بحزمة اقتصادية تتجاوز 30 % من الناتج المحلي الإجمالي

“فيتش”: البحرين تتصدر الخليج ماليا في مواجهة “كورونا”

| علي الفردان

أظهرت‭ ‬إحصاءات‭ ‬وكالة‭ ‬فيش‭ ‬للتصنيف‭ ‬الائتماني،‭ ‬وهي‭ ‬أحدى‭ ‬أهم‭ ‬ثلاث‭ ‬وكالات‭ ‬تصنيف‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تصدرت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬المقدم‭ ‬للقطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والتي‭ ‬بدأ‭ ‬تقديمها‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬وتستمر‭ ‬لعدة‭ ‬أشهر‭ ‬واستهدفت‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬إذ‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬الحزم‭ ‬نسب‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬ولم‭ ‬تستبعد‭ ‬الوكالة‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬زيادتها‭ ‬مستقبلا‭.‬

وبحسب‭ ‬دراسة‭ ‬أعدتها‭ ‬الوكالة‭ ‬وكشفت‭ ‬نتائجها‭ ‬مؤخرا،‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬حزم‭ ‬دعم‭ ‬ضخمة‭ ‬تقزم‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬المنطق،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الحوافز‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدابير‭ ‬نقدية‭ ‬واحتياطية‭ ‬كلية،‭ ‬إذ‭ ‬تصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬هذه‭ ‬الحزم‭ ‬بمبلغ‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬32‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للمملكة‭.‬

وبحسب‭ ‬الوكالة،‭ ‬يمثل‭ ‬حزم‭ ‬الدعم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للبحرين‭ ‬وعُمان،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ % ‬للإمارات‭ ‬،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ % ‬لقطر‭ ‬والكويت‭ ‬و7‭ % ‬للسعودية‭. ‬

وفي‭ ‬منتصف‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬أعلنت‭ ‬الحرين‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬حزمة‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭ ‬بقيمة‭ ‬4‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬لمواجهة‭ ‬انعكاسات‭ ‬الانتشار‭ ‬العالمي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭. ‬وتشمل‭ ‬التكفل‭ ‬برواتب‭ ‬البحرينيين‭ ‬المؤمن‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ودفع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لكافة‭ ‬المشتركين‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬والإعفاء‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬الرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬والإعفاء‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬إيجار‭ ‬الأراضي‭ ‬الصناعية‭ ‬الحكومية‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬بجانب‭ ‬إعفاء‭ ‬المنشآت‭ ‬والمرافق‭ ‬السياحية‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬السياحة‭ ‬للمدة‭ ‬نفسها،‭ ‬وشملت‭ ‬القرارات‭ ‬مضاعفة‭ ‬حجم‭ ‬صندوق‭ ‬السيولة‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وكذا‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬لرفع‭ ‬قدرة‭ ‬الإقراض‭ ‬للبنوك‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬3‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬لتأجيل‭ ‬الأقساط‭ ‬أو‭ ‬التمويل‭ ‬الإضافي‭ ‬للعملاء،‭ ‬وتضمنت‭ ‬القرارات‭ ‬إعادة‭ ‬توجيه‭ ‬جميع‭ ‬برامج‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬“تمكين”،‭ ‬وتوجيهها‭ ‬لدعم‭ ‬الشركات‭ ‬المتأثرة‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬القروض‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬قبلها‭.‬

ورأت‭ ‬الوكالة‭ ‬أن‭ ‬حزم‭ ‬المعلنة‭ ‬خليجيا‭ ‬تدعم‭ ‬التخفيضات‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬مصحوبة‭ ‬بحزم‭ ‬الدعم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المقترضين،‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬القطاعات‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬على‭ ‬التنقل‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬قصيرة‭ ‬الأجل،‭ ‬لاسيما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخفيف‭ ‬سداد‭ ‬القرض‭ ‬المؤقت‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬توقعت‭ ‬“فيتش”‭ ‬أن‭ ‬تتدهور‭ ‬نوعية‭ ‬أصول‭ ‬البنوك‭ ‬الخليجية،‭ ‬حيث‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬جميع‭ ‬المقترضين‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬تأثير‭ ‬التباطؤ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يصابوا‭ ‬بأذى‭.‬