تأكيد ما اشتهرت به البحرين من خضرة وينابيع

مي بنت محمد: اكتشافات أثرية مذهلة بموسم 2019 - 2020

| إبراهيم النهام

اكتشاف‭ ‬هيكل‭ ‬بسماهيج‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬الميلادي قبور‭ ‬بمقابة‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬تايلوس‭ ‬بالقرنين‭ ‬الميلاديين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬ بقايا‭ ‬مسجد‭ ‬ضخم‭ ‬وآثار‭ ‬لآبار‭ ‬المياه‭ ‬بالحقبة‭ ‬الدلمونية حديقة‭ ‬دلمونية‭ ‬رائعة‭ ‬واكتشاف‭ ‬دير‭ ‬أو‭ ‬كنيسة‭ ‬بالمحرق

أكدت‭ ‬رئيسة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أنه‭ ‬ونظرًا‭ ‬لما‭ ‬يعانيه‭ ‬العالم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”،‭ ‬تستمر‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬عند‭ ‬بعد،‭ ‬بقولها‭ ‬“أشدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الثقافة‭ ‬وأهمية‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الماضي‭ ‬والاحتفال‭ ‬به؛‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬هي‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬للحياة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬التواصل‭ ‬الحالي”‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬الهيئة‭ ‬من‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬صباح‭ ‬أمس؛‭ ‬لشرح‭ ‬مستجدات‭ ‬التنقيبات‭ ‬الأثرية‭ ‬للموسم‭ (‬2019‭ ‬‭- ‬2020‭).‬

وعن‭ ‬آخر‭ ‬المكتشفات‭ ‬الأثرية‭ ‬قالت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬“حقق‭ ‬الموسم‭ ‬الأثري‭ ‬2019‭ - ‬2020‭ ‬نتائج‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬كشفت‭ ‬الحفريات‭ ‬في‭ ‬مقابة‭ ‬عن‭ ‬قبور‭ ‬لفترة‭ ‬تايلوس‭ ‬بنحو‭ ‬القرن‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬الميلادي،‭ ‬وفترة‭ ‬دلمون‭ ‬المبكرة‭ ‬بالألفية‭ ‬الثانية‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد”‭.‬

وتابعت‭ ‬“إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بقايا‭ ‬مسجد‭ ‬ضخم،‭ ‬وآثار‭ ‬لآبار‭ ‬المياه‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬لكن‭ ‬أحد‭ ‬الاكتشافات‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬حديقة‭ ‬دلمونية،‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬الاكتشاف‭ ‬الأثرية‭ ‬لهذا‭ ‬العام”‭.‬

وأكملت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬”دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬الجنة‭ ‬المفقودة،‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬يميزها‭ ‬هو‭ ‬الاخضرار‭ ‬وينابيع‭ ‬المياه،‭ ‬هذا‭ ‬المكتشف‭ ‬الجديد‭ ‬يؤكد‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬بالثوابت‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التنقيب‭ ‬عنها،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬المقبلة‭ ‬ستؤكد‭ ‬ما‭ ‬اكتشفه‭ ‬المنقبون‭ ‬بهذه‭ ‬الفترة‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”‭.‬

وواصلت‭ ‬”هنالك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المكتشفات‭ ‬الجديدة،‭ ‬فللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ويتم‭ ‬التنقيب‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نجدها‭ ‬قبلا،‭ ‬والحقب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬اكتشاف‭ ‬كل‭ ‬طبقاتها”‭.‬

وأردفت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬”كذلك‭ ‬هنالك‭ ‬اكتشاف‭ ‬رائع‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬بسماهيج،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هيكل‭ ‬يعود‭ ‬تاريخه‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬الميلادي،‭ ‬وربما‭ ‬دير‭ ‬أو‭ ‬كنيسة؛‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬سماهيج‭ ‬مركز‭ ‬المسيحية‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬ظهور‭ ‬الإسلام،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نستدل‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬الطويل‭ ‬للتسامح‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”‭.‬

وقالت‭ ‬”لاشك‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬والتفاسير‭ ‬لهذه‭ ‬النتائج،‭ ‬ستكون‭ ‬مساعدة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬البحرين‭ ‬القديمة‭ ‬وشعبها،‭ ‬ودليلًا‭ ‬واضحًا‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬الثقافات‭ ‬المحلية،‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يشكل‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬جوهر‭ ‬هويتنا‭ ‬الثقافية،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬نهتم‭ ‬بها،‭ ‬ونحتفل‭ ‬بها،‭ ‬ونشارك‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬مواقع‭ ‬التراث‭ ‬العالمي”‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬تحدث‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬المتاحف‭ ‬بالهيئة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عن‭ ‬إمداد‭ ‬الجمهور‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬عن‭ ‬آخر‭ ‬المكتشفات‭ ‬الأثرية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬السابق‭ ‬2019‭ - ‬2020،‭ ‬كما‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الموضوعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمكتشفات‭ ‬الجديدة‭.‬

وقال‭ ‬”هذا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬التنقيبات‭ ‬المستمرة‭ ‬من‭ ‬مواسم‭ ‬سابقة‭ ‬ترسخ‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬علمية‭ ‬ودولية‭ ‬عدة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬العلمي‭ ‬المحلي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بمشروعات‭ ‬عدة‭ ‬داخل‭ ‬المملكة”‭.‬

وأشار‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬صممت‭ ‬وكرست‭ ‬لتكون‭ ‬أداة‭ ‬للصون‭ ‬والحماية،‭ ‬وهو‭ ‬عنصر‭ ‬أساس‭ ‬بقوله‭ ‬”التنقيب‭ ‬الأثري‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬المكتشفات؛‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬الكفيلة‭ ‬لحماية‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الحضاري‭ ‬المهم”‭.‬