“صلاة 14 مايو”... التوجه إلى الله لرفع جائحة “كورونا”

رجال دين يشيدون بجهود العاهل في ترسيخ روح التعايش حول العالم

| المنامة - بنا

جمع‭ ‬رجال‭ ‬دين‭ ‬ممن‭ ‬اجتمعوا‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬صلاة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬على‭ ‬تثمين‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دعوة‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للأخوة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬بمباركة‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬لقيم‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

وأشاد‭ ‬المجتمعون‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬لديانات‭ ‬ومذاهب‭ ‬سماوية‭ ‬وغير‭ ‬سماوية‭ ‬عدة،‭ ‬برؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وجهوده‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬ودعم‭ ‬روح‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬وثيقة‭ ‬“إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”،‭ ‬مقدّرين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬جهود‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وتفاعله‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬المبادرات‭ ‬العالمية‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬الخير‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬على‭ ‬الجميع‭. ‬وشدد‭ ‬المجتمعون‭ ‬على‭ ‬جوهرية‭ ‬الصلاة‭ ‬والصوم‭ ‬والدعاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ودعوة‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬وعلى‭ ‬حسب‭ ‬دينه‭ ‬أو‭ ‬معتقده‭ ‬أو‭ ‬مذهبه،‭ ‬بالصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬وفعل‭ ‬الخير؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬الله‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمركز‭ ‬مع‭ ‬جموع‭ ‬المصلين‭ ‬والقيادات‭ ‬الدينية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأهلية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬المبارك‭ ‬يترجم‭ ‬توجيهات‭ ‬ورؤى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬مختلف‭ ‬المبادرات‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمختلف‭ ‬الدعوات‭ ‬العالمية‭ ‬الداعمة‭ ‬للتضامن‭ ‬الإنساني‭ ‬والتكافل‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬بني‭ ‬البشر‭.‬

وقال‭ ‬المفتي‭ ‬العام‭ ‬لجمهورية‭ ‬الشيشان‭ ‬الشيخ‭ ‬صالح‭ ‬مجييف‭ ‬“إننا‭ ‬نُكبر‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬الكريمة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬خير‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لتتوجه‭ ‬القلوب‭ ‬إلى‭ ‬خالقها‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ليرفع‭ ‬البلاء‭ ‬والوباء‭ ‬عن‭ ‬خلقه‭ ‬كلهم‭ ‬أجمعين”‭.‬

وأضاف‭ ‬“نسأل‭ ‬الله‭ ‬العليّ‭ ‬القدير‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬الشافي‭ ‬المعافي‭ ‬أن‭ ‬يتفضل‭ ‬بِمحضِ‭ ‬كرمه‭ ‬بالامتنان‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل‭ ‬وأن‭ ‬يلبسهم‭ ‬لباس‭ ‬العافية،‭ ‬وأن‭ ‬يرحم‭ ‬إخواننا‭ ‬الذين‭ ‬قضوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المرض،‭ ‬وأن‭ ‬يكتب‭ ‬لهم‭ ‬أجر‭ ‬الشهداء‭ ‬وأن‭ ‬يصبّر‭ ‬ذويهم،‭ ‬ونسأله‭ ‬سبحانه‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬العشر‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬أن‭ ‬يعجّل‭ ‬بالرحمة‭ ‬والغيث‭ ‬لعموم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فيمطرنا‭ ‬بمطر‭ ‬عافيته‭ ‬ورحمته،‭ ‬إنه‭ ‬ولي‭ ‬ذلك‭ ‬والقادر‭ ‬عليه”‭. ‬بدوره،‭ ‬قال‭ ‬ممثل‭ ‬الكنيسة‭ ‬الأنطاكية‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬المطران‭ ‬نيفون‭ ‬صيقلي‭ ‬“يسرني‭ ‬ويشرفني‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مشاركًا‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬لبوا‭ ‬دعوة‭ ‬عاهل‭ ‬البحرين‭ ‬المفدى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬والذي‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكلأه‭ ‬بالعافية‭ ‬ويمد‭ ‬في‭ ‬عمره‭ ‬قائدا‭ ‬حكيما‭ ‬للمملكة‭ ‬العزيزة‭ ‬وذخرًا‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭. ‬فجلالته‭ ‬أراد‭ ‬من‭ ‬الصلاة‭ ‬دومًا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مدعاة‭ ‬تآخٍ‭ ‬وتوحيد‭ ‬للأديان‭ ‬والشعوب”‭.‬

وزاد‭ ‬بالقول‭ ‬“ها‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬إخواننا‭ ‬وأخواتنا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬صوما‭ ‬كريما،‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يبعد‭ ‬عنّا‭ ‬جميع‭ ‬ويلات‭ ‬الوباء‭ ‬المتفشي‭ ‬المميت‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬عالميا،‭ ‬وأن‭ ‬يشفي‭ ‬المصابين‭ ‬به،‭ ‬وأن‭ ‬يدخل‭ ‬الذين‭ ‬سبقونا‭ ‬إلى‭ ‬ديار‭ ‬الخلود‭ ‬الجنة‭ ‬والنعيم‭. ‬اللهم‭ ‬اهدنا‭ ‬إلى‭ ‬حقك‭ ‬وأمل‭ ‬لنا‭ ‬مسامعك‭ ‬وأنقذنا‭ ‬سريعًا‭ ‬وكن‭ ‬لنا‭ ‬عاضدًا‭ ‬فعليك‭ ‬توكلنا”‭.  ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬الإمام‭ ‬محمد‭ ‬ماجد،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬آدمز‭ ‬الإسلامي‭ ‬ومؤسسة‭ ‬حوار‭ ‬الأديان‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬واشنطن؛‭ ‬استجابةً‭ ‬لدعوة‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للتضرع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬ليشفي‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬سنصلي‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬لأن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬دعانا‭ ‬جميعًا‭ ‬للصلاة،‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الكريم‭: (‬وَقَالَ‭ ‬رَبُّكُمُ‭ ‬ادْعُونِي‭ ‬أَسْتَجِبْ‭ ‬لَكُمْ‭)‬،‭ (‬وَإِذَا‭ ‬سَأَلَكَ‭ ‬عِبَادِي‭ ‬عَنِّي‭ ‬فَإِنِّي‭ ‬قَرِيبٌ‭ ‬ۖ‭  ‬أُجِيبُ‭ ‬دَعْوَةَ‭ ‬الدَّاعِ‭ ‬إِذَا‭ ‬دَعَانِ‭ ‬ۖ‭  ‬فَلْيَسْتَجِيبُوا‭ ‬لِي‭ ‬وَلْيُؤْمِنُوا‭ ‬بِي‭ ‬لَعَلَّهُمْ‭ ‬يَرْشُدُونَ‭)‬”‭.‬

ودعا‭ ‬الإمام‭ ‬ماجد‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يشفي‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬ويحمي‭ ‬المتضررين‭ ‬وأن‭ ‬يعالج‭ ‬المرضى‭ ‬ويحفظ‭ ‬من‭ ‬يخدمنا‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬طبية‭ ‬وتمريضية،‭ ‬مضيفا‭ ‬“ندعو‭ ‬ربنا‭ ‬الكريم‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬واحد،‭ ‬علينا‭ ‬الصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬كعائلة‭ ‬واحدة‭ ‬للتفكير‭ ‬بالبشرية‭ ‬ومساعدة‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضًا‭. ‬ونتضرع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يرحمنا‭ ‬ويغفر‭ ‬لنا‭ ‬خطايانا”‭.‬

بدوره،‭ ‬توجّه‭ ‬ممثل‭ ‬الطائفة‭ ‬الشيعية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬العلامة‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬الأمين،‭ ‬إلى‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬بالصلاة‭ ‬والدعاء؛‭ ‬لكي‭ ‬يغفر‭ ‬للبشرية‭ ‬الذنوب‭ ‬والخطايا،‭ ‬وأن‭ ‬يرفع‭ ‬عنا‭ ‬الهموم‭ ‬والبلايا،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قد‭ ‬نزلت‭ ‬بالجميع‭ ‬نازلة‭ ‬عم‭ ‬خطرها‭ ‬واشتد‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أهل‭ ‬الأرض‭ ‬ضررها‭.‬

وأضاف‭ ‬في‭ ‬دعائه‭ ‬“أنت‭ ‬المستعان‭ ‬يا‭ ‬رب‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬الكروب‭ ‬ودفع‭ ‬النوائب‭ ‬والخطوب،‭ ‬وأنت‭ ‬المدعو‭ ‬للمهمات،‭ ‬وأنت‭ ‬المفزع‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬الشدائد‭ ‬والملمات،‭ ‬اللهم‭ ‬إن‭ ‬رحمتك‭ ‬وسعت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فارحمنا،‭ ‬وارفع‭ ‬عن‭ ‬خلقك‭ ‬وسكّان‭ ‬أرضك‭ ‬هذا‭ ‬البلاء،‭ ‬وكن‭ ‬عونًا‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬ما‭ ‬نزل‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬الوباء”‭. ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أقام‭ ‬الحبر‭ ‬الأعظم‭ ‬قداسة‭ ‬البطريرك‭ ‬مار‭ ‬اغناطيوس‭ ‬أفرام‭ ‬الثاني‭ ‬صلاة‭ ‬خاصة‭ ‬لرفع‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وشفاء‭ ‬المرضى‭ ‬والمصابين‭ ‬به،‭ ‬توجه‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الخالق‭ ‬العظيم‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬البلاء‭ ‬عن‭ ‬البشرية،‭ ‬وأن‭ ‬يجنبها‭ ‬الشرور‭ ‬والفقر‭ ‬والحاجة‭. ‬ودعا‭ ‬قداسته‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يرحم‭ ‬الموتى‭ ‬الذي‭ ‬سقطوا‭ ‬جراء‭ ‬المرض،‭ ‬وأن‭ ‬يشفى‭ ‬المصابين،‭ ‬وأن‭ ‬يحفظ‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬العاملة‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين‭ ‬الذين‭ ‬يعرضون‭ ‬حياتهم‭ ‬للخطر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬الآخرين،‭ ‬مؤملًا‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬العلماء‭ ‬والباحثين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬لإيجاد‭ ‬دواء‭ ‬ولقاح‭ ‬لهذا‭ ‬المرض‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬البهائية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بديع‭ ‬البهائي‭ ‬إن‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يواجهون‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬وأثرت‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إيقاظ‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬ودفعه‭ ‬نحو‭ ‬توحيد‭ ‬جهوده‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬نضج‭ ‬أكبر‭ ‬وتكافل‭ ‬أعظم‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬الوحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬له‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.‬

وأوضح‭ ‬البهائي‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬المخلصة‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمجتمع‭ ‬تجلب‭ ‬لنا‭ ‬الأمل‭ ‬والثقة‭ ‬بأننا‭ ‬سنعبر‭ ‬معًا‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وحدتنا‭ ‬المتأصلة‭ ‬وترابطنا‭ ‬المتبادل،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات،‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬أمسّ‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التوسل‭ ‬والدعاء‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل؛‭ ‬لأن‭ ‬الأدعية‭ ‬والمناجاة‭ ‬لهما‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تطوّر‭ ‬حياة‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬وخلق‭ ‬مناخ‭ ‬يحفّز‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬البشرية‭.‬

من‭ ‬جهته؛‭ ‬قال‭ ‬ممثل‭ ‬الطائفة‭ ‬الهندوسية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬يادوناثجي‭ ‬ماهاراج‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬برمته‭ ‬مغلق‭ ‬بالكامل‭ ‬بسبب‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وكل‭ ‬البشرية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انتشاره،‭ ‬وهناك‭ ‬قلق‭ ‬وتوتر‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬بسبب‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬الجسم‭ ‬البشري‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعالج‭ ‬نفسه‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬حباه‭ ‬الله‭ ‬بأداة‭ ‬فعالة‭ ‬وحيدة‭ ‬هي‭ ‬الأمل‭ ‬والإيمان،‭ ‬فعند‭ ‬تفعيلها‭ ‬يبدأ‭ ‬الجسم‭ ‬بالتعافي‭ ‬بكامل‭ ‬حواسه‭ ‬وغرائزه‭.‬

وأضاف‭ ‬“عندما‭ ‬نتضرّع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬نقوم‭ ‬بتفعيل‭ ‬عنصر‭ ‬الأمل،‭ ‬والذي‭ ‬يعالج‭ ‬بدوره‭ ‬جسدنا‭ ‬وعقلنا‭ ‬بالإيمان‭ ‬العظيم‭ ‬بقوته‭ ‬في‭ ‬حمايتنا‭ ‬وعلاجنا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأسقام‭ ‬والمشاكل،‭ ‬وثمة‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬من‭ ‬إيماننا‭ ‬بوجود‭ ‬مخرج‭ ‬من‭ ‬أزمتنا‭ ‬الراهنة”‭.‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬القس‭ ‬جوني‭ ‬مور‭ ‬إن‭ ‬تلبية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للدعوة‭ ‬العالمية‭ ‬للصلاة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬نموذجها‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬مع‭ ‬الديانات‭ ‬والمعتقدات‭ ‬الأخرى،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬غني‭ ‬بالتواصل‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬وتبني‭ ‬عرى‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬لبني‭ ‬البشر‭. ‬وبين‭ ‬مور‭ ‬أن‭ ‬الصلوات‭ ‬والأدعية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬ستقرب‭ ‬البشرية‭ ‬أكثر‭ ‬إلى‭ ‬خالقها‭ ‬وتجعلها‭ ‬مستجابة‭ ‬أكثر‭ ‬حتى‭ ‬يزول‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬عن‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬داعيًا‭ ‬الله‭ ‬بأن‭ ‬يحفظ‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬وتضحي‭ ‬بأرواحها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭.  ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬متصل،‭ ‬قال‭ ‬أستاذ‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سابيانزا‭ ‬الإيطالية،‭ ‬البروفسور‭ ‬آليساندرو‭ ‬ساجيورو‭ ‬إن‭ ‬الصلاة‭ ‬مسعى‭ ‬نبيل‭ ‬يؤديه‭ ‬البشر‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬الطبيعة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬حاجة‭ ‬بشرية‭ ‬لنيل‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬وتفاعل‭ ‬كوني‭ ‬لعالم‭ ‬أفضل‭.‬

وذكر‭ ‬ساجيورو‭ ‬أن‭ ‬الصلاة‭ ‬أمر‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الدنيوية‭ ‬لتخفيف‭ ‬حدة‭ ‬مشاكلنا‭ ‬وما‭ ‬نواجهه‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬هذه‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬ففيروس‭ ‬كورونا‭ ‬يجعل‭ ‬الصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬أداة‭ ‬ضرورية‭ ‬حتى‭ ‬تريح‭ ‬نفوس‭ ‬البشرية‭ ‬وقلوبهم‭ ‬المنهكة‭ ‬من‭ ‬تبعاته‭ ‬المؤذية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬إقامة‭ ‬صلوات‭ ‬خاصة‭ ‬تجمع‭ ‬جميع‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬للدعاء‭ ‬والتضرع؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يزول‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬دعا‭ ‬ممثل‭ ‬الديانة‭ ‬البوذية‭ ‬في‭ ‬تايلند‭ ‬الكاهن‭ ‬باراماي‭ ‬دانيسارو‭ ‬في‭ ‬صلاته‭ ‬بأن‭ ‬يعم‭ ‬الخير‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬وأن‭ ‬ينتصروا‭ ‬على‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل،‭ ‬وأن‭ ‬تحمي‭ ‬الملائكة‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أديانهم‭ ‬ومذاهبهم‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الدواء‭ ‬والشفاء‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬البشرية‭ ‬لدحر‭ ‬الجائحة‭.‬

وبين‭ ‬الكاهن‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬وما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬صالحات‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الصلوات‭ ‬والدعوات‭ ‬الإلهية‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬بحصد‭ ‬ثمار‭ ‬السعادة‭ ‬والمودة‭ ‬والخصال‭ ‬الحميدة‭ ‬للنفس‭ ‬البشرية‭ ‬المحبة‭ ‬للخير‭ ‬والساعية‭ ‬وراء‭ ‬نشر‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والسكينة‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الأرض‭. ‬

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬قال‭ ‬الحاخام‭ ‬اليهودي‭ ‬رابي‭ ‬ديفيد‭ ‬روسين‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬“نحن‭ ‬ممتنون‭ ‬للغاية‭ ‬بمنحنا‭ ‬شرف‭ ‬المشاركة‭ ‬بإقامة‭ ‬صلاة‭ ‬يهودية‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭. ‬ونتضرع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬بأن‭ ‬يعالج‭ ‬مرضانا‭ ‬ويحمي‭ ‬جميع‭ ‬أرواح‭ ‬الناس‭ ‬ونفوسهم‭ ‬النقية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭. ‬وسنتعلم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صلواتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬ننشر‭ ‬الحب‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬بني‭ ‬البشر”‭.‬

ودعا‭ ‬روسين‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ملكًا‭ ‬وحكومةً‭ ‬وشعبًا،‭ ‬وأن‭ ‬يعمر‭ ‬عقولهم‭ ‬وقلوبهم‭ ‬بالخير‭ ‬والحكمة‭ ‬والمحبة‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬واستقرار‭ ‬المملكة‭ ‬والارتقاء‭ ‬برفاه‭ ‬مجتمعها‭ ‬المحب‭ ‬للآخر‭ ‬المختلف‭.‬