ممثلو الأديان: رمضان يكرس نبل البحرينيين وأخلاقهم باحتواء الآخر

المملكة النموذج الأبرز بالتسامح والتقارب الديني

| إبراهيم النهام

قال‭ ‬ممثلو‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬إن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬يمثل‭ ‬محطة‭ ‬رئيسة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬صور‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والإنساني،‭ ‬والتقارب‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي،‭ ‬والذي‭ ‬عرفت‭ ‬عنه‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيس‭ ‬الدولة‭. ‬وأضافوا‭ ‬في‭ ‬تصاريحهم‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬بالقول‭: ‬“بمساحة‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬الكيلو‭ ‬المتر‭ ‬الواحد،‭ ‬تجد‭ ‬المسجد‭ ‬والمأتم‭ ‬والكنيسة‭ ‬والمعبد،‭ ‬كلها‭ ‬جنبا‭ ‬الى‭ ‬جنب،‭ ‬هذه‭ ‬صورة‭ ‬أخَّاذة‭ ‬لا‭ ‬تراها‭ ‬الا‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭. ‬

 

محبـــة‭ ‬وتسامــح

وأكــــــــــد‭ ‬راعي‭ ‬الكنسيــــــــــــــــــــــة‭ ‬القبطــــــــــــيــــــــة‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬المصرية‭ ‬القس‭ ‬رويس‭ ‬جورج‭ ‬ميخائيل‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬بفضل‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والتي‭ ‬رسخت‭ ‬جسور‭ ‬المحبة‭ ‬والوئام‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭.‬

وأضاف‭ ‬رويس‭ ‬بتصريحه‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭: ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬المملكة‭ ‬مبادرات‭ ‬الخير‭ ‬والتكاتف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمساعدات،‭ ‬والتي‭ ‬تُقدم‭ ‬للجميع‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬أو‭ ‬العرق”‭.‬

وتابع‭: ‬“هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الطيب‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬دروسا‭ ‬مستفادة‭ ‬في‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والتسامح،‭ ‬ولعل‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم،‭ ‬أثبتت‭ ‬معدن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأصيل،‭ ‬وأثبتت‭ ‬الرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬لأخذ‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬والاحترازية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬بدون‭ ‬أدنى‭ ‬تفريق‭ ‬أو‭ ‬تمييز”‭.‬

 

صورة‭ ‬أخَّـــــــاذة

من‭ ‬جهتـــــــــه،‭ ‬أكد‭ ‬نيــــــــــــــــــــــر‭ ‬محمد‭ ‬ممثلاً‭ ‬عن‭ ‬الطائفة‭ ‬البهائية‭: ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬النموذج‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬التسامح‭ ‬والتقارب‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي‭ ‬واحتواء‭ ‬الآخر،‭ ‬مبيناً‭ ‬أنها‭ ‬قطعت‭ ‬شوطا‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬ومنذ‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيس‭ ‬الدولة‭.‬

وأشار‭ ‬نير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬يمثل‭ ‬إحدى‭ ‬المحطات‭ ‬المهمة‭ ‬والملهمة‭ ‬والتي‭ ‬يستذكر‭ ‬خلالها‭ ‬منتسبو‭ ‬الأديان‭ ‬والطوائف‭ ‬المتعددة‭ ‬والمتنوعة،‭ ‬قيم‭ ‬وأخلاق‭ ‬مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وجوهر‭ ‬أخلاق‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل،‭ ‬والذي‭ ‬يُعرف‭ ‬عنه‭ ‬بالنبل‭ ‬ودماثة‭ ‬الخلق‭ ‬والاحتواء‭.‬

واستدل‭ ‬نير‭ ‬بمنطقة‭ ‬المنامة‭ ‬القديمة‭ ‬بقوله‭: ‬“بمساحة‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬الكيلو‭ ‬المتر‭ ‬الواحد،‭ ‬تجد‭ ‬المسجد‭ ‬والمأتم‭ ‬والكنيسة‭ ‬والمعبد،‭ ‬كلها‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬هذه‭ ‬صورة‭ ‬أخَّاذة‭ ‬لا‭ ‬تراها‭ ‬الى‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭.‬

 

لوحــة‭ ‬جميلـــــة

وقال‭ ‬إبراهيم‭ ‬نونـــــــو‭ ‬ممثلا‭ ‬عن‭ ‬الديانــــــــة‭ ‬اليهودية‭: ‬إن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل‭ ‬يكرس‭ ‬أخلاق‭ ‬البحرينيين‭ ‬الأصيلة،‭ ‬في‭ ‬تعاملهم‭ ‬الودي‭ ‬والكريم‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬أبناء‭ ‬الديانة‭ ‬اليهودية‭ ‬يقدرون‭ ‬هذا‭ ‬التوصيف‭ ‬الرائع،‭ ‬وهذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد،‭ ‬وقيمها‭ ‬الأصيلة‭.‬

وأوضح‭ ‬نونو‭: ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعايش‭ ‬والتقارب‭ ‬والتسامح‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي،‭ ‬جاء‭ ‬بشكل‭ ‬تراكمي‭ ‬وطبيعي‭ ‬وصحيح،‭ ‬حيث‭ ‬حرص‭ ‬حكام‭ ‬البحرين‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬المضيئة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬بوابة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬الإنساني‭ ‬العظيم‭. ‬وبين‭: ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬والفقيرة،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬باحترام‭ ‬بالغ،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية‭ ‬والعائلية،‭ ‬والشخصيات‭ ‬التجارية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تأتي‭ ‬مكملة‭ ‬لهذه‭ ‬اللوحة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الجميلة‭. ‬

 

إرث تاريخــي

بدوره،‭ ‬قــــــال‭ ‬خادم‭ ‬الكنيسة‭ ‬الانجيلية‭ ‬الوطنية‭ ‬القس‭ ‬هاني‭ ‬عزيز‭: ‬إن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬روحانية‭ ‬تتفاخر‭ ‬بها‭ ‬ليس‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالبركات‭ ‬السماوية،‭ ‬جراء‭ ‬الصلاة‭ ‬والصوم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬لتستفيد‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الصلاة‭ ‬والتقرب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬وزاد‭ ‬عزيز‭: ‬“شهر‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬يزداد‭ ‬خلاله‭ ‬التواصل‭ ‬والتقارب‭ ‬والمودة‭ ‬بين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وتصيح‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أكثر‭ ‬صلابة‭ ‬مما‭ ‬يدخل‭ ‬البهجة‭ ‬والفرحة‭ ‬في‭ ‬القلوب،‭ ‬كما‭ ‬تكثر‭ ‬التقوى‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع”‭. ‬وأردف‭ ‬عزيز‭ ‬قائلا‭: ‬“بهذا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬يتعاظم‭ ‬العطاء‭ ‬والسخاء‭ ‬والتعاطف‭ ‬مع‭ ‬المحتاجين،‭ ‬والمغتربين،‭ ‬فالبحريني‭ ‬يفتح‭ ‬قلبه‭ ‬للآخر،‭ ‬ويفرد‭ ‬ويعطي‭ ‬بسخاء،‭ ‬بإرث‭ ‬أخلاقي‭ ‬ديني،‭ ‬مُستلهم‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء،‭ ‬يهتم‭ ‬خلاله‭ ‬المواطنون‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬العطاء‭ ‬جزءا‭ ‬أصيلاً‭ ‬من‭ ‬يومياتهم،‭ ‬وحياتهم،‭ ‬بدعم‭ ‬كريم‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تألو‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كنهج‭ ‬حياة‭.‬”