ستة على ستة

الأنشطة الإرهابية في الأجواء “الكورونية”

| عطا السيد الشعراوي

لم‭ ‬تمنع‭ ‬حالة‭ ‬التضامن‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يخوضها‭ ‬العالم‭ ‬ضد‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬والتعاطف‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحها‭ ‬أو‭ ‬محاولة‭ ‬فرض‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬يضمن‭ ‬لها‭ ‬الغلبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والهيمنة‭ ‬السياسية‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬فاختلطت‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والطبية‭ ‬بأهداف‭ ‬استراتيجية‭ ‬ومطامع‭ ‬جيوسياسية،‭ ‬كما‭ ‬حاولت‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬“المندثرة”‭ ‬استغلال‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭ ‬لإعادة‭ ‬الظهور‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

قدم‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابي‭ ‬الصورة‭ ‬الفجة‭ ‬لهذه‭ ‬الأطراف‭ ‬المجرمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتورع‭ ‬أبدا‭ ‬عن‭ ‬استغلال‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬لتؤكد‭ ‬وحشيتها‭ ‬وعنفها‭ ‬وتطرفها،‭ ‬فقد‭ ‬نشرت‭ ‬“مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية”،‭ ‬تقريرًا‭ ‬حذرت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬نشاط‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مستغلا‭ ‬أزمة‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والانشغال‭ ‬الكبير‭ ‬بمكافحته‭ ‬ومواجهته،‭ ‬وحالة‭ ‬الهلع‭ ‬الواسعة‭ ‬منه‭ ‬وعدم‭ ‬تفكير‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬سواه‭.‬

واستشهد‭ ‬التقرير‭ ‬بما‭ ‬أكدت‭ ‬عليه‭ ‬جريدة‭ ‬النبأ‭ ‬الأسبوعية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬داعش‭ ‬بأن‭ ‬الحرب‭ ‬شاملة‭ ‬ومستمرة‭ ‬رغم‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬وخصوصا‭ ‬مع‭ ‬انشغال‭ ‬أنظمة‭ ‬الأمن‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬تتصدى‭ ‬لعمليات‭ ‬التنظيم،‭ ‬داعية‭ ‬“المتطرفين”‭ ‬أنصار‭ ‬التنظيم‭ ‬لانتهاز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬والفوضى‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬مهاجمة‭ ‬الدول‭ ‬المصابة‭ ‬بالوباء‭ ‬وزيادة‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬أسرى‭ ‬التنظيم‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬والمخيمات‭.‬

وتعد‭ ‬إيران‭ ‬نموذجًا‭ ‬آخر‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الانتهازية‭ ‬للأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤلمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المتضررين‭ ‬منها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يمنعها‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬لأجل‭ ‬صناعة‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2021م،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لصحيفة‭ ‬“إسرائيل‭ ‬اليوم”‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬قلق‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬إيران‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬بوباء‭ ‬كورونا،‭ ‬وتتقدم‭ ‬سرا‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬النووي‭ ‬وذلك‭ ‬لصرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬والارتفاع‭ ‬الرهيب‭ ‬للمصابين‭ ‬والمتوفين‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬واستمرار‭ ‬الوضع‭ ‬المعيشي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الخانق‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬ومستغلة‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بالرقابة‭ ‬على‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية‭.‬