تنشيط “الحرف اليدوية” ينعش اقتصاد القرية

خليفة: دعوة لإحياء سوق الخانات التاريخي بالبديع

قال‭ ‬الباحث‭ ‬نوح‭ ‬خليفة‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬البديعية‭ ‬مازالت‭ ‬تسجل‭ ‬نشاطا‭ ‬حرفيا‭ ‬مستمرا‭ ‬كبيرا‭ ‬وتكتسب‭ ‬شهرة‭ ‬ومشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭ ‬الشعبية‭ ‬والوطنية‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬الدولة‭.‬

يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬إنتاجه‭ ‬العلمي‭ ‬الجديد‭ ‬نساء‭ ‬البديع‭ ‬من‭ ‬الكفاح‭ ‬المعيشي‭ ‬إلى‭ ‬تحديات‭ ‬المشاركة‭ ‬والتمثيل‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يتطلع‭ ‬لتدشينه‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬سوق‭ ‬ترويجية‭ ‬للمنتج‭ ‬الحرفي‭ ‬النسوي‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البديع‭ ‬احتضنت‭ ‬المستوى‭ ‬التاريخي‭ ‬سوقا‭ ‬يسمى‭ ‬“سوق‭ ‬الخانات”‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البديع‭ ‬لكنه‭ ‬اندثر،‭ ‬داعيا‭ ‬لإحيائه‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬توسعة‭ ‬البديع‭ ‬وإطلاق‭ ‬قدراتها‭ ‬التاريخية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬التاريخية‭ ‬المعين‭ ‬لنساء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬منتجاتهن‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراتهن‭ ‬المالية‭ ‬يفتح‭ ‬لتبني‭ ‬البديع‭ ‬لأكبر‭ ‬سوق‭ ‬ترويجية‭ ‬حرفية‭ ‬تشكل‭ ‬مركزا‭ ‬سياحيا‭ ‬جاذبا‭ ‬وتنتج‭ ‬حراكا‭ ‬نسويا‭ ‬معاصرا‭ ‬يعزز‭ ‬المركز‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبديع‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الخصوصية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬النشاط‭ ‬النسوي‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬البديع‭ ‬ومركزها‭ ‬التاريخي‭ ‬يضاعف‭ ‬توقعات‭ ‬نجاح‭ ‬السوق‭ ‬وإضافته‭ ‬كوجهة‭ ‬ومركز‭ ‬جذب‭ ‬سياحي‭ ‬واقتصادي‭ ‬بحريني‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الحراك‭ ‬المعزز‭ ‬للناتج‭ ‬المحلي‭ ‬للمحافظة‭.‬

واستطرد‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬البديعية‭ ‬كانت‭ ‬تتمتع‭ ‬بعزم‭ ‬ومسؤولية‭ ‬تدفعها‭ ‬لقطع‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬الأقدام؛‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة،‭ ‬حيث‭ ‬تشتهر‭ ‬سوق‭ ‬الأربعاء‭ ‬وتقصده‭ ‬طبقات‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لشراء‭ ‬حاجياتهم‭ ‬وتعرف‭ ‬السوق‭ ‬بتواجد‭ ‬منتجات‭ ‬المرأة‭ ‬البديعية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬نساء‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬توفرت‭ ‬لهن‭ ‬الأسواق‭ ‬بمناطقهن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التاريخي،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬القروية‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬المدن‭ ‬مما‭ ‬اضطرها‭ ‬لتحمل‭ ‬عناء‭ ‬الوصول‭ ‬لسوق‭ ‬المنامة‭ ‬وكانت‭ ‬المرأة‭ ‬البديعية‭ ‬تحمل‭ ‬منتجاتها‭ ‬وتذهب‭ ‬للسوق،‭ ‬حيث‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬منتجاتها‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬ذاته‭ ‬أردف‭ ‬الباحث‭ ‬نوح‭ ‬خليفة‭ ‬بأن‭ ‬نساء‭ ‬البديع‭ ‬كن‭ ‬يتحدن‭ ‬لإنجاز‭ ‬“السفرة”‭ ‬بأحجامها‭ ‬الكبيرة‭ ‬ويتعاون‭ ‬عليها‭ ‬عدد‭ ‬منهن،‭ ‬وكانت‭ ‬تلقى‭ ‬رواجا‭ ‬عند‭ ‬الشيوخ،‭ ‬فيشترونها‭ ‬بأسعار‭ ‬مناسبة‭ ‬للحرفيات‭ ‬وساعد‭ ‬على‭ ‬رواج‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬طابع‭ ‬الحياة‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الحاجة‭ ‬للسلع‭ ‬الخارجية‭ ‬قليلة‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬البديعية‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬وترويج‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬عيشها‭ ‬هي‭ ‬وأسرتها‭ ‬أثناء‭ ‬غياب‭ ‬الرجال‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬مواسم‭ ‬الغوص،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أسهمت‭ ‬المرأة‭ ‬بدور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الانتاج‭ ‬والتسويق‭ ‬وتحملت‭ ‬أدوارا‭ ‬معيشية‭ ‬متعددة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أعبائها‭ ‬المنزلية‭.‬