دراسة.. “كرات نارية” ضخمة تضرب الأرض

كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬جديدة‭ ‬رائدة‭ ‬أن‭ ‬الأرض‭ ‬تتعرض‭ ‬لهجوم‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬الفضاء،‭ ‬إذ‭ ‬تمطر‭ ‬السماء‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬كغ‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الفضائية‭ ‬على‭ ‬كوكبنا‭ ‬كل‭ ‬عام‭. ‬

وذهب‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬النيازك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معرفة‭ ‬عدد‭ ‬المرات‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬فيها‭ ‬الأرض‭ ‬لقذائف‭ ‬فضائية‭.  ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يحدث‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬إذ‭ ‬كشفت‭ ‬حساباتهم‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬كغ‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬نيزكية،‭ ‬بكتلة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬50‭ ‬غراما‭ ‬للمادة‭ ‬الواحدة،‭ ‬تضرب‭ ‬الكوكب‭ ‬كل‭ ‬عام‭. ‬وعند‭ ‬تضمين‭ ‬مواد‭ ‬أصغر‭ ‬في‭ ‬الحسابات،‭ ‬يصل‭ ‬الرقم‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬مذهل‭ ‬يبلغ‭ ‬40‭ ‬مليونا،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬يتكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬غبار‭ ‬الفضاء‭ ‬الناعم،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسبب‭ ‬أي‭ ‬ضرر‭.‬

وبلغت‭ ‬كتلة‭ ‬معظم‭ ‬المخلفات‭ ‬الفضائية‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬غرام‭ ‬و10‭ ‬كغ،‭ ‬عندما‭ ‬تصطدم‭ ‬بالأرض‭. ‬وكانت‭ ‬الكتل‭ ‬الأكبر‭ ‬حجما‭ ‬أقل‭ ‬تكرارا،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسبب‭ ‬أضرارا‭ ‬جسيمة،‭ ‬سعى‭ ‬الخبراء‭ ‬إلى‭ ‬دراستها‭. ‬وتأتي‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬أخرى‭ ‬زعم‭ ‬فيها‭ ‬باحثون‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬سجلات‭ ‬موثوقة‭ ‬لنيزك‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬شخص‭.‬

وتعد‭ ‬أنتاركتيكا‭ ‬مرتعا‭ ‬خصبا‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬النيازك‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬لأنها‭ ‬تبرزها‭ ‬بوضوح‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬بيضاء‭.‬

وقام‭ ‬فريق‭ ‬البحث‭ ‬بقيادة‭ ‬عالم‭ ‬الرياضيات‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬مانشستر‭ ‬جيف‭ ‬إيفات،‭ ‬بتمشيط‭ ‬منطقة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬جبال‭ ‬شاكلتون‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بإنشاء‭ ‬تقدير‭ ‬عالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬نموذج‭ ‬رياضي‭ ‬يفسر‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬خطوط‭ ‬العرض‭. ‬وكشف‭ ‬النموذج‭ ‬عن‭ ‬بيانات‭ ‬جديدة‭ ‬قيّمة‭ ‬تغذي‭ ‬تقييمات‭ ‬المخاطر‭ ‬المستقبلية‭ ‬للأرض‭.‬

ومن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام،‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬ضربات‭ ‬النيزك‭ ‬في‭ ‬القطبين‭ ‬الشمالي‭ ‬والجنوبي‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬زهاء‭ ‬60‭ % ‬مما‭ ‬تتوقعه‭ ‬عند‭ ‬خط‭ ‬الاستواء‭.‬

وهذا‭ ‬يفسر‭ ‬سبب‭ ‬كون‭ ‬مرافق‭ ‬الطوارئ‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬مثل‭ ‬خزينة‭ ‬البذور‭ ‬العالمية،‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا‭ ‬عند‭ ‬خطوط‭ ‬العرض‭ ‬الأعلى‭. ‬ونُشرت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭.‬