سوالف

التزام المواطن العماد الذي يقوم عليه المجتمع

| أسامة الماجد

قبل‭ ‬أيام‭ ‬كتبت‭ ‬أنه‭ ‬بحكم‭ ‬الظروف‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لمكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الجديد،‭ ‬سيكون‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مختلفا‭ ‬عن‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬سنفتقد‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬العزيزة،‭ ‬وهي‭ ‬“صلاة‭ ‬التراويح”‭ ‬و”المجالس‭ ‬الرمضانية”‭ ‬و”صلاة‭ ‬ليلة‭ ‬القدر”‭ ‬و”الغبقات”،‭ ‬و”القرقاعون”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المظاهر‭ ‬التي‭ ‬اعتدنا‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬ويوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬أعلن‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية‭.‬

حتى‭ ‬نكون‭ ‬صائمين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬خلوقين،‭ ‬فالشجاعة‭ ‬خلق‭ ‬والأمانة‭ ‬خلق‭ ‬والحب‭ ‬خلق‭ ‬وإصلاح‭ ‬ذات‭ ‬البين‭ ‬خلق‭ ‬والصراحة‭ ‬خلق‭ ‬والكرم‭ ‬خلق‭ ‬وقول‭ ‬الحق‭ ‬خلق‭ ‬واستقامة‭ ‬السلوك‭ ‬سيد‭ ‬الخلق،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ملتزما‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬ولا‭ ‬“ينسى‭ ‬عمره”‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬ويعود‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬السابقة،‭ ‬فللمواطن‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬الإجراءات‭ ‬أو‭ ‬ضعفها‭ ‬بالشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬فالظروف‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬لإحياء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬اعتدنا‭ ‬عليها،‭ ‬والموقف‭ ‬القانوني‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬والالتزام‭ ‬صارم،‭ ‬والمخالفة‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬حجمها‭.‬

 

لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬مواطن‭ ‬بنظريات‭ ‬تحلل‭ ‬“المجالس‭ ‬والقعدة”،‭ ‬ويربطها‭ ‬بمقولة‭ ‬رمضان‭ ‬كريم‭ ‬والحافظ‭ ‬الله،‭ ‬والأهم‭ ‬إخلاص‭ ‬النية‭ ‬والعمل،‭ ‬والمجالس‭ ‬تبهج‭ ‬القلب‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬الحاضرين‭ ‬قليلا،‭ ‬وربما‭ ‬يتوغل‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬المجهول‭ ‬ويحطم‭ ‬جسر‭ ‬المسؤولية‭ ‬والوطنية‭ ‬ويقول‭ ‬“محد‭ ‬يدري‭.. ‬إلا‭ ‬يمعة‭ ‬شباب‭ ‬في‭ ‬البيت”،‭ ‬أو‭ ‬يستسهل‭ ‬البعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬وينشر‭ ‬بذور‭ ‬التجاوز‭ ‬بعقلية‭ ‬مريضة‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬تحرم‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬ومظاهر‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬رمضان‭! ‬إن‭ ‬المقياس‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬ولائه‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الواجب‭ ‬والإخلاص‭ ‬والالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬موقعه،‭ ‬لأن‭ ‬الالتزام‭ ‬العماد‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬المجتمع‭.‬