سعر العجوة 4 دنانير وتجار يغالون ببيعها بـ 30 دينارا

سرحان لـ “البلاد”: 50 نوعا للتمور.. والبحرينيون يفضلون إخلاص القصيم والإحساء

| علوي الموسوي | تصوير رسول الحجيري

التمر‭ ‬في‭ ‬رمضان،‭ ‬أشبه‭ ‬بجرس‭ ‬جميل‭ ‬يتدلى‭ ‬من‭ ‬سماء‭ ‬السيرة‭ ‬النبوية‭ ‬يوقض‭ ‬رنينه‭ ‬الجميل‭ ‬الروح‭ ‬النائمة‭ ‬عن‭ ‬وصايا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمائدة‭ ‬سفرة‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭.‬

للتمر‭ ‬تقديس‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المسلمين،‭ ‬له‭ ‬وقع‭ ‬مثير‭ ‬على‭ ‬موائدهم‭ ‬بحجم‭ ‬كوكب‭ ‬يسبح‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬السنة‭ ‬النبوية،‭ ‬هذه‭ ‬النبتة‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬من‭ ‬المديح‭ ‬الكثير‭ ‬حتى‭ ‬قال‭: ‬“بيتٌ‭ ‬لا‭ ‬تمرَ‭ ‬فيهِ،‭ ‬جياعٌ‭ ‬أهلُهُ”،‭ ‬وقد‭ ‬أوصى‭ ‬بضرورة‭ ‬البدء‭ ‬بالإفطار‭ ‬على‭ ‬التمر‭.‬

لذلك‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬أي‭ ‬مائدة‭ ‬رمضانية‭ ‬من‭ ‬التمر‭ ‬أو‭ ‬الرطب‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬شرّع‭ ‬الله‭ ‬الصيام‭ ‬لذلك،‭ ‬فهو‭ ‬سيد‭ ‬الطعام‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬الإفطار‭ ‬بالشهر‭ ‬الفضيل‭. ‬ويعد‭ ‬التمر‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬تتوحد‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬موائد‭ ‬المسلمين،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأون‭ ‬بإفطارهم‭ ‬بالتمر‭ ‬أو‭ ‬الرطب،‭ ‬عملا‭ ‬بالسنة‭ ‬النبوية‭.‬

أحد‭ ‬أبرز‭ ‬تجار‭ ‬التمور‭ ‬والرطب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حسن‭ ‬أحمد‭ ‬سرحان‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬خمسين‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التمور،‭ ‬ولكن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬يفضلون‭ ‬تمر‭ ‬الإخلاص،‭ (‬إخلاص‭ ‬القصيم،‭ ‬وإخلاص‭ ‬الإحساء‭) ‬المستورد‭ ‬من‭ ‬الشقيقة‭ ‬السعودية‭.‬

وبين‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تنتج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التمور،‭ ‬لكنها‭ ‬تنتج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرطب،‭ ‬وهناك‭ ‬أنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬الرطب‭ ‬وأهل‭ ‬البحرين‭ ‬يحبون‭ ‬هذه‭ ‬الثمرة‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬رطبا‭ ‬في‭ ‬الصيف،‭ ‬وتصل‭ ‬لمرحلة‭ ‬معينة‭ ‬تسمى‭ ‬تمرا‭ ‬ويكون‭ ‬موسمها‭ ‬الشتاء‭.‬

سرحان‭ ‬الذي‭ ‬أمضى‭ ‬في‭ ‬المهنة‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬وإخوانه‭ ‬يقول‭: ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬يحبون‭ ‬التمر‭ ‬والرطب‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬الإخلاص،‭ ‬والتمور‭ ‬والرطب‭ ‬منوعه‭ ‬يخصص‭ ‬بعضها‭ ‬للأكل‭ ‬على‭ ‬المائدة‭ ‬فيما‭ ‬يخصص‭ ‬بعضها‭ ‬للضيافة‭ (‬القدوع‭).‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬للتفرقة‭ ‬بين‭ ‬التمور‭ ‬التي‭ ‬تأكل‭ ‬على‭ ‬المائدة‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للضيافة‭ ‬يجب‭ ‬ملاحظة‭ ‬كيفية‭ ‬حفظها‭ ‬أولا؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬تجار‭ ‬التمور‭ ‬ومسوقيها‭ ‬قاموا‭ ‬بتخصيص‭ ‬التمور‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬أكياس‭ ‬خاصة‭ ‬للحفظ؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأكل‭ ‬على‭ ‬المائدة،‭ ‬فيما‭ ‬ميزوا‭ ‬التمور‭ ‬المفردة‭ ‬في‭ ‬أوعية‭ ‬وأغلفة‭ ‬أخرى‭ ‬وفي‭ ‬العادة‭ ‬تحتاج‭ ‬هذه‭ ‬التمور‭ ‬إلى‭ ‬عناية‭ ‬في‭ ‬حفظها،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬حفظها‭ ‬في‭ ‬البراد‭ ‬بينما‭ ‬التمور‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬على‭ ‬المائدة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬حفظها‭ ‬في‭ ‬البراد‭.‬

وعن‭ ‬الأسعار‭ ‬أكد‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬اليد،‭ ‬إذ‭ ‬يبدأ‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬التمر‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬ونصف‭ ‬الدينار‭ ‬لحد‭ ‬الخمسة‭ ‬دنانير،‭ ‬وهنالك‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬يغالي‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬هذا‭ ‬المنتج،‭ ‬إذ‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬كيلو‭ ‬بعض‭ ‬التمور‭ ‬كالعجوة‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬دينارا،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬وأن‭ ‬سعر‭ ‬العجوة‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الأحوال‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬العشرة‭ ‬دنانير‭ ‬وفي‭ ‬العادة‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬4‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬دنانير‭.‬