لعدم قدرته على تربيته ورعايته

إلغاء حكم أسقط حضانة أم عن ابنها لصالح “بائع المخدرات”

| عباس إبراهيم

ذكر‭ ‬المحامي‭ ‬حسن‭ ‬إسماعيل‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬الخامسة‭ ‬نقضت‭ ‬حكما‭ ‬شرعيا‭ ‬بشأن‭ ‬نقل‭ ‬حضانة‭ ‬طفل‭ ‬إلى‭ ‬والده‭ ‬المدان‭ ‬بارتكاب‭ ‬جناية‭ ‬بيع‭ ‬وتعاطي‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة؛‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تربيته‭ ‬وتنشئته‭ ‬وحفظه‭ ‬ورعايته‭ ‬وتدبير‭ ‬مصالحه‭.‬

وأفاد‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ -‬المطعون‭ ‬ضده‭- ‬أقام‭ ‬دعواه‭ ‬للمطالبة‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬ابنه‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬حاليا‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬إليه،‭ ‬وبإسقاط‭ ‬نفقاته‭ ‬المتخلفة‭ ‬بموجب‭ ‬ملف‭ ‬تنفيذ‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬بعدما‭ ‬طلّق‭ ‬موكلته‭ -‬الطاعنة‭- ‬بعد‭ ‬ولادتها‭ ‬بابنهما‭ ‬بحوالي‭ ‬10‭ ‬أشهر،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬ابنًا‭ ‬بلغ‭ ‬سن‭ ‬انتهاء‭ ‬حضانة‭ ‬النساء‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬أقام‭ ‬دعواه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬حكمت‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬لصالحه‭ ‬بطلباته،‭ ‬وتأيَّدَ‭ ‬ذلك‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬فلم‭ ‬تقبل‭ ‬موكلته‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم‭ ‬وطعنت‭ ‬عليه‭ ‬بالتمييز‭ ‬الماثل‭.‬

ونعت‭ ‬الطاعنة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬بمخالفة‭ ‬القانون‭ ‬والخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيقه،‭ ‬وبمخالفة‭ ‬الثابت‭ ‬بالأوراق،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الإخلال‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬التسبيب،‭ ‬إذ‭ ‬قضى‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬والده‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬طليقها‭ ‬صدرت‭ ‬ضده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية‭ ‬لتعاطيه‭ ‬وبيعه‭ ‬المخدرات،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬بقادر‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬ابنهما‭ ‬وحفظه‭ ‬ورعايته‭ ‬وتدبير‭ ‬مصالحه‭ ‬وهو‭ ‬مما‭ ‬يعيب‭ ‬الحكم‭ ‬ويستوجب‭ ‬نقضه‭.‬

وبينت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النعي‭ ‬في‭ ‬محله،‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬المقرر‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬لمحكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬سلطة‭ ‬تقدير‭ ‬الأدلة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الواقع‭ ‬منها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬استخلاصها‭ ‬سائغا‭ ‬وتقديرها‭ ‬مقبولا،‭ ‬وأن‭ ‬تقيم‭ ‬قضاءها‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬واقعية‭ ‬تكفي‭ ‬لحمله،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أقوال‭ ‬الشاهدين‭ ‬بأنه‭ ‬أقلع‭ ‬عن‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬بذاتها‭ ‬كدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعذر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬طبي‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الأب‭ ‬بعد‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬لجان‭ ‬طبية‭.‬

ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المطعون‭ ‬ضده‭ ‬قد‭ ‬صدرت‭ ‬ضده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية‭ ‬بقضايا‭ ‬بيع‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬حسبما‭ ‬هو‭ ‬ثابت‭ ‬بكشف‭ ‬الاستعلام‭ ‬الجنائي‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬معه‭ ‬أهليته‭ ‬لحضانة‭ ‬الصغير‭ ‬لعدم‭ ‬الأمانة‭ ‬على‭ ‬المحضون‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تربيته‭ ‬وحفظه‭ ‬ورعايته‭ ‬وتدبير‭ ‬مصالحه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬معه‭ ‬الحضانة‭ ‬إلى‭ ‬الأم‭ -‬الطاعنة‭-‬،‭ ‬مما‭ ‬يعيب‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬ويستوجب‭ ‬نقضه‭ ‬ورفض‭ ‬الدعوى‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬الطعن‭ ‬شكلا،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بنقضه‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬وألزمن‭ ‬المطعون‭ ‬ضده‭ ‬المصروفات‭ ‬ومبلغ‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة،‭ ‬وحكمت‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الاستئناف‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬وبرفض‭ ‬الدعوى‭ ‬وألزمت‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬المصروفات‭ ‬عن‭ ‬الدرجتين‭ ‬ومبلغ‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬