سباق للوصول لآلاف الأسر العفيفة

جمعيات: الهدف الأسمى تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع

| سعيد محمد

تتسابق‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬واللجان‭ ‬الخيرية‭ ‬وتعد‭ ‬عدتها‭ ‬قبل‭ ‬مدة‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الرمضانية‭ ‬للأسر‭ ‬المحتاجة‭.. ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬المشرفة‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬التكافل‭ ‬والتعاضد‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭.‬‭. ‬فآلاف‭ ‬الأسر‭ ‬المعوزة‭ ‬أو‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬المحدود،‭ ‬تواجه‭ ‬مصاعب‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مستلزمات‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬من‭ ‬أغذية‭ ‬واحتياجات‭ ‬ضرورية،‭ ‬وحتى‭ ‬يعيش‭ ‬الجميع‭ ‬فرحة‭ ‬وبركات‭ ‬شهر‭ ‬الله‭ ‬المبارك،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬الأيدي‭ ‬للأيدي‭ ‬بما‭ ‬تجود‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬كرم‭ ‬وعطاء،‭ ‬حفظًا‭ ‬لكرامة‭ ‬كل‭ ‬محتاج‭.‬

رهن‭ ‬الإشارة

منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عامًا،‭ ‬كانت‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني‭ ‬وجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬الخيرية‭ ‬هما‭ ‬المؤسستان‭ ‬اللتان‭ ‬حققت‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الرمضانية‭ ‬وفق‭ ‬جداول‭ ‬تغطي‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬وتهييء‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬عشرات‭ ‬المتطوعين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬وكذلك‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬لهم‭ ‬سوى‭ ‬نيل‭ ‬الثواب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬النبيل،‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬مسيرة‭ ‬الخير‭ ‬مع‭ ‬نشوء‭ ‬الصناديق‭ ‬الخيرية‭ ‬ثم‭ ‬تحولها‭ ‬إلى‭ ‬جمعيات‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬وجود‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحي‭ ‬الواحد‭ ‬“الفريج”‭ ‬أو‭ ‬تسعى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬المحتاجين‭.‬

تلك‭ ‬المساعدات‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬شكلها‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬بدايتها‭ ‬كمساعدات‭ ‬عينية‭ ‬ومالية‭ ‬أيضًا،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬والميسورين‭ ‬من‭ ‬المحسنين،‭ ‬سواء‭ ‬كأفراد‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شركاتهم‭ ‬ومؤسساتهم،‭ ‬يقدمون‭ ‬تلك‭ ‬المساعدة،‭ ‬لكن‭ ‬الجميل‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬تحول‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬نحو‭ ‬مساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬ثابت‭ ‬كتدريب‭ ‬وتوظيف‭ ‬أبنائها‭ ‬مثلًا،‭ ‬أو‭ ‬مساعدتها‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مشروعها‭ ‬الذي‭ ‬تستطيع‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأغذية‭ ‬والعمل‭ ‬المنزلي‭ ‬والحرف‭ ‬ليكون‭ ‬لها‭ ‬مصدرًا‭ ‬يعينها‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الدورية‭.‬

رفع‭ ‬إسم‭ ‬البحرين

ويرى‭ ‬مسؤول‭ ‬فريق‭ ‬“متطوعون‭ ‬للخير”‭ ‬فريد‭ ‬حسين‭ ‬الماس‭ ‬مبارك‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬هو‭ ‬بالفعل‭ ‬موسم‭ ‬السباق‭ ‬للخيرات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اتجاهاتها،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للفريق‭ ‬الذي‭ ‬ينشر‭ ‬قيم‭ ‬المساهمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬فهو‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬ليرفع‭ ‬إسم‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الخير،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الرمضاني‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مشاركة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للأسر‭ ‬المعوزة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يبقى‭ ‬هذا‭ ‬العطاء‭ ‬مستمرًا‭ ‬طيلة‭ ‬العام‭.‬

‭ ‬إيمان‭ ‬وقناعة

ويؤمن‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬بجمعية‭ ‬باربار‭ ‬الخيرية‭ ‬وهب‭ ‬الشويخ‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬يمتلك‭ ‬ميزة‭ ‬مهمة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تجدها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الجميع،‭ ‬حتى‭ ‬الموظف‭ ‬أو‭ ‬العامل‭ ‬البسيط،‭ ‬يبادر‭ ‬ويقدم‭ ‬ما‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬مساعدة،‭ ‬لطالما‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬محتاجة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬هي‭ ‬جوهرية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تأسيسها‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬وقناعة‭ ‬بأن‭ ‬البركات‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬نيل‭ ‬رضا‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬يتسابق‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساعدات‭ ‬والسلال‭ ‬الرمضانية‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬إفطار‭ ‬صائم‭ ‬وجمع‭ ‬الصدقات‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رسم‭ ‬البسمة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬أبناء‭ ‬الأسر‭ ‬المحتاجة‭.‬

تبرعات

وهناك‭ ‬من‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الجمعيات‭ ‬واللجان،‭ ‬ولهذا‭ ‬يرى‭ ‬المواطن‭ ‬حمد‭ ‬العجمي‭ ‬ضرورة‭ ‬مشاركة‭ ‬المصارف‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬عمل‭ ‬الجهات‭ ‬الخيرية‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬عملها،‭ ‬فجمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬مثلًا‭ ‬تقدم‭ ‬مساعدات‭ ‬سنوية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬أسرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬ومنها‭ ‬مساعدات‭ ‬عينية‭ ‬ونقدية،‭ ‬ونقرأ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬برامج‭ ‬الهلال‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الخيرية‭ ‬استعدادًا‭ ‬للشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬ونشعر‭ ‬بالاعتزاز‭ ‬والفخر‭ ‬بالتجار‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الذين‭ ‬يقدمون‭ ‬التبرعات‭ ‬المالية‭ ‬سنويًا‭ ‬لإنجاز‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭.‬

تكريم‭ ‬الداعمين‭ ‬

وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬جمعية‭ ‬المحرق‭ ‬للعمل‭ ‬الخيري‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأصالة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬تكافله‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمحتاجة،‭ ‬يشرح‭ ‬عضو‭ ‬الجمعية‭ ‬يوسف‭ ‬البناء‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬المعتادة‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬ومنها‭ ‬البدء‭ ‬بالالتقاء‭ ‬بوجوه‭ ‬الخير‭ ‬والداعمين‭ ‬للجمعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬ومنها‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدات‭ ‬الرمضانية‭ ‬المختلفة‭ ‬للأسر‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬كشوف‭ ‬الجمعية‭ ‬بدءًا‭ ‬بالسلال‭ ‬والمبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬وكذلك‭ ‬اللحوم‭ ‬والدجاج‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬إفطار‭ ‬صائم‭.‬

وتقديرًا‭ ‬لجهود‭ ‬الداعمين،‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬غبقة‭ ‬لتكريم‭ ‬المساهمين‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وأعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭..‬وما‭ ‬أود‭ ‬قوله‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬الرمضاني‭ ‬الكريم،‭ ‬يعكس‭ ‬الروح‭ ‬الصادقة‭ ‬والمحبة‭ ‬للخير‭ ‬لدى‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬ونحن‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬مستمرون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬لطالما‭ ‬هناك‭ ‬أسر‭ ‬تعيش‭ ‬العوز،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يمكننا‭ ‬من‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬النواحي‭.‬