الضمير الذي أحياه الأمير.. رافد من روافد الحضارة الإنسانية في قيادة العالم الحديث

| عادل عيسى المرزوق

بصماتُ‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬قبل‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬باقية‭ ‬ومستمرة،‭ ‬ومؤثرة‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الحركة‭ ‬القيادية‭ ‬الوزارية‭ ‬والتوجيهية‭ ‬لسموه‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬اعتاد‭ ‬كسر‭ ‬الجمود،‭ ‬ولم‭ ‬يشهد‭ ‬قط‭ ‬تراجعا‭ ‬ولا‭ ‬سكون،‭ ‬بلد‭ ‬متماسك‭ ‬برموزه‭ ‬العِظام‭ ‬التي‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬واستدامة‭ ‬نمائه‭ ‬وراحة‭ ‬أبنائه،‭ ‬كدأب‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬وأخيه‭ ‬هارون،‭ ‬ويملك‭ ‬شعبا‭ ‬أبيا‭ ‬مجاهدا‭ ‬في‭ ‬الأزمات،‭ ‬وجنديا‭ ‬محاربا‭ ‬أثبت‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬تصديه‭ ‬لجائحة‭ ‬الوباء‭ ‬باقتدار،‭ ‬فارتفع‭ ‬مقامه‭ ‬بتشريفه‭ ‬لصورة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبشهادة‭ ‬أمير‭ ‬الضمير،‭ ‬موجها‭ ‬له‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬تنير‭ ‬له‭ ‬طريق‭ ‬السعادة‭ ‬والحبور،‭ ‬وتفرش‭ ‬الأرض‭ ‬تقديرا‭ ‬وعرفانا‭ ‬له‭ ‬بالزهور،‭ ‬ومشيدا‭ ‬بتضحيات‭ ‬وفداء‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬والتمريضي‭ ‬وقطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬مشاركة‭ ‬كالأمنية‭ ‬والتعلمية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬المساندة‭.‬

هو‭ ‬أمير‭ ‬تقيٍّ‭ ‬نقيٍّ‭ ‬ينحني‭ ‬شكرا‭ ‬وحمدا‭ ‬لخالق‭ ‬الأكوان‭ ‬رب‭ ‬الأرض‭ ‬والسماء،‭ ‬تَبِعه‭ ‬بشُكر‭ ‬جميل‭ ‬لرموز‭ ‬السلام،‭ ‬فاخترق‭ ‬السمع‭ ‬صداه‭ ‬وارتفع‭ ‬يصدح‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الفضاء،‭ ‬نطق‭ ‬بهِ‭ ‬لسان‭ ‬صِدْقٍ‭ ‬إلى‭ ‬ملكٍ‭ ‬كريمٍ‭ ‬مُفدَّى‭ ‬وولي‭ ‬عهدٍ‭ ‬أمينٍ‭ ‬يُفتدَى،‭ ‬يتجلى‭ ‬مقامَهُما‭ ‬بقَدَمِ‭ ‬صِدْقٍ‭ ‬من‭ ‬الكرم‭ ‬والسخاء،‭ ‬فأعاد‭ ‬به‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬الأذهان‭ ‬من‭ ‬عبق‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان؛‭ ‬تقديرا‭ ‬منه‭ ‬لرعاية‭ ‬كريمة‭ ‬باقية‭ ‬تسامت‭ ‬نحوه‭ ‬بالمحبة‭ ‬والوفاء،‭ ‬وعناية‭ ‬تفوق‭ ‬الوصف‭ ‬والخيال،‭ ‬تلقاها‭ ‬من‭ ‬قَبْل‭ ‬وحين‭ ‬وبعد‭ ‬استشفائه‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬العز‭ ‬والشموخ‭ ‬والعطاء‭.‬

متلازما‭ ‬سموه‭ ‬عضُدا‭ ‬بعضد‭ ‬مع‭ ‬المليك‭ ‬المفدى‭ ‬بقوة‭ ‬واتحاد،‭ ‬ويسيران‭ ‬بقيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬وإنسانية‭ ‬للتخطيط‭ ‬والاقتصاد‭.. ‬ولا‭ ‬يتوقفان‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬الحث‭ ‬والتوجيه‭ ‬والإرشاد،‭ ‬وفي‭ ‬التخطيط‭ ‬والرسم‭ ‬والاعتماد،‭ ‬وفي‭ ‬التدقيق‭ ‬والفرز‭ ‬والانتقاد،‭ ‬وفي‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬مقدرات‭ ‬البلاد،‭ ‬وفي‭ ‬تسخير‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الرغيد‭ ‬للعباد،‭ ‬وفي‭ ‬دعم‭ ‬العلم‭ ‬والطلبة‭ ‬المثابرين‭ ‬بجد‭ ‬واجتهاد،‭ ‬وفي‭ ‬إعطاء‭ ‬الضعفاء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬لِمُنح‭ ‬سخية‭ ‬طول‭ ‬العام‭ ‬وفي‭ ‬رمضان‭ ‬والأعياد،‭ ‬وفي‭ ‬رفع‭ ‬علم‭ ‬المملكة‭ ‬خفاقا‭ ‬على‭ ‬رؤس‭ ‬الأشهاد‭.‬

وليعلم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬أنه‭ ‬أمير‭ ‬يستنير‭ ‬ضياءً‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬خير‭ ‬الخلق‭ ‬أجمعين،‭ ‬محمدا‭ ‬وآل‭ ‬بيته‭ ‬الطيبين‭ ‬الطاهرين‭ ‬وصحبه‭ ‬المنتجين،‭ ‬وأنه‭ ‬أمير‭ ‬للضمير‭ ‬بحق‭ ‬مُستحِق،‭ ‬وقيادي‭ ‬عظيم‭ ‬مُثْبَت‭ ‬ومُحَقَّق،‭ ‬ومُوجِّه‭ ‬حكيم‭ ‬لقرارات‭ ‬إنسانية‭ ‬واقتصادية‭ ‬ومجتمعية،‭ ‬نافذة‭ ‬بفراسة‭ ‬مستشرف‭ ‬ناطق‭ ‬بالحق‭ ‬لِما‭ ‬هو‭ ‬مُتَوقَّع‭ ‬أن‭ ‬يَحدُث‭ ‬ويتحقَّق،‭ ‬ولم‭ ‬يألُ‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬عمله‭ ‬الحكومي‭ ‬والإنساني‭ ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الحجر‭ ‬المنزلي‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬استدلالا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬رجل‭ ‬جذوره‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬أحبها‭ ‬وأحب‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭.‬

فقد‭ ‬كانت‭ ‬اجتماعات‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورسائله‭ ‬وتصريحاته‭ ‬موجهة‭ ‬للبذل‭ ‬والعطاء،‭ ‬والجد‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬والنظر‭ ‬لمصلحة‭ ‬ومستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد،‭ ‬فتارة‭ ‬يبسط‭ ‬ذراعيه‭ ‬نورا‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬لنُوَّابِه،‭ ‬وتارة‭ ‬يوجه‭ ‬ويُلْهِم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬مرئي‭ ‬وزراءه،‭ ‬يبث‭ ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬روحه‭ ‬وضميره‭ ‬لفعل‭ ‬الخير‭ ‬وجزل‭ ‬العطاء،‭ ‬ودفع‭ ‬الشر‭ ‬والبلاء،‭ ‬وقطع‭ ‬دابر‭ ‬الوباء،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬الخير‭ ‬والوفاء،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬يمد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬للسلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬لرئيسيهما‭ ‬وأعضائهما،‭ ‬محفوفا‭ ‬بالنصح‭ ‬والإرشاد‭ ‬والشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬القوانين‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬تتطلبه‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭.‬