سوق التجزئة الإلكترونية معركة الحرب الباردة

| حامد المحاري

تشهد‭ ‬سوق‭ ‬التجزئة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬نموًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬التجزئة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬أن‭ ‬التجزئة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬قامت‭ ‬بتدمير‭ ‬بعض‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬والماركات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التجزئة‭ ‬التقليدي،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تبادر‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬لمزاولة‭ ‬التجزئة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بإنشاء‭ ‬وتدشين‭ ‬متجر‭ ‬إلكتروني‭ ‬يساعدهم‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬المبيعات،‭ ‬وهذا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاختلاف‭ ‬حول‭ ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬لنجاح‭ ‬أو‭ ‬فشل‭ ‬مشروع‭ ‬التجزئة‭ ‬الإلكترونية‭.‬

يعتبر‭ ‬قطاع‭ ‬التجزئة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬للغاية،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬معظم‭ ‬القطاعات‭ ‬تريد‭ ‬مزاولة‭ ‬متجرها‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬قطاعا‭ ‬مهما‭ ‬لمستقبل‭ ‬واعد،‭ ‬وسيساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭ ‬بقيادة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

التجزئة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬تبادل‭ ‬المنتجات‭ ‬والخدمات‭ ‬والمعلومات‭ ‬باستخدام‭ ‬شبكة‭ ‬إنترنت‭ ‬داخلية‭ ‬أو‭ ‬خارجية،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬البضائع‭ ‬والمنتجات‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬للزبائن‭ ‬والمستهلكين‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانترنت،‭ ‬وتشمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬مثل‭ ‬المحاسبة،‭ ‬قانون‭ ‬الأعمال،‭ ‬علوم‭ ‬الحاسوب،‭ ‬سلوك‭ ‬المستهلك،‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬الهندسة،‭ ‬المالية،‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬إدارة‭ ‬نظم‭ ‬المعلومات،‭ ‬التسويق،‭ ‬والروبوتات‭ ‬والعلوم‭ ‬الإحصائية‭. ‬وبمختلف‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬البيع‭ ‬الكبيرة‭ ‬مثل‭ ‬www.amazon.com‭ ‬إلى‭ ‬المخازن‭ ‬المحلية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬موقعًا‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬

وبمقارنة‭ ‬عالمية‭ ‬للإيرادات‭ ‬بملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬الأميركية‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬سوق‭ ‬يبلغ‭ ‬1‭,‬001‭,‬974‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬تتصدر‭ ‬التجارة‭ ‬الالكترونية‭ ‬معظم‭ ‬الإيرادات‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬فيما‭ ‬تقدر‭ ‬الإيرادات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بنحو‭ ‬897‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

وأصبح‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬ضروريًا‭ ‬للغاية‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أزمة‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬‭ ‬وعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬الناشئة‭ ‬والرائدة،‭ ‬أن‭ ‬تواكب‭ ‬التغييرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وإدارة‭ ‬الازمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاحتواء‭ ‬أقل‭ ‬الخسائر‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬المبيعات،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬والمحلية‭ ‬تؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬بالتوجه‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬بمختلف‭ ‬التخصصات‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬جميع‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬والمحلية‭ ‬تشير‭ ‬توقعاتها‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬نمو‭ ‬ملحوظ‭ ‬للتجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بحلول‭ ‬2022‭ ‬بزيادة‭ ‬نسبتها‭ ‬16‭.‬4‭ %‬،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬48‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وفرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬محليًا‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ستصبح‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬مسبقًا‭ ‬شراء‭ ‬موقع‭ ‬“سوق‭ ‬دوت‭ ‬كوم”‭ ‬الإماراتي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أقوى‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬“أمازون”‭ ‬بقيمة‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬أيضا‭ ‬موقع‭ ‬“طلبات‭ ‬دوت‭ ‬كوم”‭ ‬الكويتي،‭ ‬حيث‭ ‬أثمر‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬بقيمة‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬كويتي،‭ ‬واحتفظ‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬السابق‭ ‬والشريك‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬الشاب‭ ‬الكويتي‭ ‬محمد‭ ‬جعفر‭ ‬بـ20‭ %‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭.‬