اختفاء الأغنام العربية من السوق وتوجه لاستيرادها بالطائرات

لحوم حية من الصومال و25 ألف رأس خلال أسبوعين

| علي الفردان

قال‭ ‬تجار‭ ‬مواشي‭ ‬بحرينيون‭ ‬إن‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬رأس‭ ‬من‭ ‬الأغنام‭ ‬والأبقار‭ ‬ستصل‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬المقبلين،‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬الإمدادات‭ ‬ستكفي‭ ‬حتى‭ ‬قرابة‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.‬

وأكد‭ ‬تاجر‭ ‬المواشي‭ ‬علي‭ ‬الفضالة‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬الأغنام‭ ‬الحية‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬من‭ ‬الصومال‭ ‬بشكل‭ ‬أساس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬توقف‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬البر‭ ‬بسبب‭ ‬الأوصاع‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أوقف‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬الأردن‭ ‬التصدير؛‭ ‬لضمان‭ ‬استقرار‭ ‬المخزون‭ ‬عندها‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭.‬

وبخصوص‭ ‬الخراف‭ ‬العربية،‭ ‬أشار‭ ‬الفضالة‭ ‬إلى‭ ‬اختفاء‭ ‬الماشية‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬المحلية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬فتح‭ ‬الاستيراد‭ ‬البري،‭ ‬فإن‭ ‬البديل‭ ‬سيكون‭ ‬هو‭ ‬التوجه‭ ‬لاستيراد‭ ‬الماشية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الطيران،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬مكلفة،‭ ‬إذ‭ ‬هناك‭ ‬توجه‭ ‬للاستيراد‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يتيح‭ ‬الخراف‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬بسعر‭ ‬150‭ ‬دينارا‭. ‬

وقال‭ ‬الفضالة‭ ‬إن‭ ‬الإمدادات‭ ‬الحالية‭ ‬كافية،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التكهن‭ ‬لنهاية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬بمسار‭ ‬الأحداث‭ ‬وذلك‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬وصول‭ ‬اللحوم‭ ‬المبردة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬قرابة‭ ‬75‭ % ‬من‭ ‬حجم‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تشكل‭ ‬اللحوم‭ ‬الحية‭ ‬قرابة‭ ‬25‭ %‬،‭ ‬والتي‭ ‬يزيد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المواطنين‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الأغنام‭ ‬مازالت‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬وأقل‭ ‬من‭ ‬أوقات‭ ‬ماضية‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬أزمة‭ ‬حالية‭ ‬مثل‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬متمثلة‭ ‬بأزمة‭ ‬“كورونا”،‭ ‬إذ‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمة‭ ‬رأس‭ ‬الصومالي‭ ‬نحو‭ ‬45‭ ‬دينارا‭. ‬

وقال‭ ‬الفضالة‭ ‬“اليوم‭ ‬السوق‭ ‬متشبعة‭ ‬من‭ ‬الأغنام‭ ‬الصومالية،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬خوف‭ ‬حاليا،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬البواخر‭ ‬التي‭ ‬ستصل‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬خصوصا”‭.‬

وأشار‭ ‬الفضالة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستيراد‭ ‬عبر‭ ‬الطائرات‭ ‬عملية‭ ‬مكلفة‭ ‬جدا‭.‬

وتكلف‭ ‬استيراد‭ ‬نحو‭ ‬1200‭ ‬من‭ ‬الماشية‭ ‬قرابة‭ ‬180‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬طائرة‭ ‬واحدة‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬اللحوم‭ ‬العربية‭ ‬الحية‭ ‬باهظة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬استيرادها‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬إذ‭ ‬يكثر‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬اللحوم‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.‬

أما‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المطوع‭ ‬صاحب‭ ‬مسلخ‭ ‬الهملة،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬مسخلين‭ ‬مرخصين‭ ‬لهما‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬اللحوم‭ ‬الحية‭ ‬يرتفع‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬مقدرا‭ ‬الاستهلاك‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬رأس‭ ‬من‭ ‬الماشية‭.‬

وقال‭ ‬المطوع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬الأساسية‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬توفر‭ ‬اللحوم،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬لذبح‭ ‬وتداول‭ ‬هذه‭ ‬اللحوم‭ ‬الحية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مشكلة‭ ‬المسالخ‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬أو‭ ‬المسالخ‭ ‬العشوائية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭ ‬تشكل‭ ‬خطر‭ ‬صحي‭ ‬محدق‭ ‬بالمواطنين‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأمراض،‭ ‬إذ‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬المسالخ‭ ‬خارج‭ ‬الرقابة‭ ‬الصحية‭ ‬الرسمية‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬الفحوصات‭ ‬الصحية‭. ‬

وناشد‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ووزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬بممارسة‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المستهكلين‭ ‬وتفعيل‭ ‬الآليات‭ ‬الرقابية‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والحافظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭.‬

وناشد‭ ‬تجار‭ ‬الماشية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬توجه‭ ‬رسمي‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬مستوردي‭ ‬الماشيه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الحساسة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وقف‭ ‬احتساب‭ ‬الضريبة‭ ‬والغاء‭ ‬الرسوم‭ ‬المفروضة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحجر‭ ‬على‭ ‬المستوردين‭ ‬وتوفير‭ ‬الأعلاف‭ ‬بأسعار‭ ‬مناسبة‭ ‬ومخفضة؛‭ ‬لدعم‭ ‬السوق‭ ‬الحلية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭.‬