“كورونا” سيبقي مستويات أسعار الخام منخفضة نسبيًا لنهاية 2020

خبراء واقتصاديون: لا تأثير للهبوط التاريخي للنفط الأميركي على البحرين

| أمل الحامد

“حلول‭ ‬موعد‭ ‬عقود‭ ‬مايو”‭.. ‬عامل‭ ‬تقني‭ ‬بالسوق‭ ‬تسبب‭ ‬بانهيار‭ ‬الأسعار عدم‭ ‬قدرة‭ ‬المخازن‭ ‬الأميركية‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬الإنتاج‭ ‬فاقم‭ ‬الوضع عقود‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭ ‬للخام‭ ‬الأميركي‭ ‬تبلغ‭ ‬قرابة‭ ‬20‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل بيع‭ ‬النفط‭ ‬بالبحرين‭ ‬يتم‭ ‬بعقود‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مضاربة

 

أكد‭ ‬خبراء‭ ‬اقتصاديون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”،‭ ‬أن‭ ‬النزول‭ ‬المفاجئ‭ ‬والتاريخي‭ ‬لأسعار‭ ‬العقود‭ ‬التي‭ ‬حل‭ ‬موعدها‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬هو‭ ‬تأثير‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬ومحدود،‭ ‬مستبعدين‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬سالب‭ ‬على‭ ‬البحرين؛‭ ‬لأن‭ ‬بيع‭ ‬النفط‭ ‬يتم‭ ‬بعقود‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المستهلكة‭ ‬ولا‭ ‬تتم‭ ‬المضاربة‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الخام‭. ‬وشهدت‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬للنفط‭ ‬الأميركي‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬خسائر‭ ‬قياسية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬لتهوي‭ ‬إلى‭ ‬سالب‭ ‬37‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬تاريخية‭.‬

المولاني‭: ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬سببه‭ ‬المضاربة‭ ‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬البحرينية‭ ‬علي‭ ‬المولاني‭ ‬“إن‭ ‬النزول‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬تاريخي‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬قط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة،‭ ‬إذ‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬سعر‭ ‬بالسالب،‭ ‬والسبب‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬تقني‭ ‬بالسوق،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬تحل‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ (‬21‭ ‬ابريل‭)‬،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬المضاربين‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬المال‭ ‬يقومون‭ ‬بشراء‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستحقاق‭ ‬ويضاربون‭ ‬فيها،‭ ‬وما‭ ‬حصل‭ ‬بسبب‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬عن‭ ‬الطلب‭ ‬لهذه‭ ‬العقود‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أحد‭ ‬يريد‭ ‬شراءها‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المضاربين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬هم‭ ‬أشخاص‭ ‬يتعاملون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭ ‬وليس‭ ‬لهم‭ ‬علاقة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بتحرك‭ ‬النفط‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬بالشكل‭ ‬الملموس،‭ ‬فهم‭ ‬ليسوا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬النفطية،‭ ‬ولا‭ ‬يملكون‭ ‬مخازن‭ ‬لتخزين‭ ‬النفط‭ ‬ولا‭ ‬يملكون‭ ‬سفن‭ ‬لنقله‭.‬

وأوضح‭ ‬المولاني‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬العقود‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يستلم‭ ‬المستثمر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬السند‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬النفط،‭ ‬فقام‭ ‬المضاربون‭ ‬ببيع‭ ‬العقود‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬لأنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لاستلام‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬الانخفاض‭.‬

وقال‭ ‬المولاني‭: ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصورة‭ ‬الشاملة‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬الانخفاض‭ ‬التاريخي‭ ‬للنفط،‭ ‬فإن‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬للأشهر‭ ‬المقبلة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬وأغسطس‭ ‬وسبتمبر،‭ ‬فهي‭ ‬حسب‭ ‬تداولات‭ ‬الثلاثاء‭ ‬تتجاوز‭ ‬سعر‭ ‬20‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وهذه‭ ‬تعكس‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الحقيقية‭ ‬وليس‭ ‬ما‭ ‬شهدناه‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ (‬الاثنين‭)‬،‭ ‬هذه‭ ‬نقطة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عموما‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬النفطي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ونتيجة‭ ‬لتراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الوباء‭ ‬العالمي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬“كوفيد‭ - ‬19”،‭ ‬سوف‭ ‬تبقى‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬لفترة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬منخفضة‭ ‬نسبيًا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬تتعافى‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وعودة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬بشكل‭ ‬أقوى‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭.‬

وتوقع‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الراهنة‭ ‬تذبذبًا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للعرض‭ ‬والطلب،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬عوامل‭ ‬المضاربة‭ ‬وعوامل‭ ‬أخرى‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬المعادلة‭ ‬فبالإمكان‭ ‬أن‭ ‬يتذبذب‭ ‬أكثر‭.‬

وعن‭ ‬البحرين،‭ ‬أوضح‭ ‬المولاني‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬عموما،‭ ‬بما‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة،‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬مداخيل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬النفط،‭ ‬أما‭ ‬مسألة‭ ‬العقد‭ ‬فليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬بيع‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يتم‭ ‬بعقود‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المستهلكة‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬المضاربة‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭.‬

فرج‭: ‬مشترون‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬مخازن

بدوره،‭ ‬أوضح‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬رضا‭ ‬فرج،‭ ‬أن‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ (‬الاثنين‭) ‬ليس‭ ‬بانخفاض‭ ‬دائم،‭ ‬إنما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعقود‭ ‬الآجلة‭ ‬التي‭ ‬حان‭ ‬تسليمها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬النزول‭ ‬المفاجئ‭ ‬سببه‭ ‬أن‭ ‬العقود‭ ‬آنية‭ ‬التسليم‭ ‬حاليًا،‭ ‬وهذه‭ ‬العقود‭ ‬لمشترين‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬مخازن‭ ‬وليس‭ ‬لديهم‭ ‬مجال‭ ‬للتخزين،‭ ‬لذا‭ ‬فهم‭ ‬مضطرون‭ ‬لبيع‭ ‬النفط‭ ‬بأي‭ ‬سعر‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬التخلص‭ ‬منه،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الانخفاض‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬وليست‭ ‬طويلة،‭ ‬ودلالة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬العقود‭ ‬التي‭ ‬يحين‭ ‬موعد‭ ‬تسليمها‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬سعر‭ ‬البرميل‭ ‬يتراوح‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬22‭ ‬و25‭ ‬دولارًا‭.‬

هبوط‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬“الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النفط‭ ‬تنتج،‭ ‬ولأن‭ ‬الحقول‭ ‬منتجة‭ ‬باستمرار‭ ‬فالذي‭ ‬حدث‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعقود‭ ‬معينة‭ ‬هو‭ ‬التسليم‭ ‬فورًا،‭ ‬ومعظم‭ ‬المؤسسات‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬أو‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تشتري‭ ‬النفط‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬مجال‭ ‬لتخزين‭ ‬النفط،‭ ‬ولذا‭ ‬الحقول‭ ‬تنتج‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬لتخزينه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هؤلاء‭ ‬مضطرون‭ ‬لبيعه‭ ‬بسعر‭ ‬منخفض،‭ ‬وهذا‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬وليست‭ ‬طويلة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬التي‭ ‬يحين‭ ‬تسليمها‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬القصيرة‭ ‬يتراوح‭ ‬سعرها‭ ‬بين‭ ‬22‭ ‬و24‭ ‬دولارًا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬التأثير‭ ‬للهبوط‭ ‬التاريخي‭ ‬للعقود‭ ‬التي‭ ‬حان‭ ‬موعد‭ ‬تسليمها‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬فقط‭.‬

وعن‭ ‬تأثير‭ ‬الهبوط‭ ‬على‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬اقتصاد‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬منتج‭ ‬للبيع‭ ‬وهناك‭ ‬دخل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنتج،‭ ‬وبهبوط‭ ‬سعر‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬فسيكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬عام‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬