تقدير كبير للبحرين بقيادة جلالة الملك لجهودها في الدعم الدولي للسلام

يوم الضمير... إشراقة أمل جديد في عالم أرهقته الاضطرابات

| المنامة - بنا

رسالة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬غرست‭ ‬مفهوم‭ ‬التعاون‭ ‬الموجه‭ ‬للإنسانية سموه‭ ‬وضع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتعزيز‭ ‬مسؤوليات‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي المبادرة‭ ‬أعادت‭ ‬التذكير‭ ‬بالبعد‭ ‬الأخلاقي‭ ‬لسلوك‭ ‬الدول‭ ‬

 

حقق‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬الذي‭ ‬احتفى‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬الجاري‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياته‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬أسباب‭ ‬النزاعات‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تهدد‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬البشرية،‭ ‬ليصبح‭ ‬بذلك‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬إشراقة‭ ‬أمل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬أرهقته‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والتوترات‭.‬

وجاءت‭ ‬دعوة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬يوم‭ ‬دولي‭ ‬للضمير،‭ ‬مناسبة‭ ‬لإلهام‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأبعاد‭ ‬فكرية‭ ‬وأخلاقية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬كقيم‭ ‬نبيلة‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬وجدت،‭ ‬فستنعم‭ ‬جميع‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬بالرفاه‭ ‬والرخاء‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬أمنية‭ ‬مستقرة‭ ‬ومستدامة‭.‬

وجذبت‭ ‬دعوة‭ ‬سموه‭ ‬انتباه‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحياء‭ ‬القواسم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومواثيق‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬أفعال‭ ‬وقرارات‭ ‬عبر‭ ‬جهد‭ ‬جماعي‭ ‬منظم‭ ‬يستهدف‭ ‬تطور‭ ‬البشرية‭ ‬وتقدمها‭.‬

وكان‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الدوليين‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬مدى‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬الذي‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة؛‭ ‬تقديرا‭ ‬لجهودها‭ ‬وإسهاماتها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬الجماعي؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬والأمن‭.‬

لقد‭ ‬أدرك‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬رغم‭ ‬محدودية‭ ‬مساحتها‭ ‬ومواردها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬عطاءً‭ ‬إنسانيا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وإرثا‭ ‬حضاريا‭ ‬يحض‭ ‬على‭ ‬الوئام‭ ‬والتضامن‭ ‬والتعايش‭ ‬كأساس‭ ‬لإعمار‭ ‬الأرض‭ ‬وتطورها‭.‬

وحظي‭ ‬الاحتفال‭ ‬الأول‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬باهتمام‭ ‬مشهود‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ووكالاتها‭ ‬المتخصصة،‭ ‬إذ‭ ‬استقطبت‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬اهتمام‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الدوليين‭ ‬الحاليين‭ ‬والسابقين‭ ‬ورؤساء‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات‭ ‬والمفكرين‭ ‬والباحثين‭ ‬وسفراء‭ ‬السلام،‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬مغزى‭ ‬قيمة‭ ‬الضمير،‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حشد‭ ‬جهود‭ ‬العالم‭ ‬للانتقال‭ ‬بالضمير‭ ‬من‭ ‬رمزيته‭ ‬المعنوية؛‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬واقعًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬تسهم‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬دوره‭ ‬بما‭ ‬يصون‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬واستقرار‭ ‬العالم‭.‬

كما‭ ‬جاءت‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬“شبكة‭ ‬حلول‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بجامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬الأمريكية‭ ‬وديوان‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬شخصيات‭ ‬دولية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬لتؤكد‭ ‬دلالات‭ ‬وأهمية‭ ‬يوم‭ ‬الضمير،‭ ‬وما‭ ‬حملته‭ ‬من‭ ‬دعوات‭ ‬ورؤى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬الضمير‭ ‬كقيمة‭ ‬إنسانية‭ ‬تحفظ‭ ‬كرامة‭ ‬البشر‭ ‬وتدعم‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومساعيه‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي‭.‬

وقد‭ ‬جسد‭ ‬التجاوب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬ناله‭ ‬الاحتفال‭ ‬بإحياء‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للضمير‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬بداية‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬لالتفاف‭ ‬واتفاق‭ ‬دولي‭ ‬يعكس‭ ‬رغبة‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬المبادئ‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬حملتها‭ ‬دعوة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اتفاق‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأممين‭ ‬والشخصيات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬وتفاعلت‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المغزى‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬تحمله،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬وتجاوز‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬تؤرق‭ ‬حاضره‭ ‬ومستقبله‭.‬

ويمكن‭ ‬تلمس‭ ‬ملامح‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصدى‭ ‬الإيجابي‭ ‬الذي‭ ‬لقيته‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬منذ‭ ‬إطلاقها‭ ‬عالميا،‭ ‬وما‭ ‬حملته‭ ‬رسالة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬محددة‭ ‬لجعل‭ ‬الضمير‭ ‬محركا‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬وصياغة‭ ‬التوجهات‭ ‬العالمية‭ ‬تجاه‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬البشرية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬استعراضه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النقاط‭ ‬التالية‭:‬

أولا‭: ‬موافقة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالإجماع‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬البحرين،‭ ‬وما‭ ‬تعكسه‭ ‬من‭ ‬توافق‭ ‬في‭ ‬الأهداف‭ ‬والرؤى‭ ‬بين‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬طالما‭ ‬كانت‭ ‬داعمة‭ ‬ومؤيدة‭ ‬للجهود‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين‭ ‬وتحفيز‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬إذ‭ ‬جاءت‭ ‬مبادرة‭ ‬سموه‭ ‬متضمنة‭ ‬خمسة‭ ‬مبادئ‭ ‬رئيسة‭ ‬هي‭ ‬التمسك‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬الدولية،‭ ‬وإرساء‭ ‬أسس‭ ‬السلام،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وجدية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الصراعات،‭ ‬ووضع‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وهي‭ ‬مبادئ‭ ‬تركز‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬الملحة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والسلام،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬جوهر‭ ‬عمل‭ ‬وجهود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

ثانيا‭: ‬المشاركة‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬الاحتفاء‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬عبر‭ ‬التصريحات‭ ‬والبيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬كبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬والدولية‭ ‬مثل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومدير‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ومنظمة‭ ‬اليونيسكو،‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬والسفراء‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والكتاب‭ ‬والصحافة‭ ‬وغيرهم،‭ ‬والتي‭ ‬شكلت‭ ‬استجابة‭ ‬واعية‭ ‬تتماهى‭ ‬مع‭ ‬دعوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أنشطة‭ ‬وفعاليات‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬الضمير‭ ‬بمحبة‭ ‬وسلام،‭ ‬وذلك‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وانشغال‭ ‬العالم‭ ‬بمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬الدولية‭ ‬البارزة،‭ ‬والتي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تجتذب‭ ‬الانتباه‭ ‬وتترك‭ ‬بصمة‭ ‬واضحة؛‭ ‬نظراً‭ ‬لأهميتها‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬الجهود‭ ‬الحالية‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الازمة‭.‬

ثالثا‭: ‬إن‭ ‬رسالة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬حملت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬والمضامين‭ ‬التي‭ ‬تغرس‭ ‬مفهوم‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬العمل‭ ‬والتعاون‭ ‬الجماعي‭ ‬الموجهة‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬التعاون‭ ‬والتكاتف‭ ‬الإنساني‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬الضمير‭ ‬الصادق‭ ‬الذي‭ ‬يبث‭ ‬الخير‭ ‬والأمل،‭ ‬ويساند‭ ‬المساعي‭ ‬المشتركة‭ ‬للبشرية‭ ‬في‭ ‬النماء‭ ‬التقدم‭. ‬وذلك‭ ‬إيمانا‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬بأنه‭ ‬غياب‭ ‬الضمير‭ ‬والنظرة‭ ‬الأحادية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬للهيمنة‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬المقدرات‭ ‬والموارد‭ ‬تعد‭ ‬سببا‭ ‬رئيسا‭ ‬فيما‭ ‬يعيشه‭ ‬العالم‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬مآسٍ‭ ‬وصراعات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أعادت‭ ‬تذكير‭ ‬العالم‭ ‬بالبعد‭ ‬الإنساني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحكم‭ ‬سلوك‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثبتت‭ ‬التجربة‭ ‬التاريخية‭ ‬أن‭ ‬العولمة‭ ‬فقدت‭ ‬دورها‭ ‬وأثرها‭.‬

رابعا‭: ‬لقد‭ ‬نجح‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياته‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬موضوع‭ ‬“الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي”،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬مطلبا‭ ‬ملحا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬عكست‭ ‬دعوة‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬مبادرة‭ ‬متقدمة‭ ‬للإسهام‭ ‬بمساندة‭ ‬جهود‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬تداعياتها‭ ‬وخطورتها‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭.‬

خامسا‭: ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة،‭ ‬يعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬تاريخه،‭ ‬تجعله‭ ‬أكثر‭ ‬استعدادا‭ ‬للرجوع‭ ‬إلى‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬في‭ ‬التقارب‭ ‬والتعاون،‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬الصراع‭ ‬والتنافس،‭ ‬والذي‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العولمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬ثقيل،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحتمله‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬لما‭ ‬خلفه‭ ‬من‭ ‬تفاوت‭ ‬كبير‭ ‬نتيجة‭ ‬لسيادة‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستئثار‭ ‬والاستحواذ‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يرزح‭ ‬فيه‭ ‬الملايين‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الفقر‭ ‬والتشرد‭ ‬والحروب‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بضياع‭ ‬المكتسبات‭ ‬الحضارية‭ ‬والإنسانية‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬أهمية‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬لتكون‭ ‬بمثابة‭ ‬“جرس‭ ‬الإنذار”‭ ‬كما‭ ‬وصفتها‭ ‬مؤسسة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬ليدق‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ويخاطب‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بإعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬لأهلها‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الشعوب،‭ ‬والدول‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات،‭ ‬ووقف‭ ‬نزيف‭ ‬الدماء،‭ ‬وترسيخ‭ ‬معاني‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بين‭ ‬الشعوب”‭.‬

ويبقى‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬يحتاج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬والرؤى‭ ‬غير‭ ‬التقليدية؛‭ ‬لكي‭ ‬يستنهض‭ ‬ويخاطب‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬للتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬فاعل‭ ‬لحماية‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬من‭ ‬الاستقرار،‭ ‬والرجوع‭ ‬إلى‭ ‬القيم‭ ‬الخيرة‭ ‬والمبادئ‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬فطرت‭ ‬عليها‭ ‬البشرية؛‭ ‬بهدف‭ ‬وقف‭ ‬النزف‭ ‬المستمر‭ ‬للصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬والالتفات‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬المحلة‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬والأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬ومحاربة‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬لإرساء‭ ‬دعائم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الدوليين‭.‬