تبادل التجارب بين دول العالم سيسهم في التخفيف من آثار الجائحة

رئيس الأمن العام: البحرين عمدت لخطوات استباقية حالت دون انتشار الفيروس

| المنامة - وزارة الداخلية

شارك‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬الفريق‭ ‬طارق‭ ‬الحسن‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬رؤساء‭ ‬أجهزة‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للشرطة‭ ‬الجنائية،‭ ‬والذي‭ ‬عقد‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي‭.‬

وألقى‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬كلمة‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬نقل‭ ‬في‭ ‬مستهلها‭ ‬تحيات‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وتمنياته‭ ‬بالتوفيق‭ ‬والنجاح‭ ‬للاجتماع،‭ ‬والذي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬تعيشها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬جراء‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭  ‬حيث‭ ‬استعرض‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬العالمية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تستفحل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬خطوات‭ ‬استباقية‭ ‬وتدابير‭ ‬وقائية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس؛‭ ‬مما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭ ‬وتقليل‭ ‬عدد‭ ‬ضحاياه‭ ‬،‭ ‬مشيدا‭ ‬بعمل‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬والمكون‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬ويضم‭ ‬كفاءات‭ ‬وطنية‭ ‬مشهودة‭ ‬بتوجيهات‭ ‬ومتابعة‭ ‬اللجنة‭ ‬الحكومية‭ ‬التنسيقية‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى،‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬لجهود‭ ‬سموه‭ ‬وفريق‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الفضل‭ ‬بتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬متقدم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجائحة‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ولمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬اتبعت‭ ‬سياسة‭ ‬ورؤية‭ ‬واضحة‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬مجتمعية‭ ‬وإنسانية‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إستراتيجيتها‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬وتعزيز‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتجسيدها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬اتخذ‭ ‬مظاهر‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬معاملة‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كفالة‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي‭ ‬والرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬المجانية‭ ‬الكاملة،‭ ‬تنفيذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬155‭ ‬ألف‭ ‬عملية‭ ‬فحص‭ ‬طبي‭ ‬لكشف‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬وتحديد‭ ‬المخالطين‭ ‬لها،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬فحوصات‭ ‬استباقية‭ ‬بالمواقع‭ ‬التي‭ ‬يشتبه‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬فيها،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬معدل‭ ‬حالات‭ ‬الفحص‭ ‬إلى‭ ‬882‭ ‬شخصا‭ ‬لكل‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬البحرين‭ ‬بإغلاق‭ ‬حدودها‭ ‬الدولية،‭ ‬ووضعت‭ ‬ضوابط‭ ‬وتدابير‭ ‬تضمن‭ ‬استمرار‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬وتوفير‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والاحتياجات‭ ‬المعيشية،‭ ‬وكذلك‭ ‬حركة‭ ‬السفر‭ ‬الضرورية‭ ‬مثل‭ ‬الترانزيت،‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬إجلاء‭ ‬رعايا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منافذها‭ ‬وبمساعدة‭ ‬طيران‭ ‬الخليج‭ ‬الناقلة‭ ‬الوطنية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬اتخذت‭ ‬خطوات‭ ‬نوعية‭ ‬تمثلت‭ ‬بإطلاق‭ ‬حزمة‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬شملت‭ ‬دفع‭ ‬رواتب‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬وتحمل‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬المشتركين‭ ‬لذات‭ ‬المدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الإعفاءات‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬القروض‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭.‬

وأشار‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬تنفيذها‭ ‬قرارات‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬حرصت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬مهامها‭ ‬وواجباتها‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تكاملي‭ ‬وتنسيقي،‭ ‬منوها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬مكثفة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام،‭ ‬وتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬أمني‭ ‬مختص‭ ‬يقوم‭ ‬بتقصي‭ ‬الإصابات‭ ‬وتحديد‭ ‬المخالطين؛‭ ‬لمساعدة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬ووضع‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انعقاد‭ ‬دائم؛‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬ضمن‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث،‭ ‬وقيام‭ ‬الدوريات‭ ‬الأمنية‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬متابعة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقرارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالوقاية‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجميع‭ ‬بارتداء‭ ‬كمامة‭ ‬الوجه‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬والمواقع‭ ‬المزدحمة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التباعد‭ ‬الجسدي،‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬متر‭ ‬ونصف‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬وجبات‭ ‬الطعام‭ ‬للعمال‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬وظائفهم‭ ‬وتوفير‭ ‬مساكن‭ ‬مؤقتة‭ ‬لهم‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬كثافة‭ ‬العمالة‭ ‬في‭ ‬المساكن‭ ‬وتوفير‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬مجانية‭ ‬كاملة‭ ‬لهم،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية؛‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬توفر‭ ‬كافة‭ ‬اشتراطات‭ ‬ومعايير‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬السكن‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك،‭ ‬وتكليف‭ ‬فرع‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المواد‭ ‬الخطرة‭ ‬بمساند‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬التطهير‭ ‬والتعقيم‭ ‬لكافة‭ ‬الشوارع‭ ‬والمرافق‭ ‬الحيوية،‭ ‬فضلا‭ ‬عند‭ ‬إعداده‭ ‬آلاف‭ ‬المتطوعين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬ميدانيا،‭ ‬ومتابعة‭ ‬الأشخاص‭ ‬الخاضعين‭ ‬للحجر‭ ‬المنزلي‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬تطبيق‭ ‬“مجتمع‭ ‬واعي”‭ ‬وآلية‭ ‬السوار‭ ‬الإلكتروني‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬تأتي‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬دولية‭ ‬تهدف‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذا‭ ‬العدو‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬العالم‭ ‬ومازال،‭ ‬لكن‭ ‬تبادل‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لاشك‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬وبلوغ‭ ‬مرحلة‭ ‬التعافي‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬بجدية‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬الاستباقية‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬المطلوبة؛‭ ‬كونها‭ ‬أدوات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لأي‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬كارثة‭.‬‭ ‬واختتم‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬كلمته‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للشرطة‭ ‬الجنائية،‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬أو‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬لأفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬ورفع‭ ‬القدرات،‭ ‬مشيدا‭ ‬بدور‭ ‬المنظمة‭ ‬ومنتسبيها،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬المشكورة،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭.‬