عليك بالبيت: رهين المحبسين

| تقي محمد البحارنة

في‭ ‬خضّم‭ ‬الأمواج‭ ‬المتلاطمة‭ ‬لجائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬والعدوى‭ ‬التي‭ ‬تزدري‭ ‬بالحدود‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭ ‬البشر‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬والقارات‭.. ‬يؤمر‭ ‬الناس‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬حتى‭ ‬يأذن‭ ‬الله‭ ‬بالفرج‭.‬

ويترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يتعود‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬العزلة،‭ ‬وأن‭ ‬يقصي‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬فضاء‭ ‬الله‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬وأن‭ ‬يقبع‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬بيت‭ ‬تخفق‭ ‬الأرياح‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تخفق‭.‬

والمحظوظ‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬بدار‭ ‬سكن‭ ‬فسيحة‭ ‬ذات‭ ‬فناء‭ ‬واسع‭ ‬وإطلالة‭ ‬جميلة‭ ‬ومتسع‭ ‬لحديقة‭ ‬ومسبح‭ ‬ورياضة‭ ‬واستجمام‭.‬

ولكن‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بذلك‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬البحبوحة‭ ‬والثراء‭. ‬فتراهم‭ ‬عاكفين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬منزل‭ ‬محشور‭ ‬بين‭ ‬المنازل‭ ‬وممر‭ ‬ضيق‭ ‬ومعيشة‭ ‬ضنك‭. ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬ربما‭ ‬كانوا‭ ‬أحسن‭ ‬حالا‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الشقق‭ ‬الشعبية‭ ‬المكدّسة‭ ‬بعضها‭ ‬فوق‭ ‬بعض‭.‬

وأولى‭ ‬بأؤلئك‭ ‬وهؤلاء‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬النصيب‭ ‬الأوفر‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعاب‭.‬

والناس‭ ‬في‭ ‬لزوم‭ ‬البيت‭ ‬قسمان‭: ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬يشعر‭ ‬بأن‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬أمر‭ ‬اضطراري‭ ‬يقبله‭ ‬على‭ ‬مضض‭ ‬كمن‭ ‬يتجرع‭ ‬كأسا‭ ‬مريرة‭.. ‬ولعلهم‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬في‭ ‬ملء‭ ‬الوحدة‭ ‬والفراغ‭ ‬حيلة‭ ‬ولا‭ ‬وسيلة‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬لهم‭ ‬مزاجا‭ ‬خاصا‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭.‬

بينما‭ ‬يجد‭ ‬الآخرون،‭ ‬وهم‭ ‬كثر،‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬لباسا‭ ‬وسكنا‭ ‬ومودة‭ ‬تجمع‭ ‬الشمل‭ ‬وتؤلف‭ ‬القلوب،‭ ‬وتفتح‭ ‬أبوابا‭ ‬لاستعادة‭ ‬ذكريات‭ ‬الأيام‭ ‬الجميلة‭.‬

ومن‭ ‬جميل‭ ‬ما‭ ‬صنعته‭ ‬الدولة‭ ‬وأجهزتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬توجيه‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والبرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬ووسائل‭ ‬الاتصالات‭ ‬لملْء‭ ‬الفراغ‭ ‬عند‭ ‬من‭ ‬يضيقون‭ ‬بالمنزل‭ ‬ذرعا‭. ‬يساندهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كتاب‭ ‬الصحف،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬حض‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬إدمان‭ ‬القراءة‭ ‬والتعلم‭ ‬ومزاولة‭ ‬الرياضة‭ ‬وسائر‭ ‬ما‭ ‬يملأ‭ ‬أوقات‭ ‬الفراغ‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ممارسة‭ ‬الهوايات‭ ‬اليدوية‭ ‬والفنية‭ ‬والكتابة‭.. ‬ثم‭ ‬فنون‭ ‬الطبخ‭ ‬والمأكل‭ ‬والمشارب‭ ‬لربّات‭ ‬البيوت‭.‬

وكل‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ملء‭ ‬الفراغ‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لا‭ ‬يعادل‭ ‬ما‭ ‬يتجدد‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬للقلوب‭.‬

يقول‭ ‬أحد‭ ‬الشعراء‭:‬

وقالت‭ ‬لي‭ ‬سهى‭: ‬أتحبّ‭ ‬غيري؟‭.. ‬فقلت‭ ‬لها‭ ‬وحقّك‭ ‬لا‭ ‬أحبُّ

تخذتك‭ ‬دونهنّ‭ ‬هوى‭ ‬مقيما‭.. ‬له‭ ‬بيت‭ ‬وناصية‭ ‬ودربُ‭.‬

في‭ ‬كتابه‭ ‬“قلبك‭ ‬معي”‭ ‬كتب‭ ‬أنيس‭ ‬منصور‭ ‬عن‭ ‬العزلة‭ ‬المنتجة‭ ‬“المفكر‭ ‬والفنان‭ ‬يختار‭ ‬العزلة‭.. ‬يختار‭ ‬الابتعاد‭ ‬والانطواء‭ ‬وراء‭ ‬باب‭ ‬ضيق”‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬العزلة‭ ‬تتولد‭ ‬المعاني‭. ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬وجدنا‭ ‬الرهبان‭ ‬في‭ ‬الصوامع‭ ‬أبدعوا‭ ‬الموسوعات‭ ‬والقواميس‭. ‬الأديب‭ ‬سيرفانش‭ ‬دخل‭ ‬السجن‭ ‬وكتب‭ ‬روايته‭ ‬الرائعة‭ (‬دون‭ ‬كيخوته‭)‬،‭ ‬وفولتير‭ ‬كتب‭ ‬ملحمة‭ ‬شعره‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬“الباستيل”‭ ‬ونهرو‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬سجنه‭ ‬الطويلة‭ ‬“لمحات‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬العالم”‭ ‬والرحالة‭ ‬ماركوبولو‭ ‬أملى‭ ‬رحلاته‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬نزلاء‭ ‬سجنه‭.‬

واوسكار‭ ‬وايلد‭ ‬كتب‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬كتابه‭ ‬“من‭ ‬الأعماق”‭.‬

المبدعون‭ ‬يجدون‭ ‬حريتهم‭ ‬في‭ ‬العزلة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الجدران‭.‬

وقد‭ ‬فات‭ ‬الكاتب‭ ‬أنيس‭ ‬منصور‭ ‬أن‭ ‬يضرب‭ ‬مثلا‭ ‬عربيا‭ ‬كالشاعر‭ ‬الفارس‭ (‬أبو‭ ‬فراس‭ ‬الحمداني‭) ‬الذي‭ ‬تدفق‭ ‬شعره‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬سجنه‭ ‬لدى‭ ‬الروم‭.. ‬أو‭ ‬بشخصية‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية‭ ‬ذات‭ ‬حكمة‭ ‬وعبقرية‭ ‬وروح‭ ‬إنسانية‭ ‬صافية،‭ ‬نسجت‭ ‬خيوط‭ ‬فلسفنها‭ ‬وبنات‭ ‬أفكارها‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬البيت،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الفيلسوف‭ ‬والشاعر‭ ‬الحكيم‭ ‬أبو‭ ‬العلاء‭ ‬المعري‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬لنفسه‭ ‬أن‭ ‬يلقّب‭ ‬بـ‭ ‬“رهين‭ ‬المحبسين”‭.‬

الحبس‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬كونه‭ ‬فاقدا‭ ‬البصر،‭ ‬والثاني‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ملازما‭ ‬للبيت،‭ ‬وحبس‭ ‬آخر‭ ‬أنه‭ ‬حبس‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬أكل‭ ‬الخضار‭ ‬والعدس‭ ‬خصوصا‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أكل‭ ‬اللحوم‭ ‬والبيض‭ ‬والألبان‭... ‬ثم‭ ‬إنه‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دواوين‭ ‬شعره،‭ ‬أصدر‭ ‬مجموعة‭ ‬أشعار‭ ‬سميت‭ ‬بـ‭ ‬“اللزوميات”،‭ ‬إذ‭ ‬التزم‭ ‬فيها‭ ‬المعري‭ ‬3‭ ‬أحرف‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬قوافي‭ ‬الأبيات‭ ‬ما‭ ‬جرت‭ ‬تسميته‭ ‬بـ‭ ‬“لزوم‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يلزم”‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬المعري‭ ‬لما‭ ‬مرض‭ ‬جاءوا‭ ‬إليه‭ ‬بفرخة‭ ‬دجاج‭ ‬مطهوة‭ ‬لتمده‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬القوة،‭ ‬فأخذ‭ ‬يقلّب‭ ‬تلك‭ ‬الفرخة‭ ‬بيديه‭ ‬ويتلمسها‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬“استضعفوك‭ ‬فوصفوك‭.. ‬هلا‭ ‬وصفوا‭ ‬قلب‭ ‬الأسد‭!‬”،‭ ‬ثم‭ ‬ألقاها‭ ‬ولم‭ ‬يطعمها‭.‬

وسجن‭ ‬آخر‭ ‬للمعري‭ ‬التزامه‭ ‬بعدم‭ ‬الزواج،‭ ‬وأوصى‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬على‭ ‬قبره‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭:‬

“هذا‭ ‬جناه‭ ‬أبي‭ ‬عليّ‭.. ‬وما‭ ‬جنيت‭ ‬على‭ ‬أحد”‭.‬

وفلسفة‭ ‬المعري‭ ‬ومعضلته‭ ‬التي‭ ‬جلبت‭ ‬الأنكار‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬زمانه‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يفكر‭ ‬خارج‭ ‬الأطر‭ ‬الموضوعة‭ ‬في‭ ‬زمانه‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬والدعاة‭ ‬والصراع‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬والطوائف‭.‬

مدح‭ ‬أهل‭ ‬زمانه‭ ‬عبقريته‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬الإنساني‭ ‬وأنكروا‭ ‬عليه‭ ‬فلسفته‭ ‬وعقيدته‭.‬

قال‭ ‬في‭ ‬الدعاة‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬غضبهم‭ ‬مثل‭ ‬قوله‭:‬

“علم‭ ‬الإمام‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬بظنه‭.. ‬أن‭ ‬الدعاة‭ ‬بسعيها‭.. ‬تتكسّب”‭.‬

ومن‭ ‬المعروف‭ ‬عن‭ ‬المعري‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يقدس‭ ‬العقل‭ ‬ولا‭ ‬يعمل‭ ‬بغيره‭ ‬وهو‭ ‬القائل‭ (‬كذب‭ ‬الظن،‭ ‬لا‭ ‬أمام‭ ‬سوى‭ ‬العقل‭) ‬ومن‭ ‬أقواله‭ ‬أيضا‭:‬

“بني‭ ‬زمني‭ ‬هل‭ ‬تعلمون‭ ‬سرائرا‭.. ‬علمت‭ ‬ولكنّي‭ ‬بها‭ ‬غير‭ ‬بائح”‭.‬

وقوله‭:‬

“غدوت‭ ‬مريض‭ ‬العقل‭ ‬والّدين‭ ‬فالقني‭.. ‬لتسمع‭ ‬أنباء‭ ‬الأمور‭ ‬الصحائح”‭.‬

تلك‭ ‬الأبيات‭ ‬استفزت‭ ‬داعي‭ ‬الدعاة‭ ‬الفاطمي،‭ ‬وهم‭ ‬ممن‭ ‬تظاهروا‭ ‬بالاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬العقل‭ ‬شأن‭ ‬المعري،‭ ‬فأرسل‭ ‬إلى‭ ‬أبي‭ ‬العلاء‭ ‬المعري‭ ‬يطلب‭ ‬منه‭ ‬القدوم‭ ‬للمناظرة‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬العقائد‭ ‬والعادات،‭ ‬متذرعا‭ ‬بعبارات‭ ‬التواضع‭ ‬المصطنع‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬“شددت‭ ‬إليه‭ (‬يقصد‭ ‬المعري‭) ‬راحلة‭ ‬العليل‭ ‬في‭ ‬دينه‭ ‬وعقله‭ ‬إلى‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬ينبئ‭ ‬أنباء‭ ‬الأمور‭ ‬الصحائح‭. ‬وأنا‭ ‬أول‭ ‬ملبّ‭ ‬لدعوته‭ ‬معترف‭ ‬بحيرته،‭ ‬مغترف‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬إرشاده‭ ‬وهدايته‭...‬”‭.‬

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬المعري‭ ‬بذكائه‭ ‬ما‭ ‬تنطوي‭ ‬عليه‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬البلاط‭ ‬الفاطمي‭ ‬من‭ ‬مكر‭ ‬فيعتذر‭ ‬عن‭ ‬القدوم‭ ‬بلغة‭ ‬متواضعة‭ ‬مبطنة،‭ ‬مبديا‭ ‬ضعفه‭ ‬ودقة‭ ‬عظمه‭ ‬ورقة‭ ‬بدنه‭ ‬ويقول‭: ‬“من‭ ‬أنا‭ ‬حتى‭ ‬يكتب‭ ‬إلي‭.. ‬مثله‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مثل‭ ‬الثريا‭ ‬الطالعة‭ ‬تكتب‭ ‬إلى‭ ‬الثرى،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يسمع‭ ‬ولا‭ ‬يرى”‭.‬

وهكذا‭ ‬آثر‭ ‬المعري‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬داره‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بتبادل‭ ‬5‭ ‬رسائل‭ ‬من‭ ‬المناظرات‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬داعي‭ ‬الدعاة‭ ‬الفاطمي‭: ‬هبة‭ ‬الله‭ ‬الشيرازي‭.‬

وقيل‭ ‬إن‭ ‬المستنصر‭ ‬الفاطمي‭ ‬بذل‭ ‬للمعري‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬مال‭ ‬المعرّة‭ ‬لاستمالته‭ ‬للفكر‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬وزحزحته‭ ‬عن‭ ‬بيته‭ ‬للقدوم‭ ‬إليه‭.. ‬ولكن‭ ‬المعري‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬أسلوبا‭ ‬مراوغا‭ ‬ولغة‭ ‬مبّطنة‭ ‬للاعتذار‭ ‬بلطف‭.. ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬معرة‭ ‬النعمان‭ ‬خاضعة‭ ‬آنذاك‭ ‬للسلطة‭ ‬الفاطمية‭.‬

وختاما،‭ ‬فليس‭ ‬حديثنا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬المعري‭ ‬وشرحه‭ ‬يطول،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬لتوضيح‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لملازم‭ ‬البيت‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مبدعا‭ ‬ومفيدا‭ ‬ونافعا‭ ‬لمجتمعه‭ ‬ولنفسه‭ ‬ولأهله‭ ‬وذويه‭.. ‬والله‭ ‬يؤتي‭ ‬الحكمة‭ ‬من‭ ‬يشاء‭.‬