الضمير منطلق فرضية تنموية للدراسات الإستراتيجية من فلسفة النجاح عند الأمير

| عادل عيسى المرزوق

بمناسبة‭ ‬احتفالية‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬وندوته‭ ‬التي‭ ‬أبرمت‭ ‬بمنظومة‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬الذكي‭ ‬التواصلي‭ ‬المرئي‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬رسم‭ ‬نموذج‭ ‬علمي‭ ‬مقتضب‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬التاريخي،‭ ‬ويعطيه‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬استحقاقا‭ ‬واجبا‭ ‬تجاه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬مقامه‭ ‬وضميره‭ ‬وإنسانيته،‭ ‬ليسطرالنموذج‭ ‬ملحمة‭ ‬تاريخية‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬التحليل‭ ‬والترابط‭ ‬والانجذاب‭ ‬لفكر‭ ‬الضمير‭ ‬لديه‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يولده‭ ‬من‭ ‬فرضيات‭ ‬ونظريات‭ ‬وقواعد‭ ‬للنجاح‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استيعابها‭ ‬إلا‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬دقيقة‭ ‬تبرز‭ ‬الإرث‭ ‬العميق‭ ‬بالفكر‭ ‬الفلسفي‭ ‬والمعرفة‭ ‬الثرية‭ ‬عند‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭.‬

‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي‭ ‬ليوم‭ ‬الضمير‭:‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الخليقة‭ ‬مع‭ ‬تمدد‭ ‬وتوسع‭ ‬نطاق‭ ‬جائحة‭ ‬وباء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ - ‬19‭)‬،‭ ‬إلَّا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عائقا‭ ‬لانطلاق‭ ‬أول‭ ‬احتفالية‭ ‬دولية‭ ‬لليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭ ‬الحقيقي‭ ‬والافتراضي‭ ‬أيضا،‭ ‬كحقيقة‭ ‬ارتسمت‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬تحكي‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬فلسفي‭ ‬فكري‭ ‬إنساني‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء؛‭ ‬تِبْيانا‭ ‬لأهمية‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬السلمية‭ ‬والتعايشية‭ ‬والتسامحية‭ ‬والحقوقية‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتعليمية‭.‬

وتلتها‭ ‬ندوة‭ ‬كبيرة‭ ‬بمعانيها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتلاحمية‭ ‬والتقديرية‭ ‬لقيمة‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬ولمؤسسه‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬الهادئة‭ ‬السلمية‭ ‬التعايشية‭ ‬والتسامحية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬أُخرِجَت‭ ‬الندوة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظرف‭ ‬الصحي‭ ‬الوبائي‭ ‬المتأزم‭ ‬عالميا‭ ‬إخراجا‭ ‬موفقا‭ ‬وناجحا‭ ‬بتقنية‭ ‬اتصال‭ ‬مرئية‭ ‬رقمية‭ ‬عابرة‭ ‬القارات‭ ‬وبتنظيم‭ ‬“شبكة‭ ‬حلول‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬ديوان‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬ممثلا‭ ‬بمعالي‭ ‬الشيخ‭ ‬حسام‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وبإدارة‭ ‬البروفيسور‭ ‬ساكس‭ ‬جيفري‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬وتحدث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النخب‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والباحثين‭ ‬والحقوقيين‭ ‬وسفراء‭ ‬السلام،‭ ‬ورؤساء‭ ‬وقيادات‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬العالمية‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والصحة،‭ ‬مشيدين‭ ‬بأجمعهم‭ ‬بهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬العظيمة‭ ‬ليوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬كقيمة‭ ‬إنسانية‭ ‬تحفظ‭ ‬كرامة‭ ‬البشر،‭ ‬وتجدد‭ ‬العهد‭ ‬لبسط‭ ‬ثقافة‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬وترسم‭ ‬الصورة‭ ‬الجميلة‭ ‬الأصيلة‭ ‬لقيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إليها‭ ‬كل‭ ‬الديانات‭ ‬الإلهية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬

فكرامة‭ ‬البشر‭ ‬وقيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬تختزلان‭ ‬في‭ ‬حقيقتيهما‭ ‬كل‭ ‬معاني‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬مسيرة‭ ‬الحياة‭ ‬السلمية‭ ‬والتعايشية‭ ‬والتسامحية‭ ‬الطبيعية‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬التي‭ ‬أرادها‭ ‬الباري‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬تكون،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والتداعيات‭ ‬التي‭ ‬تُحدثها‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬الشعوب‭ ‬ومصادر‭ ‬عيشهم‭ ‬وبقائهم‭ ‬أحياء،‭ ‬وقادرين‭ ‬على‭ ‬عمارة‭ ‬الأرض‭ ‬واستدامتها‭ ‬بيئيا‭ ‬وصحيا،‭ ‬وتوريثها‭ ‬نقية‭ ‬صافية‭ ‬للأجيال‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬انتهاك‭ ‬وهدر‭ ‬لطاقاتها‭ ‬ومصادرها‭.‬    

‭ ‬“ومِن‭ ‬الصُدف‭ ‬النادرة‭ ‬التي‭ ‬غابت‭ ‬عن‭ ‬التفكير‭ ‬والأذهان‭ ‬وفاجأت‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وزمان‭ ‬ومحيرة‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭.. ‬تلك‭ ‬الصدفة‭ ‬المشعة‭ ‬نورا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الصدف‭ ‬في‭ ‬الظرف‭ ‬الوبائي‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬توافقت‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الضمير‭ ‬بظهوره‭ ‬كبارقة‭ ‬أمل‭ ‬إنسانية‭ ‬للعيان،‭ ‬وتواجدت‭ ‬في‭ ‬التوقيت‭ ‬الصحيح‭ ‬لتجعل‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬رقما‭ ‬صعبا‭ ‬يتعذر‭ ‬وضعه‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬رياضية‭ ‬معقدة‭ ‬تهد‭ ‬من‭ ‬تفكير‭ ‬العقل‭ ‬وتهز‭ ‬كيان‭ ‬الأركان‭..‬”‭  ‬

وقد‭ ‬غيرت‭ ‬جائحة‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا‭ ‬المستجد‭ ‬الموازين‭ ‬الإنسانية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأظهرتها‭ ‬بمظهر‭ ‬مُربك‭ ‬قياديا‭ ‬ومُريب‭ ‬إنسانيا‭ ‬وملوث‭ ‬ذهنيا‭ ‬وعقليا‭ ‬ومشوش‭ ‬فكريا،‭ ‬وحينما‭ ‬انكشفت‭ ‬وتعرت‭ ‬مصداقيتها‭ ‬في‭ ‬الوزن‭ ‬بمكيالين،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لوقفة‭ ‬ضمير‭ ‬إنسانية‭ ‬حقوقية‭ ‬حقيقية‭ ‬حية‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬النجاح‭ ‬ومنهجيته‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬ومنقذة‭ ‬لمعايير‭ ‬الموازين‭ ‬الإنسانية‭ ‬التعاملية‭ ‬العالمية،‭ ‬ليعطيها‭ ‬سموه‭ ‬دروسا‭ ‬ومعايير‭ ‬دقيقة‭ ‬واقعية‭ ‬لا‭ ‬افتراضية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬مختلف‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬تفكيره‭ ‬فلسفي‭ ‬وإستراتيجي‭ ‬تنويري‭ ‬إنساني‭ ‬مختلف،‭ ‬وليزيل‭ ‬من‭ ‬أوعيتها‭ ‬غبار‭ ‬وخداع‭ ‬المطففين‭ ‬في‭ ‬الموازين،‭ ‬وينقيه‭ ‬ويعقمه‭ ‬من‭ ‬الشوائب‭ ‬والأمراض‭ ‬التي‭ ‬تلوثت‭ ‬به‭ ‬العقول‭ ‬وتوحشت‭ ‬وتنمرت‭ ‬به‭ ‬النفوس‭ ‬على‭ ‬الضعفاء‭ ‬والمساكين‭ ‬والمحرومين‭.‬

‭ ‬فراسة‭ ‬المؤمن‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الأمير‭:‬

“إنه‭ ‬لأمير‭ ‬عظيم‭ ‬حكيم‭ ‬ذكي‭ ‬ينظر‭ ‬بنور‭ ‬الله‭ ‬مصداقا‭ ‬وتحقيقا‭ ‬“لفراسة”‭ ‬المؤمنين‭ ‬المذكورين‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭.. ‬ويدفع‭ ‬للسلم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتي‭ ‬من‭ ‬حكمةِ‭ ‬رجلٍ‭ ‬نقيٍ‭ ‬تقيٍّ،‭ ‬ذو‭ ‬نهجِ‭ ‬نجاحٍ‭ ‬بالانسانية‭ ‬مرويٍّ،‭ ‬وضميرٍ‭ ‬متحركٍ‭ ‬حيِّ،‭ ‬رجاءً‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬القبول‭ ‬والتشريف‭. ‬ويرفع‭ ‬دوما‭ ‬شعار‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والأطياف‭ ‬والمذاهب‭ ‬والديانات‭ ‬بمساواة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التمييز‭ ‬ولا‭ ‬الإشارة‭ ‬بالتوصيف‭. ‬ويدعو‭ ‬للحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتعليمية‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬خُلِق‭ ‬وتنفَّسَ‭ ‬ومَشَى‭ ‬باسم‭ ‬العهد‭ ‬المنقوش‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التحريف؛‭ ‬لأن‭ ‬الضمير‭ ‬واقع‭ ‬حقيقي‭ ‬متصل‭ ‬روحيا‭ ‬وحركيا‭ ‬للروح‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬ويزداد‭ ‬حياةً‭ ‬حين‭ ‬تذوب‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬الإيماني‭ ‬النحيف،‭ ‬وهو‭ ‬رجل‭ ‬تسامى‭ ‬بِحُب‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فارتفع‭ ‬ونال‭ ‬الرضا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بذل‭ ‬وأجزل‭ ‬لإسعاد‭ ‬الضعفاء‭ ‬والمحرومين‭ ‬من‭ ‬نوائب‭ ‬الدهر‭ ‬والتصاريف‭..‬”‭. ‬

“قال‭ ‬تعالى‭ (‬إن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لآيات‭ ‬للمتوسمين‭) ‬الحجر‭ ‬75‭  ‬–‭ ‬وقال‭ ‬تعالى‭ (‬تعرفهم‭ ‬بسيماهم‭) ‬البقرة‭ ‬273”‭.‬

“في‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭: ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ (‬اتقوا‭ ‬“فراسة”‭ ‬المؤمن‭ ‬فإنه‭ ‬ينظر‭ ‬بعين‭ ‬الله‭)‬”‭.‬

‭ ‬الأمير‭ ‬كنز‭ ‬عظيم‭ ‬ورمز‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭:‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬وسيبقى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬رمزا‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬وباختلاف‭ ‬مذاهبهم‭ ‬وأعراقهم‭ ‬وأجناسهم،‭ ‬عالمهم‭ ‬وسيدهم‭ ‬وهاشمِيِّهِم‭ ‬وشريفهم،‭ ‬شيخهم‭ ‬ووجيههم‭ ‬وبسيطهم‭ ‬وضعيفهم،‭ ‬كَهْلِهِم‭ ‬وكبيرهم‭ ‬وشبابهم‭ ‬وصغيرهم،‭ ‬ويُسَطِّر‭ ‬فيها‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬قيم‭ ‬الضمير‭ ‬وروح‭ ‬الضمير‭ ‬بما‭ ‬تتصف‭ ‬بها‭ ‬حقيقةَ‭ ‬صفاته‭ ‬وأقواله‭ ‬وأفعاله‭ ‬وأعماله‭.‬

ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬ولم‭ ‬تتقاطع‭ ‬قيادته‭ ‬وإدارته‭ ‬المؤسسية‭ ‬الحكيمة‭ ‬الناجحة‭ ‬لشؤون‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬مع‭ ‬قيادته‭ ‬الإنسانية‭ ‬والروحية‭ ‬والتلاحمية‭ ‬والتسامحية‭ ‬والتعايشية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬مُظهرا‭ ‬جوانب‭ ‬عدة‭ ‬مشرقة‭ ‬وتقديرية‭ ‬من‭ ‬تبادل‭ ‬المحبة‭ ‬والمودة‭ ‬للسادة‭ ‬العلماء‭ ‬الأشراف‭ ‬والهاشميين‭ ‬من‭ ‬الطائفتين‭ ‬الكريمتين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الفضلاء‭ ‬أصحاب‭ ‬المقامات‭ ‬العلمية‭ ‬الرفيعة‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وترابطه‭ ‬وتلاحمه؛‭ ‬ليكونوا‭ ‬سندا‭ ‬وعونا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬أواصر‭ ‬المحبة‭ ‬والمودة‭ ‬بين‭ ‬الرموز‭ ‬والشعب،‭ ‬لتكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬البيضاء‭ ‬الشفافة‭ ‬الملائكية،‭ ‬ويرتفع‭ ‬شموخ‭ ‬مشهد‭ ‬النجاح‭ ‬الإنساني‭ ‬والعملي‭ ‬والعلمي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬عظيمة‭ ‬تحظى‭ ‬بموقع‭ ‬إستراتيجي‭ ‬منذ‭ ‬القدم،‭ ‬وملهمة‭ ‬للحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والسلمية‭ ‬ورغد‭ ‬العيش‭ ‬الكريم،‭ ‬وقد‭ ‬أحيا‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬بضميره‭ ‬وروحه‭ ‬الطيبة‭ ‬القلوب‭ ‬المتوقفة‭ ‬والأفئدة‭ ‬الخاملة‭ ‬وجذبها‭ ‬نحوه،‭ ‬ليعطيها‭ ‬ويُكرِمها‭ ‬ويجزل‭ ‬عليها‭ ‬مما‭ ‬أعطاه‭ ‬وأكرمه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬“كنز‭ ‬عظيم”‭ ‬في‭ ‬مقام‭ ‬علمائي‭ ‬متوقد‭ ‬بالضمير‭ ‬وفلسفي‭ ‬وفكري‭ ‬رفيع‭ ‬يغبطه‭ ‬به‭ ‬الأولون‭ ‬والآخرون‭.‬

وللدكتور‭ ‬“جوزيف‭ ‬ميرفي”‭ ‬رؤية‭ ‬جميلة‭ ‬عن‭ ‬“الكنز”‭ ‬الذي‭ ‬بداخل‭ ‬الانسان‭ ‬يذكرها‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“قوة‭ ‬عقلك‭ ‬الباطن”،‭ ‬تلهمنا‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والوصول‭ ‬للأهداف،‭ ‬والتي‭ ‬يستطيع‭ ‬الفرد‭ ‬أن‭ ‬يكتسبها‭ ‬من‭ ‬الممارسة‭ ‬والمتابعة‭ ‬والتبني‭ ‬والاستمرار،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭  ‬ليست‭ ‬ببعيدة‭ ‬عنا‭ ‬وتعيش‭ ‬حولنا‭ ‬ومعنا‭ ‬بكاريزما‭ ‬رجل‭ ‬نقي‭ ‬متعمقة‭ ‬في‭ ‬شخصه‭ ‬الكريم‭ ‬ومتوردة‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬الباطن‭ ‬بكنز‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬والضمير‭ ‬الحي،‭ ‬ومصداقا‭ ‬لوجود‭ ‬أمثلة‭ ‬واقعية‭ ‬يُحتذى‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تحريكها‭ ‬الكنز‭ ‬الذي‭ ‬بداخلها‭ ‬لمن‭ ‬حولها‭ ‬وتتعداه‭ ‬إنسانيا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬تكمن‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬الرمز‭ ‬أمير‭ ‬الضمير،‭ ‬فيقول‭ ‬“ميرفي”‭: ‬في‭ ‬باطنك،‭ ‬يوجد‭ ‬منجم‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬استخلاص‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ترغب‭ ‬فيه‭ ‬لتحيا‭ ‬حياة‭ ‬تتسم‭ ‬بالبهجة‭ ‬والمرح‭ ‬والثراء،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يغطون‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق؛‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬المعين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭ ‬يداخلهم‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬اللانهائي‭ ‬والمحبة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬ومهما‭ ‬كان‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬تبحث‭ ‬عنه،‭ ‬فإنك‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تستخرجه‭ ‬من‭ ‬هذ‭ ‬المنجم‭.  ‬

ولارتباط‭ ‬المحبة‭ ‬الروحية‭ ‬في‭ ‬الضمير‭ ‬مع‭ ‬نجاح‭ ‬نهج‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬قرارات‭ ‬وتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬الحكيمة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الذكية‭ ‬للوزراء‭ ‬والمسؤولين،‭ ‬أثر‭ ‬عميق‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬الحياتي‭ ‬في‭ ‬وطنه‭ ‬وأرضه‭ ‬وعلى‭ ‬شعبه؛‭ ‬خدمة‭ ‬للمجتمع‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬الحيوية‭ ‬كالصحة‭ ‬بكل‭ ‬طواقمها‭ ‬الطبية،‭ ‬التي‭ ‬تجلت‭ ‬فيها‭ ‬دعوته‭ ‬وتشديده‭ ‬على‭ ‬مكافأتهم‭ ‬بما‭ ‬يبذلوه‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬وتضحيات‭ ‬عظيمة‭.‬

ولم‭ ‬تغفل‭ ‬عيناه‭ ‬الكريمتان‭ ‬باتجاه‭ ‬التكامل‭ ‬التوجيهي‭ ‬المؤسسي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬والعلم‭ ‬ودعم‭ ‬التعليم‭ ‬وتطويره‭ ‬تقنيا‭ ‬وفنيا،‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬روافد‭ ‬النظام‭ ‬المؤسسي‭ ‬الحياتي‭ ‬وفقا‭ ‬لمخرجات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ومتطلباتها‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬جائزته‭ ‬فيها‭ ‬الجانب‭ ‬المشرق‭ ‬النابض‭ ‬والمنبه‭ ‬بالإنسانية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

ولسموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬بصمات‭ ‬كثيرة‭ ‬محفورة‭ ‬باسم‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة،‭ ‬ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬تعدته‭ ‬للخاص‭ ‬أيضا،‭ ‬وله‭ ‬نظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬إدراج‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭ ‬ومشاركته‭ ‬مع‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬المستدامة‭ ‬أيضا،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬طَرْقِهِ‭ ‬لأبواب‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والإرشاد‭ ‬المُوَجَّه‭ ‬لاستدامة‭ ‬انسيابية‭ ‬الحركة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص،‭ ‬ودوام‭ ‬تفوقها‭ ‬المنهجي‭ ‬العالمي‭ ‬التي‭ ‬تتبناه‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬لديها،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬الأسر‭ ‬جراء‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي‭ ‬المتأزم‭ ‬من‭ ‬الوباء‭.‬

وللأمير‭ ‬آثار‭ ‬باقية‭ ‬ترفل‭ ‬بعطر‭ ‬الضمير‭ ‬وبظل‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬توجيهه‭ ‬بالدعم‭ ‬للضعفاء‭ ‬والفقراء‭ ‬والمعسرين‭ ‬والمحتاجين‭ ‬والمتضررين‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬متعددة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬العطرة‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كتقديمه‭ ‬سنويا‭ ‬لمنحة‭ ‬مساعدات‭ ‬رمضانية‭ ‬للجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬قيمة‭ ‬مخصصات‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬السخية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُحصى،‭ ‬ممتدة‭ ‬لقطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬مؤسسية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظرف‭ ‬الوبائي،‭ ‬ومنها‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬والإيعاز‭ ‬بتنفيذها‭ ‬للتوجيهات‭ ‬التأجيلية‭ ‬للمدفوعات‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬السكني‭ ‬للمواطنين‭ ‬المرتبطين‭ ‬به‭.‬

‭ ‬كرسي‭ ‬بحث‭ ‬فرضية‭ ‬التمحور‭ ‬التنموية‭ ‬للضمير‭:‬

ومع‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬الفكرية‭ ‬والفلسفية‭ ‬والتي‭ ‬يمحورها‭ ‬الضمير‭ ‬حوله‭ ‬ليكتمل‭ ‬بها،‭ ‬فهو‭ ‬مدرسة‭ ‬فكرية‭ ‬تصنع‭ ‬فرضيات‭ ‬ومنهجيات‭ ‬فلسفية‭ ‬وقواعد‭ ‬تنموية،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬التمحور‭ ‬“مدخلا‭ ‬ومنطلقا‭ ‬لفرضية‭ ‬تنموية‭ ‬حديثة‭ ‬تدفع‭ ‬بالدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬للتحديث‭ ‬والتصحيح‭ ‬والتطوير”،‭ ‬وتخلق‭ ‬فرصا‭ ‬للدارسين‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬التنموية‭ ‬والدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدبلوماسية؛‭ ‬لإعادة‭ ‬توجيه‭ ‬البوصلة‭ ‬لمؤشرها‭ ‬الحقيقي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأثرت‭ ‬بمغناطيس‭ ‬خارجي‭ ‬يحاول‭ ‬الإخلال‭ ‬بعملها‭ ‬الحقيقي،‭ ‬فأخذها‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬بيده‭ ‬وقَلْبِه‭ ‬وبذكائه‭ ‬وفطنته‭ ‬وحكمته‭ ‬نحو‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وأعاد‭ ‬لها‭ ‬هيبتها‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الاتجاهات‭ ‬بدقة‭ ‬ونجاح‭.‬

وفكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬“كرسي‭ ‬بحث”‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للدراسات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬نقترحها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬بسبب‭ ‬تناسب‭ ‬الهدف‭ ‬والتخصص‭ ‬الذي‭ ‬نحن‭ ‬بصدد‭ ‬تحديده‭ ‬والتوسع‭ ‬فيه‭ ‬لاحقا‭ ‬للفرضية‭ ‬المقترحة،‭ ‬قد‭ ‬تُعد‭ ‬خطوة‭ ‬توجيهية‭ ‬سريعة‭ ‬ومباشرة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬معنية‭ ‬بدراسة‭ ‬علمية‭ ‬متعمقة‭ ‬ومتخصصة‭ ‬في‭ ‬“فرضية‭ ‬الترابط‭ ‬والتمحور‭ ‬التنموية‭ ‬للضمير”،‭ ‬وسيكون‭ ‬لها‭ ‬وقع‭ ‬كبير‭ ‬يترجم‭ ‬ويحفظ‭ ‬إنجازات‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الضمير‭ ‬للأجيال،‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬لاحقة‭ ‬للانتقال‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الكرسي‭ ‬نحو‭ ‬مركز‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬التمحور‭ ‬التنموي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬وستعطي‭ ‬بحق‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬أمضى‭ ‬طيلة‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬زرع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالضمير،‭ ‬ارتباطا‭ ‬عميقا‭ ‬بفراسة‭ ‬ذكائه‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬الاستشراف‭ ‬للمستقبل‭ ‬بما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬حصيلة‭ ‬معرفية‭ ‬وفكرية‭ ‬واسعة،‭ ‬وقد‭ ‬حصد‭ ‬فعلا‭ ‬نتائجها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وبمباركة‭ ‬عالمية‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نموذجين‭ ‬إنسانيين‭ ‬لا‭ ‬للحصر؛‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وجائزته‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬بزوغ‭ ‬شمس‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭.‬

‭ ‬الأمير‭ ‬نبع‭ ‬من‭ ‬ينابيع‭ ‬الإنسانية‭ ‬وقواعد‭ ‬النجاح‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭:‬

ويتربع‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬إرث‭ ‬فكري‭ ‬وفلسفي‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬منبعا‭ ‬من‭ ‬منابع‭ ‬الخير‭ ‬والإنسانية‭ ‬والغذاء‭ ‬الروحي،‭ ‬ويستحثنا‭ ‬ليدفعنا‭ ‬لاستخلاص‭ ‬العبر‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬وإنجازاته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الضمير‭ ‬بين‭ ‬ثناياها،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬شغف‭ ‬ونتشرف‭ ‬مستقبلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬ومن‭ ‬تحت‭ ‬ظله‭ ‬وتوجيهه‭ ‬فرصة‭ ‬لمشاركتنا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬“فرضية‭ ‬التمحور‭ ‬التنموية‭ ‬للضمير”‭.‬

ومن‭ ‬النتائج‭ ‬المتوقعة‭ ‬والمؤملة‭ ‬إذا‭ ‬تبلورت‭ ‬الفرضية‭ ‬المقترحة‭ ‬وانطلقت،‭ ‬ظهور‭ ‬فرضيات‭ ‬ومناهج‭ ‬مستسقاة‭ ‬من‭ ‬عمقها،‭ ‬وما‭ ‬أوردناه‭ ‬سابقا‭ ‬وسنثبته‭ ‬هنا‭ ‬ولاحقا‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬القناعة‭ ‬لفكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬“اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للنجاح”‭ ‬باسم‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬سيكون‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬لنهج‭ ‬قاعدة‭ ‬جديدة‭ ‬للنجاح‭ ‬مرتبطة‭ ‬بفلسفة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬الأمير؛‭ ‬لأنه‭ ‬عين‭ ‬النجاح‭ ‬ونور‭ ‬النجاح‭ ‬وفلسفة‭ ‬النجاح‭ ‬المرتبطة‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬الفرضية‭ ‬التنموية‭ ‬والمحورية‭ ‬للضمير‭ ‬المقترحة،‭ ‬لتتبناهما‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مستقبلا‭ ‬في‭ ‬خروج‭ ‬منهلين‭ ‬علميين‭ ‬حديثين؛‭ ‬1‭- ‬فرضية‭ ‬تمحور‭ ‬تنموية‭ ‬للضمير،‭ ‬2‭- ‬انبثاق‭ ‬قاعدة‭ ‬نجاح‭ ‬ممنهجة‭.‬

ولفرضية‭ ‬الترابط‭ ‬والتمحور‭ ‬التنموية‭ ‬للضمير‭ ‬ارتباط‭ ‬مباشر‭ ‬بالحركة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وبعلومها‭ ‬في‭ ‬الدراسات،‭ ‬والتي‭ ‬ستغذيها‭ ‬الفرضية‭ ‬التنموية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التوسع‭ ‬الشبكي‭ ‬والإتصال‭ ‬والانجذاب‭ ‬المغناطيسي‭ ‬لمحور‭ ‬الضمير،‭ ‬واتصاله‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬النجاح‭ ‬المؤسسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬ومناهج‭ ‬الحب‭ ‬والولاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬الوطني،‭ ‬بل‭ ‬يزيد‭ ‬وبدون‭ ‬توقف‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يؤطره‭ ‬الضمير‭ ‬ومحوره‭ ‬حول‭ ‬فلسفة‭ ‬الذكاء‭ ‬والفراسة‭ ‬والحكمة‭ ‬والتعاملات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭. ‬وتأخذ‭ ‬قواعد‭ ‬النجاح‭ ‬وتأثير‭ ‬فهمها‭ ‬لدى‭ ‬الباحثين‭ ‬كبداية‭ ‬تدقيق‭ ‬علمي؛‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬حركة‭ ‬الدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬لاحقا‭ ‬في‭ ‬تحليلها‭ ‬وتطويرها‭ ‬وتبني‭ ‬ما‭ ‬يتبلور‭ ‬من‭ ‬مخرجاتها،‭ ‬لأجل‭ ‬دعم‭ ‬وتثبيت‭ ‬وتحقيق‭ ‬جوهر‭ ‬مقتضيات‭ ‬مقترح‭ ‬“كرسي‭ ‬بحث‭ ‬الفرضية‭ ‬التنموية‭ ‬المحورية‭ ‬للضمير‭ ‬الحديثة‭ ‬“،‭ ‬وستكون‭ ‬هذه‭ ‬الفرضية‭ ‬الشعار‭ ‬الأعلى‭ ‬والأقوى‭ ‬للفرضيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬الذكاء‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬والدبلوماسي؛‭ ‬كونها‭ ‬فرضية‭ ‬حية‭ ‬ومُلهمة‭ ‬لفلسفة‭ ‬الإنجذاب‭ ‬المحوري‭ ‬للضمير‭ ‬كمحور‭ ‬ارتكاز‭ ‬ريادي‭ ‬وقيادي‭ ‬ومحرك‭ ‬روحي‭ ‬أساسي‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬ومؤثر‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناهج‭ ‬والقواعد‭ ‬والنظريات‭ ‬الفلسفية‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعلوم‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬والتصحيح‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬العالمية‭ ‬والعولمة‭.‬

ويشير‭ ‬الكاتب‭ ‬“لويس‭ ‬إم‭. ‬جراف”‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“احصل‭ ‬على‭ ‬الثراء‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬نفسك”‭ ‬لعدة‭ ‬قواعد‭ ‬للنجاح‭ ‬ومولدات‭ ‬للنجاح،‭ ‬ومنها‭ ‬قاعدة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬للعظمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الروح‭ ‬الإنسانية‭ ‬والخدمية،‭ ‬وليس‭ ‬العظمة‭ ‬الوهمية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬الظروف‭ ‬وضعف‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬فيها‭ ‬معنى‭ ‬النجاح‭ ‬الروحي،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬اكتساب‭ ‬موقع‭ ‬ومنزلة‭ ‬صورية‭ ‬تمثيلية‭ ‬وتسويفية‭ ‬لمعنى‭ ‬النجاح‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬منازل‭ ‬متعثرة‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬والإنجاز‭ ‬والتربع‭ ‬والهيمنة‭ ‬عليها‭.‬

لكن‭ ‬“فرضية‭ ‬التمحور‭ ‬التنموية‭ ‬للضمير”‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬لديها‭ ‬المساحة‭ ‬الكبيرة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬كل‭ ‬قواعد‭ ‬النجاح‭ ‬ومولداته‭ ‬وفلترة‭ ‬قواعد‭ ‬الشبهات‭ ‬والخداع،‭ ‬ولديها‭ ‬القدرة‭ ‬في‭ ‬قطع‭ ‬كل‭ ‬خيوط‭ ‬الحركات‭ ‬التسويفية‭ ‬التي‭ ‬تتعدى‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬باسم‭ ‬النجاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬المغيب؛‭ ‬لأنها‭ ‬فرضية‭ ‬تكاملية‭ ‬ديناميكية‭ ‬تستمد‭ ‬قوتها‭ ‬من‭ ‬الروح‭ ‬والحياة‭ ‬في‭ ‬باطنها‭ ‬ومحورها‭ ‬المتحرك،‭ ‬والنابض‭ ‬للتصحيح‭ ‬والتوجيه‭ ‬والمنبه‭ ‬للتسويف‭ ‬والتحريف‭ ‬والإنحراف‭ ‬عن‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وستكون‭ ‬وسيلة‭ ‬مسح‭ ‬تحليلي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وبرامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التنموية‭ ‬ومراكز‭ ‬الدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬العالمية،‭ ‬ومنصة‭ ‬تدقيق‭ ‬ذكية‭ ‬وتحليل‭ ‬إستراتيجية‭ ‬واستشرافية‭ ‬للمستقبل‭ ‬لاتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الإيجابية‭ ‬وتفادي‭ ‬السلبية،‭ ‬وتوجيهية‭ ‬للمسارات‭ ‬العلمية‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدبلوماسية؛‭ ‬حفظا‭ ‬من‭ ‬الهدر‭ ‬للوقت‭ ‬والطاقات‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬محلها‭ ‬ولمشاريع‭ ‬مضامينها‭ ‬توحي‭ ‬للتعثر‭ ‬والفشل‭.‬