع‭ ‬الأكف‭ ‬إلى‭ ‬المولى‭ ‬بأن‭ ‬يرفع‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬وأن‭ ‬يحفظ‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬والناس‭ ‬أجمعين،‭ ‬ونتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المباركة‭ ‬والتوجيه”‭.‬

عادة‭ ‬ملكية‭ ‬حميدة

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬راعي‭ ‬الكنيسة‭ ‬الإنجيلية‭ ‬الوطنية‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬البيارق‭ ‬البيضاء‭ ‬القس‭ ‬هاني‭ ‬عزيز‭ ‬إن‭ ‬النداء‭ ‬الملكي‭ ‬بالاستجابة‭ ‬لمبادرة‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬العالمية‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عادة‭ ‬حميدة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جميع‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتوحيد‭ ‬دعوات‭ ‬وصلوات‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والمعتقدات‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬الواحد‭ ‬ليزيل‭ ‬عن‭ ‬الجميع‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭.‬

وأكد‭ ‬القس‭ ‬هاني‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يحتاج‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬للشعور‭ ‬ببوادر‭ ‬أمل‭ ‬وسلام‭ ‬واستقرار،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬سيتضامن‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭ ‬ومؤسساته‭ ‬مع‭ ‬نداء‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬واللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بكل‭ ‬أريحية،‭ ‬وسيلتجئ‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬وكل‭ ‬بيت‭ ‬وكل‭ ‬دار‭ ‬عبادة‭ ‬إلى‭ ‬حث‭ ‬الناس‭ ‬للجلوس‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬والدعاء‭.‬

وقت‭ ‬عصيب‭ ‬على‭ ‬البشر

من‭ ‬جهته،‭ ‬أعرب‭ ‬رئيس‭ ‬الطائفة‭ ‬الهندوسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬شاستري‭ ‬فيجاي‭ ‬كومار‭ ‬موكيا،‭ ‬عن‭ ‬تفاؤله‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬جميع‭ ‬الصلوات‭ ‬والأدعية‭ ‬الموحدة‭ ‬بمختلف‭ ‬اللغات‭ ‬والمعتقدات‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وأن‭ ‬يستجيب‭ ‬الإله‭ ‬لنداءات‭ ‬المتضرّعين‭ ‬وابتهالات‭ ‬الخاشعين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬المبارك‭ ‬بأن‭ ‬يزيل‭ ‬الوباء‭ ‬عن‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭. ‬

وأكد‭ ‬موكيا‭ ‬أن‭ ‬توحيد‭ ‬الصلاة‭ ‬والدعاء؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬سيكون‭ ‬وقعها‭ ‬أكبر‭ ‬عندما‭ ‬يتحد‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أتباع‭ ‬الأديان‭ ‬والمعتقدات‭ ‬والخلفيات‭ ‬المذهبية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬عصيب‭ ‬على‭ ‬البشر،‭ ‬فقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لنقف‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬في‭ ‬محنتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬رافعين‭ ‬أكفنا‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭ ‬طلبًا‭ ‬بالرحمة‭ ‬والمغفرة‭ ‬وزوال‭ ‬البلاء‭.‬

وأضاف‭ ‬موكيا‭ ‬“كلنا‭ ‬فخر‭ ‬بأن‭ ‬نكون‭ ‬جزءًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البادرة‭ ‬النبيلة‭.‬

وأشاد‭ ‬موكيا‭ ‬بالجهود‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ومعاملتها‭ ‬للجميع‭ ‬سواسية‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬المذهب،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬النخبة‭ ‬عبدالله‭ ‬المقابي‭ ‬“إن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام،‭ ‬وجهد‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬أواصر‭ ‬المجتمعات‭ ‬بمختلف‭ ‬أطيافها‭ ‬وانتماءاتها‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬يرتقي‭ ‬سموًا‭ ‬نحو‭ ‬التعايش‭ ‬والتآخي،‭ ‬فجسّد‭ ‬جلالته‭ ‬عنصر‭ ‬الإنسانية‭ ‬بالدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الكلمات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تنبئ‭ ‬عن‭ ‬حس‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحس‭ ‬الوطني،‭ ‬فكان‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬عنوانًا‭ ‬لكل‭ ‬سلام‭ ‬وعنوانًا‭ ‬لكل‭ ‬دعوة‭ ‬خير‭ ‬ونداء‭ ‬واستجابة”‭.‬

وأضاف‭ ‬المقابي‭ ‬أن‭ ‬“المضامين‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يحملها‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬الذي‭ ‬نتكلم‭ ‬عنه‭ ‬بالوجه‭ ‬الباعث‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬تملك‭ ‬القوامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬قياسها‭ ‬براحة‭ ‬البشر‭ ‬جميعًا،‭ ‬ولذلك‭ ‬جلالته‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موطن‭ ‬موقف‭ ‬ودعم‭ ‬وتكريم،‭ ‬وليست‭ ‬الدعوة‭ ‬المباركة‭ ‬لتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬يومًا‭ ‬للدعاء‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الحس‭ ‬المتواصل‭ ‬المتأصل‭ ‬في‭ ‬جلالته،‭ ‬والذي‭ ‬يدعم‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬خطوات‭ ‬رقي‭ ‬البشرية”‭.‬