دخلها تأثر بشدة بعد منع تناول الوجبات داخل المطعم

ملاك مطاعم: الربح لا يتجاوز 20 % لأن “"الدليفري"” يلتهم ربع قيمة الوجبة

| علي الفردان

تكافح‭ ‬المطاعم‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الطلبات‭ ‬الداخلية‭ ‬والبوفيهات‭ ‬للبقاء‭ ‬بعد‭ ‬منع‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬داخل‭ ‬المطاعم‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬الشهر‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬ومع‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬والذي‭ ‬يقل‭ ‬فيه‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المطاعم‭ ‬فإن‭ ‬الوضع‭ ‬يتفاقم‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.‬

ورغم‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المطاعم‭ ‬وتشمل‭ ‬إعفاء‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬التوصيل‭ ‬وتخفيض‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الطعام‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يحسن‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬شئ‭ ‬يذكر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬أزمة‭ ‬“الكورونا”‭ ‬دون‭ ‬أفق‭ ‬حل‭ ‬كبير‭.‬

ويقول‭ ‬صاحب‭ ‬مطعم‭ ‬“جولدن‭ ‬شيف”‭ ‬نبيل‭ ‬رسول‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬حضورا‭ ‬كثيف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بأجواء‭ ‬الطعام‭ ‬البحرينية‭ ‬داخل‭ ‬المطعم‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬البديع،‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬المطاعم‭ ‬تقارب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬“صفرا”‭.‬

ويشير‭ ‬رسول‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مطاعم‭ ‬الوجبات‭ ‬الداخلية‭ ‬تأثرت‭ ‬بشدة‭ ‬بفعل‭ ‬أزمة‭ ‬“الكورونا”‭ ‬واقتصار‭ ‬البيع‭ ‬على‭ ‬الطلبات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتوصيل،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬المطاعم‭ ‬تعتبر‭ ‬فرصة‭ ‬للعائلة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وزملاء‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الطلبات‭ ‬الداخلية‭ ‬تشكل‭ ‬معظم‭ ‬أعمال‭ ‬المطاعم‭.‬

ويقول‭ ‬رسول‭ ‬“‭ ‬ماحدث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬نتخيله‭ ‬يوميا،‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬مهيئين‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬القائمة‭ ‬يفضلها‭ ‬الزبائن‭ ‬تناولها‭ ‬داخل‭ ‬المطاعم‭ ‬مع‭ ‬الخبز‭ ‬الساخن‭ ‬والأجواء‭ ‬الداخلية”‭.‬

ويوضح‭ ‬رسول‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مطعم‭ ‬“جولدن‭ ‬شيف”‭ ‬فور‭ ‬الإحساس‭ ‬بوجود‭ ‬مشكلة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتأثر‭ ‬نشاط‭ ‬المطاعم‭ ‬بدأ‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬للاستمرار‭ ‬حيث‭ ‬فتح‭ ‬أرقام‭ ‬للطلبات‭ ‬الخارجية‭ ‬كما‭ ‬وفر‭ ‬خدمة‭ ‬التوصيل‭ ‬بشكل‭ ‬مجان‭ ‬لجميع‭ ‬المناطق،‭ ‬ومنح‭ ‬الحسومات‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الاستمرارإلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يساعد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

ولا‭ ‬تكاد‭ ‬شركات‭ ‬التوصيل‭ ‬تسعف‭ ‬المطاعم‭ ‬خصوصا‭ ‬الصغيرة،‭ ‬إذ‭ ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬الشركة‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬رسوم‭ ‬تسجيل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬احتساب‭ ‬26‭% ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الطلب‭ ‬كرسوم‭ ‬توصيل‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬الرسوم‭ ‬التي‭ ‬يدفعها‭ ‬صاحب‭ ‬الطلب،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وجده‭ ‬مبالغ‭ ‬جداً‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬ربحية‭ ‬المطعم‭ ‬في‭ ‬الوجبات‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬20‭%.‬

وأشار‭ ‬نبيل‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تطبيق‭ ‬وطني‭ ‬يجمع‭ ‬المطاعم‭ ‬برسوم‭ ‬معقولة‭ ‬ورمزية‭ ‬بحيث‭ ‬تشكل‭ ‬مساعدة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭.‬

وأشار‭ ‬نبيل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬الكهرباء‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهور‭ ‬ساعد‭ ‬المطعم‭ ‬قليلا‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬هناك‭ ‬أجور‭ ‬موظفين‭ ‬وإيجارات‭ ‬وتكاليف‭ ‬أخرى،‭ ‬موضحاً‭ ‬أنه‭ ‬بصدد‭ ‬تقديم‭ ‬طلبه‭ ‬لـ‭ ‬“تمكين”‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭.‬

ويشير‭ ‬صاحب‭ ‬مطعم‭ ‬أموش‭ ‬عبدالله‭ ‬العرادي‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬تراجعت‭ ‬بنحو‭ ‬80‭% ‬وأن‭ ‬المطاعم‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الطلبات‭ ‬الداخلية‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬الكامل‭ ‬إلى‭ ‬اللطلبات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتوصيل‭.‬

وقال‭ ‬العرادي‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمطعمه‭ ‬“أموش”‭ ‬فإن‭ ‬الشعوربالأزمة‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬حييث‭ ‬يعد‭ ‬المطعم‭ ‬مقصد‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬العوائل‭ ‬الخليجية‭ ‬والأجانب‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬المطعم‭ ‬مقصد‭ ‬للشعور‭ ‬بالأجواء‭ ‬التراثية‭ ‬واختبار‭ ‬تجربة‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬داخل‭ ‬مطعم‭ ‬شعبي،‭ ‬ومع‭ ‬إغلاق‭ ‬الجسر‭ ‬فإن‭ ‬المطعم‭ ‬خسر‭ ‬نحو‭ ‬60‭% ‬من‭ ‬الطلبات‭.‬

لكن‭ ‬مطعم‭ ‬أموش‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬فلجأ‭ ‬لابتكار‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬لتوصيل‭ ‬بعض‭ ‬الوجبات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متاحة‭ ‬للطلبات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتوصيل‭ ‬كما‭ ‬منح‭ ‬حسومات‭ ‬كبيرة‭ ‬للطلبات‭ ‬الخارجية‭.‬

ويشير‭ ‬العرادي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مطعمه‭ ‬يبيع‭ ‬الوجبات‭ ‬للتوصيل‭ ‬الخارجي‭ ‬بدون‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬تقريبا،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬التوصيل‭ ‬الخارجي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭% ‬مع‭ ‬اخذ‭ ‬الاعتبار‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬وأجر‭ ‬شركات‭ ‬تطبيقات‭ ‬التوصيل‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬25‭%.‬

وأشار‭ ‬العرادي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬قامت‭ ‬مشكورة‭ ‬ببعض‭ ‬الخطوات‭ ‬لمساعدة‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬دفع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬النفقات،‭ ‬لكنه‭ ‬اقترح‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إعفاء‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬تسديد‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لفترة‭ ‬“الكورنا”‭ ‬بحيث‭ ‬تحصل‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬الضريبة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بجمعها‭ ‬لمساعدتها‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭.‬

واتفق‭ ‬العرادي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الإغلاق‭ ‬الكلي،‭ ‬وليس‭ ‬مع‭ ‬الافتتاح‭ ‬بصورة‭ ‬جزئية‭ ‬لسلامة‭ ‬الزبائن‭.  ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬فإن‭ ‬المطعم‭ ‬عادة‭ ‬يفتح‭ ‬أبوابه‭ ‬رغم‭ ‬انخفاض‭ ‬الأعمال‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬سيكون‭ ‬الاثر‭ ‬مضاعفا‭.‬

وتعمل‭ ‬المطاعم‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬ابتكار‭ ‬اطباق‭ ‬جديدة‭ ‬للتوصيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬وطأة‭ ‬الأزمة،‭ ‬إذ‭ ‬يشير‭ ‬صاحب‭ ‬مطعم‭ ‬“أموش”‭ ‬إلى‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬المنتجات‭ ‬المثلجه‭ ‬مثل‭ ‬السمبوسة‭ ‬وغيرها‭ ‬وهي‭ ‬قوائم‭ ‬جديدة‭ ‬استحدثتها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭.‬